4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير. فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما، أو شرطا كما ذكرنا سابقا.
وقد يكون التقدم جوازا. نحو: رؤية بعيني رأيت اللص يجلد.
ونحو: سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره.
5 ـ عندما نقول: سافر عليّ بغتة. وحضر المدير فجأة.
فإن المعربون يعربون " بغتة، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة ".
والتقدير: سافر عليّ سفر بغتة، وحضر المدير حضور فجأة.
6 ـ في قولهم: له بكاءٌ بكاءَ الثكلى. نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا، لأن تقدير الكلام: إنه يبكي بكاء الثكلى. شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث، يحوي معنى المصدر المنصوب.
ومنه: مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور.
والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل، لا بمحذوف.
والتقدير: فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور.
أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا، والتقدير: مشبها خوار الثور.
7 ـ المصدر المتصرف، والمصدر غير المتصرف:
المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا.
نحو: يكثر الرعي في المناطق المعشبة. فالرعي: مصدر رعى، وقد وقع فاعلا.
أو نائب فاعل. نحو: تستثمر الزراعة في كثير من البلاد.
فالزراعة مصدر زرع، وقد وقع نائبا للفاعل.
أو مفعولا به، أو اسم كان وأخواتها، أو اسم إن وأخواتها، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق.
أما المصدر غير المتصرف، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا، ومن هذه المصادر:
سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك.
8 ـ مر معنا " أي " الكمالية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها.
نحو: شوقي شاعر أي شاعر. أي: هو كامل في صفات الشعراء.
وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها.
نحو: مررت بمحمد أيَّ رجل.
ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث، تشبيها لها بالصفات المشتقات، ولا تطابقه في غيرها.
9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم: لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:34 م]ـ
أقسام ظرف المكان من حيث الجمود والتصرف.
ينقسم ظرف المكان إلى نوعين:
1 ـ ظرف مكان متصرف. 2 ـ ظرف مكان جامد، غير متصرف.
* المتصرف: هو كل اسم مكان لا يتقيد بالنصب على الظرفية، بل يأتي مرفوعا، أو مجرورا، أو منصوبا، وذلك حسب موقعه من الجملة.
مثل: الجنة، البيت، المنزل، أمام، خلف، قدام، الميل، الفرسخ.
ــــــــــ
1 ـ 17 الأعراف.
2 ـ 37 المعارج.
3 ـ 12 النبأ.
4 ـ 66 المائدة.
5 ـ 31 يوسف.
6 ـ 15 التوبة.
فمثال الرفع قول الرسول الكريم " الجنة تحت أقدام الأمهات ".
ومنه قول لبيد بن ربيعة:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
ومثال النصب: من يعمل عملا صالحا حق له أن يدخل الجنة،
ومنه قول ذي الرمة:
وصحراء يحمى خلفها ما أمامها ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
والشاهد في البيت الأول: " خلفها وأمامها " خلفها خبر أن مرفوع، وأمامها معطوف عليه. والشاهد في البيت الثاني: " أمامها " فهو منصوب على الظرفية المكانية.
ومثال الجر قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه} 1.
وقوله تعالى: {إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم} 2.
* أما غير المتصرف: فهو كل اسم مكان لا يكون إلا ظرفا.
وينقسم إلى قسمين:
1 ـ نوع ملازم النصب على الظرفية المكانية الظاهرة أو المقدرة، إذا كان الظرف مبنيا، ومن ذلك: بين وبينما كقوله تعالى: {والسحاب المسخر بين السماء والأرض} 3، وقوله تعالى: {الله يحكم بينكم يوم القيامة} 4.
2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجر بأحد أحرف الجر التالية:
من، إلى، حتى، مذ، منذ.
¥