أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إلا " فلا تدخل على فعله التاء. نحو: ما نجح إلا فاطمة.
3 ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا.
نحو: نعمت المرأة عائشة، ونعم المرأة عائشة.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 57 يونس. 2 ـ 25 القصص.
3 ـ 2 الانشقاق.
والوجه الثاني أحسن، وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد، لأن الألف واللام في الفاعل
للجنس، والجنس ليس له تأنيث حقيقي، وإثبات التاء أفصح.
4 ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث، أو مذكر، أو كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير.
مثال جمع التكسير لمذكر، أو مؤنث: قالت الرواة، وقال الرواة.
وجاءت النساء، وجاء النساء. والأحسن التأنيث مع المؤنث، والتذكير مع المذكر.
ونحو: الرواة قالت. والرواة قالوا. والرجال جاءت، والرجال جاءوا.
5 ـ أو اسم جنس جمعي، أو اسم جمع.
ومثال اسم الجنس الجمعي: أورقت الشجر، وأورق الشجر.
ومثال اسم الجمع: جاء القوم، أو جاءت القوم.
6 ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر، أو المؤنث السالمين.
ومثال الملحق بجمع المذكر السالم: جاءت البنون، وجاء البنون.
ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم: وضعت أولات الحمل، ووضع أولات الحمل.
أما جمع المذكر السالم فلا يجوز معه اقتران الفعل بالتاء.
إذ لا يصح أن نقول: قامت المعلمون.
ويجوز اقتران الفعل بالتاء، أو عدم اقترانه إذا كان الفاعل جمع مذكر سالما.
نحو: وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات.
ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات.
فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة، والتذكير على إرادة الجمع {1}.
ومنه قوله تعالى: {إذا جاءك المؤمنات} 2.
7 ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء. نحو: طلحة ـ طلحات، ومعاوية ـ معاويات. نقول: فازت الطلحات، وفاز الطلحات. والتذكير أفصح.
8 ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنث.
نحو: إنما ذهب هي، وإنما ذهبت هي. والأحسن ترك التأنيث.
تنبيه:
يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل، أو أكثر.
نحو قوله تعالى: {وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون} 3.
122 ـ وقوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر} 4.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1، ص343 هامش.
2 ـ 12 الممتحنة. 3 ـ 49 العنكبوت. 4 ـ 41 القمر.
تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به:
أولا: يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات: ـ
1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول، ومفعوله الثاني.
نحو: ضرب عيسى موسى، وأكرم أبي صديقي.
2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا، والمفعول به اسما ظاهرا.
نحو: أكلنا الطعام، وشربنا الماء.
3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا، أو بإنما.
نحو: ما كافأ المعلم إلا المجتهد. ونحو: إنما أكرم عليٌّ محمداً.
4 ـ إذا كان الفاعل، والمفعول به ضميرين متصلين.
نحو: عاقبته، كافأته، أحببته.
ثانيا: يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات:
1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا، والفاعل اسما ظاهرا.
نحو: شكره المعلم، ساعده القويّ.
123 ـ ومنه قوله تعالى: {أخذتهم الصيحة} 1.
2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به.
9 ـ نحو قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ} 2.
فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وهذا غير جائز، إذ
لا يصح أن نقول: أصلح الساعة صاحبها.
3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا "، أو بـ " إنما ".
نحو: ما قطف الثمر إلا الحارس. ونحو: إنما ضرب محمدا عمرو.
ـــــــــــــــ
1 ـ 73 الحجر. 2 ـ 124 البقرة.
تنبيه وفوائد: حول تقديم الفاعل، أو المفعول به المحصور بـ " إلا "، أو بـ " إنما ".
أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا، أو بإنما فاعلا كان، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة.
أما المحصور بإلا ففيه خلاف، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب: ـ
¥