تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه، وفيها فاعله من حيث المعنى.

ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب، والبكاء، والصياح، والشتم. ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر.

نحو: لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال.

لعليٍّ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.

عملٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

عملَ: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، والأبطال مضاف إليه.

فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو: عليّ.

ومنه: لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء. ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء.

ومنه: مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى.

6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة، وصارت كالأمثال.

نحو: صبرا على المكاره. وشكرا لله وحمدا. وسمعا وطاعة، وعفوا.

والتقدير: أصبر صبرا، وأشكر الله شكرا، وأحمده حمدا، وأسمعك سمعا، وأطيعك طاعة.

7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة.

نحو: سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك.

المصدر النائب عن فعله:

مصدر ينوب عن فعله، ويؤدي معناه، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه.

وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا، أو مُشبها الطلبي، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي. وهو على النحو التالي:

1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي.

مثال الأمر: انقضاضا على العدو.

انقضاضا: مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، أو أنتم. وقد ناب عن فعله انقض، ولا يجوز أن تحضره فتقول:

انقض انقضاضا، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله، وقد أفاد المصدر هنا الأمر، كما أفاد فعله.

ومنه: استعدادا للمسابقة، وتكريما للفائزين، وتخليدا للشهداء، واعتزازا بالمناضلين.

74 ـ ومنه قوله تعالى: {فسحقا لأصحاب السعير} 1.

33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة:

فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع

ومثال النهي: حلاّ لا ارتحالا.

خلاّ: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.

لا: حرف نهي.

ارتحالا: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.

ومنه: قياما لا قعودا، وفعلا لا قولا، واجتهادا لا كسلا، وجدا لا لهوا.

2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ.

نحو: أتلاعبا وقد وثق فيك الناس.

أتلاعبا: الهمزة للاستفهام. وتلاعبا: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.

ومنه: أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة. وأتوانيا وقد علاك الشيب.

34 ـ ومنه قول الشاعر:

أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم

وقد يراد به التعجب. نحو: أبؤسا وضعفَ جسد.

أبؤسا: مصدر منصوب ناب عن فعله، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.

وقد يراد به التوجع. 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس:

أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:33 م]ـ

فوائد وتنبيهات:

1 ـ المفعول المطلق نوعان: مبهم وهو المؤكِّد، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد. فلأول نحو: قفز قفزا. والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة.

نحو: زحف الطفل زحفا سريعا، وانطلقت السيارة انطلاق السهم.

أما المبين للعدد فنحو: سجدت سجدتين.

2 ـ بله: مصدر متروك الفعل، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل، أو بفعل من معناه تقديره: دع، وهو إما أن يستعمل مضافا، أو منونا.

نحو: بلهَ الكسلِ. وبلهاً الكسلَ.

3 ـ سمعا وطاعة: كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف، فإذا قلت: سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف، أو بالعكس، أي: خبر والمبتدأ محذوف، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير