تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:19 م]ـ

فوائد وتنبيهات: ـ

1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة: الرفع والنصب.

مثال الرفع: لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة.

طالب: بدل من محل لا واسمها مرفوع، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء.

ومثال النصب: لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة.

طالبا: بدل من أحد منصوب، مراعاة للمحل، لأن أحد في محل نصب اسم لا.

* أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع.

نحو: لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل.

محمد: بدل من لا واسمها، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ.

2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان: ـ

أ ـ الرفع. نحو: لا رجلَ رجلٌ في البيت.

رجل: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.

رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها.

ب ـ النصب. نحو: لا رجل رجلاً في البيت.

رجلا: توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا.

* فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف، واسم لا نكرة، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة.

3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء.

نحو قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 1.

وقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} 1.

ومثال دخولها على الجمل الفعلية: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} 2.

وقوله تعالى: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} 3.

4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر. فعندما نقول: لا طالب في المدرسة.

هذا جواب لسؤال محقق، أو مقدر هو: هل من طالب في المدرسة؟

فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر.

فنقول: لا من طالب في المدرسة.

ولكون الجواب مطابقا للسؤال، وقد جرى ذكر " من " في السؤال، استغني عنها في الجواب، وبحذفها بني الاسم.

5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل، أو جاء اسمها معرفة، بطل عملها، ووجب تكرارها.

نحو قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون} 4.

ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} 5.

فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة، فهي عاملة فيه {6}.

6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام، وتتضمن معنى " من "، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة، أو مقدرة.

ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها.

7 ـ يجوز حذف اسم " لا ". فيقال: لا عليك، أي: لا باس عليك، وهو نادر.

8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات.

نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ".

فالعلمان كسرى، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين، وغنما أريد بهما الشيوع، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: فلا ملك بعدهما يسمى كسرى، أو قيصر. ومنه قولهم: لا حاتم اليوم، ولا عنترة.

وتأويله: لا جواد كحاتم، ولا شجاع كعنترة.

فحاتم، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان.

9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا. نحو: لا رجل في المنزل.

فإن كان اسمها مثنى، أو مجموعا. نحو: لا رجلين في المنزل.

ولا معلمين في المدرسة. أو: لا رجال في الحفل.

احتمل أن تكون لنفي الجنس، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة، فتعمل عمل ليس، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك، فنقول: لا رجلين في المنزل.

أو: لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ. أو: بل رجلٌ أو رجالٌ.

10 ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير