تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومثال اشتمال الجملة على مفعول به، ومفعول مطلق:

صافحت الضيف مصافحة حارة. نقول بعد بنائها للمجهول:

صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة.

فـ " الضيف " في الأصل مفعول به، و" مصافحة " مفعول مطلق، فناب المفعول به عن الفاعل؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة.

صوفح: فعل ماض مبني للمجهول.

الضيف: نائب فاعل مرفوع بالضمة.

مصافحة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.

حارة: صفة منصوبة بالفتحة.

2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي: ـ

أ ـ المصدر المختص المتصرف {1}.

نحو: اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم.

144 ـ ومنه قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} 2.

لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية، وعدم تصرفها. مثل: معاذ، وسبحان.

ـــــــــــــ

1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد، أو النوع، وذلك بوصفه، أو بإضافته. والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية.

2 ـ 13 الحاقة.

فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل. نحو: يُستحسن أن تحضر المناقشة.

فنائب الفاعل هو: المصدر المؤول بالصريح " حضورك ".

ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1}.

نحو: جُلِس أمامُ المنزل. ونحو: صيم يومُ الخميس. وسُهرتْ ليلة الجمعة.

فـ " أمام، ويوم، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه، وتصبح نائبا له، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع.

فإن كان الظرف غير مختص، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل، ومن الظروف الملازمة للظرفية: عند، ولدى، وإذ، وغيرها.

ج ـ الجار والمجرور، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط: ـ

1 ـ أن يكون مختصا، أي: أن يكون مجروره معرفة لا نكرة.

نحو: اقتطعت من المال. بعد بناء الجملة للمجهول نقول: اقتطع من المال.

فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف.

2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة، كمذ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل: الواو، والتاء، والباء.

3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل. كاللام، والباء، ومن.

إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل.

ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه:

قبض على الجاني، ومُرَّ بمحمد، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات.

145 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} 2.

ــــــــــــــ

1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة، أو وصف، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه. 2 ـ 70 الأنعام.

أحكام نائب الفاعل:

لنائب الفاعل أحكام الفاعل، انظرها في بابها بالتفصيل. وهذه باختصار:

1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة، ويكون حذفه إما جائز، أو واجب.

أ ـ الحذف الجائز نحو: من جُلد؟ فنقول: اللص، جوابا للسؤال، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره: جُلد.

ب ـ الحذف الواجب: وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره.

نحو قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت} 1.

فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر.

أو جاء بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا القاتلُ يُشنق.

فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية.

2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا: (انظره في باب الفاعل) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية:

أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ قوله تعالى: {ولا يقبل منها شفاعة} 2.

وقوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 3.

وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} 4.

ب ـ وجوب التأنيث:

147 ـ نحو قوله تعالى: {وجدوا بضاعتهم ردت إليهم} 5.

وقوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت} 6.

وقوله تعالى: {وإذا القبور بعثرت} 7.

3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى، أو الجمع.

ـــــــــــ

1 ـ 3 الانشقاق. 2 ـ 48 البقرة.

3 ـ 13 المطففين. 4 ـ 1 الزلزلة.

5 ـ 65 يوسف. 6 ـ 10 التكوير.

7 ـ 4 الانفطار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير