تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجواب: لا يخطئ وإنما هو يسمي الكلمة حرف, ومن لم يدرس الكتابة لم يعرف أسراره, ولم يقف على أساليب الشيخ فيه -عليه رحمة الله- لذا وجب التنبيه؛ لأننا في السنة الأولى, وربما كنا في بدايات التعامل مع الكتاب, وهو كما قال المبرد بحر، ثم يقول سيبويه وإنما كان التأخير أقوى هنا مقارنة بين أسلوب ذكره الإمام في إلغاء الفعل كما قال: أظن ذاهب كأنك قلتك عبد الله ذاهب، ووضعت أظن بين المبتدأ والخبر، توسط أظن يعني: لم يأت في الأول، وإنما جاء في الوسط.

ينبهك سيبويه إلى الأعلى فصاحة، فيقول: والتأخير أولى واذكر هذه العبارة التي أقول وأنبهك إليها، وهي أن اللغة تمثل حياة أصحابها ماذا يريد بهذه العبارة سيبويه؟ يريد أن يقول لنا عبد الله ذاهب، أظن كأنه أخر أظن جاء بها في الطرف، والأطراف محل التغيير، كأنها على شفا حفرةٍ من الضياع لماذا؟ لأنها لم تعمل، والذي لا يعمل ينبغي أن يكون في الأطراف متأخرًا، هذه هي اللغة التي تمثل حياة أصحابها.

الذي يعمل إما أن يتقدم، وإما أن يتوسط. والذي لا يعمل تأخيره أولى هذا نص سيبويه هكذا يقول.

يقول: الإمام وإنما كان التأخير أقوى لماذا؟

لأنه يجيء بالشك بعدما يمضي كلامه على اليقين، كأن اليقين مقدم على الشك، ما معنى هذا؟ معناه أنك ساعة قلت: عبد الله ذاهب كنت على يقين، ثم بدا لك أنك لست متأكدًا، فقلت أظن، وأهملت أظن ألغيت، لم تعمل فجاءت متأخرًا، كما قال -عليه رحمة الله- هذه العبارة التي ينبهكم إليها: "وكلما طال الكلام ضعف التأخير" إذا أعملت يا أيها العربي المخاطب بالكلام العربي من سيبويه، اعلم أنه كلما طال الكلام ويرحمني الله وإياكم إلى كلمة كلما؛ لأن كثيرًا من الناس في زماننا يكررها يقول كلما طال الكلام كلما حسن كذا، وهذا خطأ لم يرد به لسان عربي، وصدق الله العظيم القائل: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: من الآية: 25) {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ} (النساء: من الآية: 56) بآية النساء يعني ليس هناك نظم يقول كلما نضجت جلودهم كلما بدلناهم، كما هو شائع في زماننا يعني ننتبه إلى هذه الحقائق يقول: سيبويه وكلما طال الكلام ضعف التأخير، إذا أعملت يقول وذلك قولك: زيدًا أخاك أظن فهذا ضعيف، إذا سألنا أنفسها هذا السؤال وقلنا: لما حكم سيبويه بالضعف على هذا الأسلوب لأن زيدًا أخاك أظنه عملت فيه ظن وتأخرت، وحقها إذا عملت أن تكون في الابتداء كما قلنا في أن اللغة تمثل حياة أصحابها.

ـ[عمرمبروك]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:01 ص]ـ

تابع: ظن وأخواتها بين الاستعمال والإلغاء

تابع الإلغاء والتعليق في باب ظن وأخواتها

الحمد لله رب العالمين ربّنا، والصلاة والسلام على رحمة الله تعالى للعالمين نبيّنا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين:

العنوان: الإلغاء في أساليب سيبويه:

وتحت هذه المحاضرة نعرف أنّ سيبويه -رحمة الله عليه- قد ذكر أن الأفعال "ظنّ وأخواتها" تأتي مستعملةً وتأتي على الإلغاء، وخاطبنا بذلك -نحن أبناء العربية- فقال: إن أعملتَ، وقال: إن ألغيتَ. وجاء -كما بيّنا في المحاضرة السابقة- بأن أعلى درجات التركيب عند الإلغاء أن تتأخّر "ظن" وما تصرّف منها ومن أخواتها إذا أُلْغِيَتْ، وربطنا بين ذلك وبين حياة الناس، فالعامل مقدّم أو متوسط؛ لأنه يجلب الخير لأمته، والمهمل المقصِّر البطّال الذي لا يعمل عليه أن يأتي في آخر الصفوف كما يجيء الفعل الذي لم يعملْ في آخر التركيب.

وعَرفنا منه -رحمة الله عليه- أن القبح يكون في نحو: زيدًا ذاهبًا أظن، كيف تُعمل "أظن" في "زيدًا" و"ذاهبًا"، ثم تؤخِّر العامل، العامل يتقدّم أو يتوسّط فنقول: أظنّ زيدًا ذاهبًا، أو نقول زيدًا أظن ذاهبًا، وقد تلغى كما عرفنا. فقال: سيبويه: عبد الله أظن ذاهب فرفع عبد الله على الابتداء، ورفع ذاهبًا على الخبرية، وجاء بـ"أظن" متوسطةً بين الابتداء والخبر أو بين المبتدأ والخبر.

يقول -رحمة الله عليه-: ومما جاء في الشعر مُعْمَلًا في "زعمتُ" قول أبي ذؤيب، ماذا قال أبو ذؤيب؟ يقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير