تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه} 1.

إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل، فقوله: فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:20 م]ـ

11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر، أو حال، أو نعت أبطل عملها، ووجب تكرارها.

مثال وقوع الخبر بعد لا، قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.

113 ـ ومثال الحال قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} 2.

114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} 3.

ومنه قوله تعالى: {زيتونة لا شرقية ولا غربية} 4.

12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم: لا أبا لزيد، ولا أخا لعمر، ولا أبا لك.

ومنه قول الشاعر:

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر

وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي: ـ

أ ـ لا نافية للجنس، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، واللام في لزيد، أو لك، أو لكم زائدة، والكاف في محل جر بالإضافة، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي:

وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع

وقول أبي حية النميري:

أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني

ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور، وهي إحدى لهجات القبائل العربية، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي:

إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا.

ج ـ أب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف زائدة لإشباع الحركة،

ولك، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا، ويحتمل أن يكون صفة، والخبر محذوف، والوجه الأول أحسن. وهذا الرأي هو أرجح الآراء، وأفصحها، وهو بناء " أب " على الفتح.

لاسيما

ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما.

نحو: أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء.

ونحو: أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة.

لا: نافية للجنس تعمل عمل إن.

سي: اسم لا منصوب بالفتحة، وسي مضاف.

ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا، وقد تكون " ما " زائدة، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره: موجود.

والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة.

والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول، أو نكرة كما في المثال الثاني.

فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي: ــ

1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم الأصدقاء، وما موصولة، أو موصوفة.

2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة.

أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو:

النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: أحب، أو أعني.

أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية، وما زائدة، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة.

وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة.

نحو: أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية.

جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي: ـ

1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي قراءة.

و " ما " إما موصولة، وما بعدها صلة الموصول، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة. وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة.

2 ـ النصب على التمييز، وما زائدة.

3 ـ الجر بالإضافة، وما زائدة أيضا.

تنبيه:

1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما، كما في قولهم:

أقدر العلم ولاسيما علما نافعا.

واو اعتراضية، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير