تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومثال البدل قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا} 6.

فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه، والتقدير: إلى أنعامنا في طعامه.

ومنه قوله تعالى: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} 7.

جواز الفتح والكسر.

يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول، أو عدم تأويلها، ذلك في المواضع التالية: ـ

1 ـ بعد فاء الجزاء. نحو: من يأتني فإنه مكرم. ومنه قوله تعالى {من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم} 8.

ن التجارة رابحة.

فقد قرئت الآية: {فإنه غفور رحيم} بالوجهين، أي بكسر همزة " إن " وفتحها.

فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة، والتقدير: فهو غفور.

واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ، والخبر محذوف، أو خبر والمبتدأ محذوف {1}.

والتقدير: فغفرانه حاصل، أو فجزاؤه حاصل.

2 ـ بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا إن المطر منهمر.

جواز الكسر على عدم التأويل، والتقدير: فإذا المطر منهمر.

والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا، والتقدير: انهمار المطر

حاصل.

ومنه قول الشاعر:

وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم

الشاهد قوله: إذا أنه. فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا، وهذا الوجه أحسن؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير. أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف.

3 ـ بعد لا جرم، وفتح الهمزة أشهر. نحو قوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار} 2.

فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى

" حق "، والتقدير: حق حصول النار لهم، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر

لا، والتقدير: لابد من حصول النار لهم. أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب، وفاعلها ضمير مستتر،

والتقدير: كسب لهم كفرهم. وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:44 م]ـ

ومنه قوله تعالى: {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون} 1.

4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا "، أو " ذا ".

نحو قوله تعالى: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين} 2.

فذلكم خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: الأمر ذلك، والأمر أن الله موهن ... إلخ.

وهذا وجه الفتح في همزة " أن ".

أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها.

5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل، والكسر أبلغ. نحو: اطلب العلم إنه سبيل النجاح.

ومنه قوله تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} 3.

وقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير} 4.

فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل، والتقير: لأنه سبيل النجاح. والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها. أي أنها جملة استئنافية.

6 ـ بعد حتى الجارة، أو العاطفة. نحو: بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ.

ووقفت معه حتى أنك لم تقصر. وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل.

فالفتح على اعتبار " حتى " جارة، أو عاطفة. والكسر على اعتبارها ابتدائية.

7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام، وذكر فعل القسم

قبلها. نحو: أقسمت إن محمدا مسافر، وأقسمت أن محمدا مسافر.

أما إذا ذكر فعل القسم، أم لم يذكر، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة.

نحو: أقسمت إنك لمخلص، والله إنك لمخلص.

وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم، ولم يتصل الخبر باللام.

نحو قوله تعالى: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة} 1.

ومنه قول الشاعر:

أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير