لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادِّكار الموت والهرم
الشاهد قوله: مادامت منغصة لذاته. حيث قدم خبر ما دام وهو " منغصة " على اسمها وهو
" لذاته ".
وفي ذلك نظر لأنه يجوز في اسم ما دامت الإضمار، والتقدير: ما دامت هي يعود على الذات
الآتية، وإن كان الضمير قد عاد على متأخر، وليس في ذلك ما ينكره أحد، فقد ورد في
61 ـ قوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} 1.
فالضمير في " نفسه " عائد على موسى المتأخر عنه.
وبذلك تكون " منغصة " خبر ما دام مؤخرا على اسمها، و " لذاته " نائب فاعل لاسم المفعول " منغصة "، وعليه لا شاهد في البيت على جواز تقديم خبر ما دام على اسمها وهو مذهب ابن معط.
ب ـ يمتنع تقديم خبر ما دام عليها، فلا يجوز أن نقول: سأنتظرك قادما ما دمت.
ولن أصحبك موجودا ما دام أخوك.
واجاز البعض التقديم على " ما " وحدها. فنقول:
لن أصحبك ما موجودا دام أخوك، وفيه تكلف.
2 ـ حكم خبر الأفعال المسبوقة بـ " ما " النافية: ما زال وأخواتها.
لا يجوز تقدم الخبر على هذه الأفعال، إذ لا يصح أن نقول:
منهمرا ما زال المطر. بنصب " منهمرا " على أنه خبر ما زال.
غير أن بعضهم أجاز التقديم؛ إذا كان النفي بغير " ما "، كأن يكون بـ " لم " وسواها. نحو: قائما لم يزل محمد. وفيه نظر؛ لأن أغلب النحاة على منعه.
3 ـ حكم خبر ليس:
أ ـ اختلف كثير من النحاة على منع تقدم خبر ليس على اسمها، ولم يجيزوا ذلك،
فلا نقول: ليس موجودا محمد، وليس مسافرا علي.
والصحيح الجواز فقد ورد في، 62 ـ قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} 2.
بنصب البر على أنها خبر ليس مقدم، واسمها المصدر المؤول من أن والفعل تولوا، والتقدير: ليس البر تولية وجوهكم.
28 ـ ومنه قول السموءل بن عدياء:
سلي ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
فـ " سواء " خبر ليس مقدم، و " عالم " اسمها مؤخر.
ب ـ كما اختلفوا حول تقدم خبرها عليها، وعلى اسمها، وقال أكثرهم بالمنع، فلا يصح أن نقول: قائما ليس زيد.
وأجازه البعض على اعتبار جواز تقديم معمول الخبر على الفعل الناسخ كما ذكرنا سابقا، واستدلوا 63 ـ بقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} 1.
فـ " يوم يأتيهم " معمول الخبر " مصروفا " تقدم على ليس، ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل، وهو من باب أولى، وفيه خلاف، والله أعلم.
مواطن حذف كان.
1 ـ تحذف كان وجوبا دون اسمها وخبرها بالشروط الآتية: ــ
أن تقع " كان " صلة لأن المصدرية، ويعوض عنها بـ " ما " الزائدة مع دغمها بـ " أن ". نحو: أمّا أنت مسافرا سافرت.
29 ـ ومنه قول عباس بن مرداس:
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
الشاهد في البيت قوله: أمّا أنت ذا نفر
فـ " أمّا " هي " أن " المصدرية المدغمة في " ما " الزائدة النائبة عن كان المحذوفة.
أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة.
ذا نفر: ذا خبر كان، وذا مضاف، ونفر مضاف إليه.
والتقدير: أن كنت ذا نفر، ويصح أن نقول: أمّا محمد مقيما أقمتُ.
2 ـ يجوز حذفها مع اسمها دون خبرها بعد " إن، و لو " الشرطيتين.
64 ـ نحو قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ".
والتقدير: إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير، وإن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر.
65 ـ ونحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " التمس ولو خاتما من حديد ".
ومنه: أعطني ولو ريالا. والتقدير: ولو كان الذي تلتمسه خاتما من حديد.
30 ـ ومنه قول النعمان بن المنذر ملك الحيرة:
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
الشاهد في البيت: إن صدقا وإن كذبا.
فـ " صدقا " خبر لكان المحذوفة مع اسمها بعد " إن " الشرطية، والتقدير: إن كان المقول صدقا، وإن كان المقول كذبا.
3 ـ ويجوز حذفها مع معموليها بلا عوض، وذلك بعد " إن " الشرطية.
جوابا لمن يسأل. هل ستسافر برا وإن كان الجو ممطرا، فتجيب: نعم وإن.
التقدير: وإن كان الجو ممطرا. 31 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن
فالشاهد قوله: " قالت وإن " فحذف كان واسمها وخبرها بعد " إن " الشرطية، ولم يعوض عنهم، والتقدير: وإن كان هو فقيرا.
4 ـ تحذف نون كان بالشروط الآتية:
أ ـ أن تكون فعلا مضارعا.
ب ـ أن يكون المضارع مجزوما.
ج ـ ألا يقع بعد نونها ساكن.
د ـ ألا يقع بعد الفعل المضارع ضمير متصل.
نحو قوله تعالى: {ولم يك من المشركين} 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:28 م]ـ
وقوله تعالى: {ولم أك بغيا} 1.
ومنه قول الحطيئة: 32 ـ
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
¥