تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنها (مَعْ) إذا سكنتْ عينُها، والصحيح أنّها ليست بحرفٍ كالمحرّكة العين.

النوع الثاني: الناصب فقط.

وهو أربعة:

(أنِ) المصدريّة، و (إذَنْ)، و (لَنْ)، و (كَيْ) في لغة من يقول:

لِكَيْ؛ فإنّها تعمل ظاهرةً ومضمرةً في مواضع مخصوصة، وباقي أخواتها لا يعمل إلا ظاهراً.

وإضمارُها واجبٌ وجائزٌ.

فالواجب بعد ثلاثةٍ من حروف الجرّ، وهي: (كَيْ) الجارّة، ولام الجحود، و (حتّى).

وثلاثةٍ من حروف العطف، وهي: الفاء، والواو، في الأجوبة، و (أو) بمعنى (إلا).

فأمّا (كَيْ) فنحو: جئت كَيْ أقرأ، على لغة مَنْ يقول: كَيْمَهْ.

ولا يتعيّنُ إضمارُها بعد (كَيْ)؛ لاحتمال أن تكون (كَيْ) الناصبةَ بنفسها.

وأمّا لام الجحود فنحو: "ما كان الله ليذر".

وشرطها أن تكون بعد كونٍ منفيِّ ماضٍ إمّا لفظاً ومعنًى، نحو: ما كان، أو معنًى فقط، نحو: لم يكن، وإلا كانت لام (كَيْ).

وهي عند الكوفيّين ناصبةٌ بنفسها، وزِيدتْ لتأكيد النفي، وعند البصريّين النصب بـ (أنِ) المضمرة بعدها، وهي منويّةٌ للبعديّة، والخبرُ محذوفٌ، أي: ما كان الله مريداً لأن يذر.

وأمّا (حتّى) فللغاية، كقوله تعالى: "وزلزلوا حتّى يقول".

وللتعليل [نحو]: أسلمتُ حتّى أدخلَ الجنّةَ.

وليستْ ناصبةً بنفسها خلافاً لبعضهم، ويجب نصبُ ما بعدها إنْ كانَ ما قبلها غيرَ مُوجَبٍ، نحو: ما سرتُ حتْى تطلعَ الشمسُ، خلافاً للأخفش في جواز الرفع، أو موجباً غيرَ سببيٍّ نحو: سرتُ [حتّى تطلعَ الشمسُ]، أو هي مع ما بعدها في موضعِ خبرٍ، نحو: كان سيري حتّى أدخلَ البلدَ، فإنْ لم يكنْ في موضع خبرٍ جاز الرفعُ والنصبُ سواءً تطاولَ الفعلُ قبلها، نحو: سرتُ حتى أدخلَ، أو قَصُرَ، نحو: وَثَبْتُ / حتّى آخذَ بيدكَ، خلافاً للفرّاء [في وجوب الرفع في الثاني. [4ب]

ومهما كَثُرَ السببُ رَجَحَ الرّفْعُ، نحو: كَثُرَ ما سِرْتُ حتّى أدخلُ، ومهما قَلّ رَجَحَ النّصبُ، نحو: قلّما سرت حتّى أدخلَ.

فأمّا (الواو) و (الفاء) ففي جواب أمرٍ، سواء كان بصيغة فعلٍ أو مصدرٍ، نحو: اضربْ زيداً، أو: ضرباً زيداً، فتغضبَهُ، فإن كان اسمَ فعلٍ بمعنى الأمر فـ[ثلاثة مذاهب]:

ثالثها: إن كان مشتقْاً، كنزالِ، جاز النصب بعد الفاء، وإلا لم يجز، كـ: صه.

وفي جواب النهي، كقوله تعالى: "لا تفتروا على الله كذباً فَيُسْحِتكم".

أو الاستفهامِ، كقوله تعالى: "فهل لنا من شفعاءَ فيشفعوا لنا".

أو التمنّي، كقوله تعالى: "يا ليتنا نردُّ ولا نكذِّبَ".

أو الترجّي، كقوله تعالى: "لعلي أبلغُ الأسبابَ أسبابَ السمواتِ فأطّلعَ".

أو التحضيض، نحو: هلا نزلتَ عندنا فنكرمَك، والعَرْضِ، نحو: ألا تنزل عندنا فنكرمَك.

أو الدعاءِ، نحو: غفر الله لزيد فيرحمَهُ، وقيل: لا نَصْبَ بعده.

أو بعد فعلِ شكٍّ، نحو: حسبتُهُ يشتمني فأثِبَ عليه، وفيه خلافٌ.

أو فِعْلِ شَرْطٍ، نحو:

30 - ومَنْ لا يقدّمْ رِجْلَهُ مطمئنَّةً

فَيُثْبِتَها في مستوى الأرض تَزْلَقِ

ومن الجائز تقدّمُ لام (كَيْ) إذا لم تتصل بها (لا)، نحو: جئتُ لأقرأ، فإن شئت: لأن.

فإنِ اتّصلتْ بها (لا) وَجَبَ إظهارُ (أن)، نحو: لئلا.

وبعد عاطِف فعلٍ على اسمٍ ملفوظٍ به، نحو: يعجبني قيامُ زيدٍ، ويخرجَ عمرٌو.

وما عداه هذه المواضع لا تعمل إلا مظهرةً إلا ما سُمِعَ، نحو: (تسمعَ بالمعيديّ خيرٌ من أن تراه)، أي أنْ تسمعَ.

[لن]

وأما (لَنْ) فلنفي (سيفعل)، وهي بسيطةٌ وفاقاً لسيبويه، لا مركبةٌ خلافاً للخليل.

ويجوز تقديمُ منصوب منصوبها عليها إذا لم يكن تمييزاً، نحو: زيداً لن أضربَ، ولا يجوز: عرقاً لن يتصبّبَ زيدٌ؛ لأنّه تمييزٌ، وحُكِيَ عن الأخفش منعُ تقديمِ منصوبِ منصوبها عليها مطلقاً.

وحُكِيَ أيضاً الجزمُ بها، وأنشدَ ابنُ الطراوةِ عليه:

31 - لن يَخِبِ الآن مِنْ رجائك مَنْ

حرّك من دون بابك الحَلَقَهْ

[إذن]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير