تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فـ " الأرض " مفعول به لفعل واجب الحذف يفسره ما بعده، والتقدير: ودحا الأرض. ومنه قوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.

والتقدير: أرسى الجبال، وفسره الفعل الموجود.

تقديم المفعول به وتأخيره: ـ

أولا ـ جواز التقديم:

الأصل في المفعول به أن يكون مؤخرا، وأن يتقدم عليه فعله وفاعله، كما بينا ذلك في باب الفاعل، غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله، وفاعله إذا أمن اللبس. نحو: كسر زجاجا التلميذ، وكتب الواجب الطالب.

ونحو: درسا كتب الطالب، وزجاجا كسر التلميذ.

ففي المثالين اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله لا خلاف في تجويزه، لأمن اللبس.

ومثله قولهم: خرق الثوب المسمار.

إذ لا يعقل أن يكون الثوب هو الفاعل لأن المسمار هو الذي يخرق، وكذا لا يعقل أن يكسر الزجاج التلميذ، ولا يكتب الدرس الطالب، لأن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما أصلا.

أما في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا، قد يوهم أن يكون مبتدأ، غير أنه في المثالين السابقين، وما شابهّما لا يصح أن يكونا مبتدأين لأن كل منهما نكرة ولا مسوغ للابتداء بها إلا إذا أفادت.

أما إذا كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة. نحو: الدرس كتب الطالب، والزجاج كسر المهمل. يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ، إذ لا مانع للبس في هذه الحالة بين المفعول به، وبين المبتدأ، فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعولا به، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، فتدبر.

ـــــــــ

1 ـ 30 النازعات. 2 ـ 32 النازعات.

ثانيا ـ وجوب التقديم:

1ـ يجب تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما ".

نحو: ما أكل الطعام إلا محمد. ونحو: إنما كتب الدرس المجتهد.

21 ـ ومنه قوله تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} 1.

2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل، والفاعل اسما ظاهرا.

نحو: كافأك المدير، وأكرمني صديقي، وشكره عليّ.

22 ـ ومنه قوله تعالى: (لا يحطمنكم سليمان وجنوده} 2.

وقوله تعالى: (يوم يغشاهم العذاب} 3.

2 ـ ومنه قول أبي فراس الحمداني:

سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به.

نحو: أخذ الكتاب صاحبه. ومنه قولهم: إعط القوس باريها.

23 ـ ومنه قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ} 4.

فـ " الكتاب، والقوس، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل منها بضمير يعود عليها، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد عليه.

ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا: ـ

1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله، وفاعله إذا كان ضمير منفصلا.

نحو قوله تعالى: {إياك نعبد} وقوله تعالى: {وإياى فارهبون} 6.

ـــــــــــــــ

1 ـ 31 المدثر. 2 ـ 18 النمل.

3 ـ 55 العنكبوت. 4 ـ 124 البقرة.

5 ـ 5 الفاتحة. 6 ـ 40 البقرة.

وقوله تعالى: {إيانا تعبدون} 1.

2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام.

كأسماء الشرط. نحو: أياً تصاحب أصاحب.

24 ـ ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 2.

وقوله تعالى: {من تدخل النار فقد أخزيته} 3.

أو أضيف إلى أسماء الشرط. نحو: كتابَ أي عالم تقرا تستفد.

وأسماء الاستفهام. نحو: من قابلت؟

25 ـ ومنه قوله تعالى: {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي} 4.

أو أضيف إلى أسماء الاستفهام. نحو: كتاب من استعرت؟

3 ـ إذا كان المفعول به كم، أو كأين الخبريتين، وما أضيف إليهما.

نحو: كم من دروس قرأت ولم تستفد.

ونصيحة كم صديق سمعت ولم تتعظ.

26 ـ ومنه قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون} 5.

وقوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} 6.

فـ " كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به، الأولى للفعل أهلكنا، والثانية للفعل أرسلنا.

ومثال كأين: كأين من صديق عرفت. والتقدير عرفت كأين من صديق.

ـــــــــــــــــــ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير