تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:26 م]ـ

26 ـ ومنه قول الشاعر*:

ببذل وحل ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير

الشاهد قوله: كونك إياه، فـ " كون " مصدر من كان الناقصة رفع اسما وهو: الضمير المتصل في " كونك "، ونصب خبرا وهو: إياه.

وقس على ذلك بقية أخوات “ كان “ التامة.

حكم اسم كان وأخواتها، وخبرهن من حيث التقديم والتأخير.

أولا ـ حكم الاسم: لا يجوز تقديم اسم كان وأخواتها عليها؛ لأنه بمنزلة الفاعل من

الفعل، فإذا تقدم الفاعل على فعله أصبح مبتدأ. نحو: محمد قام.

وكذلك إذا تقدم الاسم على الفعل الناسخ أصبح مبتدأ.

نحو: أحمد كان مسافرا، وعليّ أصبح متفوقا.

ثانيا ـ حكم الخبر من حيث التقديم والتأخير.

لخبر الأفعال الناسخة ست حالات: ـ

1 ـ وجوب التأخير عن الاسم:

أ ـ إذا كانا متساويين في التعريف وخشي اللبس بينهما. نحو: كان محمد صديقي، وأصبح يوسف جاري.

فإذا قدمنا خبر كان، أو إحدى أخواتها في هذه الحالة على الاسم صار الخبر هو الاسم، والاسم هو الخبر لذا وجب التأخير.

ب ـ يجب التأخير إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ بـ " إلا " المنفية، أو بإنما.

55 ـ نحو: ما كان القائد إلا صديقا لجنوده.

ونحو: إنما كان القائد صديقا لجنوده.

2 ـ وجوب التقديم على الاسم ليس غير، وذلك إذا كان في الاسم ضمير يعود على بعض الخبر شبه الجملة، مع وجود ما يمنع تقدم الاسم على الحرف المصدري

56 ـ " أن ". نحو: سرني أن يكون في المنزل أصحابه.

فلا يصح أن نقول: سرني أن يكون أصحابه في المنزل. لئلا يعود الضمير على

متأخر لفظا ورتبة.

كما لا يصح تقديم الاسم على " أن " لئلا يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول {1}.

3 ـ أ ـ جواز تقديم الخبر على الاسم، وذلك إذا أمن اللبس بأن كان الخبر نكرة والاسم معرفة.

57 ـ نحو قوله تعالى {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} 2.

فـ " حقا " خبر كان تقدم على اسمها " نصر " المعرف بالإضافة.

ب ـ جواز تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه.

58 ـ نحو: مبالغا كان محمد في حديثه.

وعلة التقديم يرجع إلى: جواز تقديم معمول الخبر على العامل.

59 ـ كما في قوله تعالى: {وأنفسهم كانوا يظلمون} 3.

فـ " يظلمون " في محل نصب خبر كان، وأنفسهم مفعول به ليظلمون، وقد تقدم المفعول به على كان العاملة النصب في الخبر “ يظلمون “ فمن باب أولى أن يتقدم الخبر على الفعل الناسخ.

4 ـ يجب تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه؛ إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام، والشرط، وكم الخبرية.

نحو: أين كان والدك، ومن كان يحترمك فاحترمه، 60 ـ وكم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال.

ويستثنى في هذه الحالة من الأفعال الناقصة " ليس "؛ لأن خبرها لا يجوز أن يسبقها على الوجه الصحيح.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:27 م]ـ

5 ـ وجوب التقدم على الفعل، واسمه، أو التوسط بينهما، وذلك إذا كان الاسم متصلا بضمير يعود على بعض الخبر، ولم يكن ثمة ما يمنع من التقدم على الفعل. نحو: كان في الحديقة زوارها، وأمسى خادمَ فاطمة زوجها.

بنصب " خادم " على أنه خبر أمسى مقدم عليها.

6 ـ ويمتنع تقدم الخبر على الفعل واسمه، غير أنه يجوز التوسط بينهما، أو التأخر عنهما؛ وذلك إذا كان الفعل مسبوقا بأداة لها الصدارة في الكلام، ولا يجوز الفصل بين الأداة، وبين الفعل. نحو: هل صار العجين خبزا؟

فلا يجوز تقدم الخبر على " هل "؛ لأن لها الصدارة، فلا يصح أن نقول: خبزا

هل صار العجين، ولا على " كان " لئلا نفصل بين هل والفعل، فلا يصح أن نقول: هل خبزا صار العجين؟

ولكن يجوز أن نقول: هل صار خبزا العجين. بعدم وجود المانع من التوسط.

تنبيه: يستثنى من الأحكام السابقة أخبار: مادام، وما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك، و" ليس " في بعض الحالات.

أحكام أخبار: ما دام وما زال، وأخواتها، وليس.

1 ـ حكم خبر ما دام:

أ ـ منع بعض النحاة تقدم خبر ما دام على اسمها، فلا يصح أن نقول: امتنعت من الحضور ما دام حاضرا محمد.

والصحيح جواز التقديم، والشاهد على ذلك 27، ـ قول الشاعر*:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير