فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة.
والتقدير: ما تأخر الطلاب إلا طالبا.
و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع، والتقدير: ما تأخر الطلاب إلا طالبا.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 75 النمل. 2 ـ 5 يونس.
3 ـ 145 آل عمران.
ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة (وهو الاستثناء المفرغ): ما فاز غيرُ محمد، أو سوى محمد.
فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والتقدير: ما فاز إلا محمدٌ.
ومثال النصب: ما كافأت غير المجتهد، أو سوى المجتهد.
فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة، والمجتهد مضاف إليه مجرور.
والتقدير: ما كافأت إلا محمدا.
103 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لبثوا غير ساعة} 1.
وقوله تعالى: {وما زادوهم غير تثبيب} 2.
ومثال الجر: ما مررت بغير خالد، أو: بسوى خالد.
بغير خالد: جار ومجرور متعلقان بـ " مررت "، وغير مضاف، وخالد مضاف إليه مجرور، والتقدير: ما مررت إلا بخالد.
ثالثا ـ أفعال الاستثناء:
عدا ـ خلا ـ حاشا.
عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية.
نحو: حضر الطلاب ما عدا محمدا. وسافر الحجاج ما خلا قليلا.
حضر الطلاب: فعل وفاعل.
ما عدا: ما حرف مصدري مبني على السكون، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
محمدا: مفعول به منصوب بالفتحة.
ومثلها خلا. أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية، ويجوز في المستثنى بعدها
ــــــــــــ
1 ـ 55 الروم. 2 ـ 101 هود.
النصب على المفعولية، أو الجر على اعتبارها حرف جر.
نحو: نجح الطلاب حاشا محمدا، أو حاشا محمدٍ.
وذا خلت عدا، أو خلا من ما المصدرية، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر.
نحو: قدم الضيوف عدا ضيفا، أو: عدا ضيفٍ.
عدا ضيفا: عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر، وضيفا مفعول به منصوب.
عدا ضيف: عدا حرف جر مبني على السكون، وضيف اسم مجرور.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ.
نحو: ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه.
ما الجندي: حرف نفي، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة.
إلا يعمل: حرف استثناء ملغي، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
للدفاع: جار ومجرور متعلقان بالفعل.
عن وطنه: جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا، ووطن مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها.
نحو: محمد مؤدب بيد أنه كسول.
محمد: مبتدأ مرفوع بالضمة، ومؤدب: خبر مرفوع بالضمة.
بيد: مستثنى منصوب بالفتحة.
أنه كسول: أن واسمها وخبرها.
وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه.
والتقدير: محمد مؤدب غير أنه كسول.
3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس "، و " لا يكون "، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا ". إذ لا يصح القول: حضر الطلاب يكون محمدا.
والصحيح أن نقول: حضر الطلاب لا يكون محمدا.
والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما.
نحو: سافر أفراد الأسرة ليس عليا.
4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف، وتقديره استثني، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها، لكن أهم ما يمكن قوله: إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء، وبهذا قال ابن مالك، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف.
5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ، أو المحل.
نحو: نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ، أو: سوى محمد وخالد.
ونحو: نجح الممتحنون غير محمد وخالدا، أو: سوى محمد وخالدا.
فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل، والتقدير: نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا.
والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل.
نحو: نجح الممتحنون غير محمد وخالدا، أو: سوى محمد وخالدا.
¥