تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تأويلٌ وأصلٌ يمكن رده اليه، هذا من ناحية ٍ، ومن ناحية ٍ أخرى، فلم يرد ْ فيما تناقلته المصادر الادبية (قديمها وحديثها) أن جزم الفعل المضارع بلا جازم ٍ من الضرورة، وليس في شعر العرب من ذلك شيء ٌ.

أما بيت ابي طالب فليس مثالاً على جزم المضارع بلا جازم ٍ، فمن النقاد من يرى أن الفعل (تفد ِ) مجزوم بلام الطلب المحذوفة، وأنا أرى أن حذف الياء كثيرٌ في لغة العرب وفي القرآن الكريم وقد جاء منه فيما يخص الأفعال قوله تعالى: (والليل إذا يَسْرِ) و (ذلك ما كنا نبغ ِ فارتدا على آثارهما قصصا) و (يوم يأتِ لا تَكَلّمُ نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد) ومن الاسماء قوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ِ) و (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ِ)، وفي شعر العرب، ورد ذلك في قول الاعشى:

وأخو الغوان ِ متى يشب ْ يصرمْنه ُ ... ويكُنّ أعداء ً بغير ِ وداد ِ

وقول يزيد بن الطثريّة، وهو شاعر أموي ّ:

فَطَرتُ بمنصلي في يعمُلات ٍ ... دوامي الأيد ِ يخبطن َ السريحا

وجاء في الفية بن مالك ٍ في باب الاضافة:

وبعضُ الاسماء يضافُ ابدا ... وبعضُ ذا قد يأت ِ لفظاً مفردا

وعلى الأرجح فإنّ هذه لغة من لغات العرب وكما يقول الزمخشري في الكشاف: الاجتزاء بالكسرة عن الياء كثير في لغة هذيل.

وبما أن ظاهرة حذف الياء ليستْ مقصورة على الشعر فقط، وإنّما هي موجودة في النثر كذلك وفي أعلى نص في الوجود وهو القرآن الكريم، فإن جَعْلها من الضرورات الشعرية غير صحيح ولا مستقيم.

أما إثبات الياء في بيت عنترة ـ على رواية إثباتها ـ فليس من باب عدم الجزم بالجازم حتى يقاس جواز عكسه على جوازه، وانما هو من باب الاشباع، فقد جوز الكوفيون إشباع الحركات في الضرورة، فالضمة والكسرة والفتحة ينشأ عن إشباعها الواو والياء والألف، كما قال الشاعر:

كأن في أنيابها القَرَنْفُول، أي: القرنفُل

وكما قال الآخر: لا عهد لي بنِيضال، اي: نِضال

وكما قال: أقول إذ خَرَّت عَلَى الكلكال، اي: الكلكَل

وعليه تكون هذه الياء ياء إشباع للكسرة مثل: "اختر قرينك واصطفيه تفاخرا ... "

اقول: المعروف أن البيت لقيس بن زهير العبسي صاحب الفرس داحس التي هي اساس الحرب بين عبس وذبيان، والبيت كالتالي:

ألمْ يبلُغْكَ والأنماءُ تنمي ... بما لاقت لبونُ بني زياد ِ

ولكي نجد للبيت الشعري مخرجا ً، نقول:

أن (دعاني) الاولى مثنى الفعل (دع ْ) بمعنى اترك وبذلك تكون هي فعل الشرط (الطلب)

وعليه يمكن جزم الفعل (امتْ) على انه جواب الشرط (الطلب) الجملة (دعاني الهوى وأراني قتيلا) جملة اعتراضية ويمكن تقدير الكلام على نحو:

(دعاني الهوى وأراني قتيلا ً بسهام الغواني فدعاني أمتْ بسهام الغواني) أو (دعاني أمتْ بسهام الغواني فقد دعاني الهوى وأراني قتيلا ً بسهام الغواني)

وعلى خلاف ذلك (اذا كان الفعل دعاني بمعنى الدعوة والنداء وهو مكرر للتأكيد) فالبيت فيه عيب وخطأ، ويمكن تصحيحهُ على النحو التالي:

دعاني دعاني الهوى وأراني ... قتيلا ً أموتُ بسهم الغواني

ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 08:22 م]ـ

أولاً علينا أن نشكر المبدع الفذ شاعر هذا البيت على رقة مشاعره أولاً , ثم على فتح الفرصة أمام أرباب اللغة ليجودوا علينا بغزير علمهم , فبارك الله فيهم جميعاً.

،البيت الشعري ليس لأحد ٍ من الشعراء القدامى

صدقت وإليك الدليل:

بقي أن أشير إلى أن البيت هو من مقول أخيكم المحب صاحب الموضوع، أحب أن يسهم به معكم في إثراء هذا المنتدى المميز ..

وهذا بخصوص التخريج:

يمكن إعادة ترتيب البيت على الشكل التالي:

دعاني الهوى وأراني قتيلا

دعاني أمت بسيف الغواني

أو: دعاني أمت بسيف الغواني

دعاني الهوى وأراني قتيلا

وهنا يكون الفعل مجزوما لأنه واقع في جواب الطلب "دعاني " أي: اتركاني، أو مجزوم لأنه جواب شرط مقدر ويمكن تقديره هكذا: دعاني (اتركاني) وإن تدعاني أمت ..... إلخ.

فالفعل (دعاني) الذي تكرر، واحد منهما فعل أمر والثاني فعل ماض.

فبورك فيك أستاذ شاكر وبورك في الأساتذة جميعاً. وكذا الشكر موصول غير منقوص لشاعرنا ومبدعنا والنحوي النحرير على المعشي.

دمتم بخير

ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:54 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير