ـ[عمرمبروك]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 12:22 ص]ـ
وكنيابة عن الفعل بلا** تأثر وكافتقار أُصلا
وكنيابة: الواو عاطفة والجار والمجرور"كنيابة" معطوف على "كالشبه"
عن الفعل: "جار ومجرور متعلق بـ"نيابة"
بلا تأثر:: الباء حرف جر , ولا: اسم مجرور بمعنى غير مجرور بالباء , والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت "لنيابة" , لا: مضاف , و"تأثر" مضاف إليه مجرور بكسرة مقدره على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية التي يقتضيها ما قبله.
وكافتقار: الواو: حرف عطف والجار والمجرور معطوف على "كنيابة"
أُصلا: فعل ماضي مبنى للمجهول , والألف للإطلاق , ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره "هو" يعود على افتقار , والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل جر نعت "لافتقار"
معنى البيت: هذا البيت تتمة للبيت السابق حيث ذكر في البيت السابق من أوجه شبه الاسم بالحرف اثنين هما: الشبه في الوضع , والشبه في المعنى , وفي هذا البيت ذكر الوجهين الآخرين من أوجه شبه الاسم بالحرف وهما:1) الشبه في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل: وذلك كأسماء الأفعال نحو "دراك زيداً " فدراك: مبنى لشبهه بالحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره , كما أن الحرف كذلك.
واحترز بقوله "بلا تأثر" عما ناب عن الفعل وهو متأثر بالعامل نحو "ضرباً زيداً" فإن ناب مناب "اضرب" وليس بمبنى؛ لتأثر بالعامل فإنه منصوب بالفعل المحذوف بخلاف "دراك" فإنه وإن كان نائباً عن "أدرك" فليس متأثر بالعامل.
2) شبه الحرف في الافتقار اللازم: وإليه أشار بقوله " وكافتقار أُصلا" وذلك كالأسماء الموصولة نحو " الذي فإنها مفتقرة في سائر أحوالها إلى الصلة , فأشبهت الحرف في ملازمة الافتقار , فبُنيت.
***************************
مسألة نحوية:
"هيهات زيد"للعلماء في إعرابه ثلاثة آراء:
الأول: مذهب الأخفش وهو الصحيح الذي رجحه جمهور علماء النحو وهو أن:
هيهات: اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة.
الثاني: رأي سيبويه وهو أن:
هيهات: مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع , فهو متأثر بعامل معنوي وهو الابتداء.
زيد: فاعل سد مسد الخبر.
الثالث: رأي المازني وهو أن:
هيهات: مفعول مطلق لفعل محذوف من معناه , زيد: فاعل , وكأنك قلت "بعد بعداً زيد" فهو متأثر بعامل لفظي محذوف من الكلام.
****
تذكير: قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كأن كصيام الدهر).
فلا تحرم أخي الكريم نفسك من هذا الفضل العظيم.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 11:48 م]ـ
ومعرب الأسماء ما قد سلما ** من شبه الحرف كأرض وسما
ومعرب الأسماء: معرب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهره على آخره.
(ومعرب) مضاف و (الأسماء) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسره الظاهره على آخره.
ما: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ.
قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سلما: فعل ماضي مبني على الفتح و (الألف) للإطلاق , وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره (هو) يعود على "ما".
من شبه الحرف: جار ومجرور متعلق بقول (سلم) و (شبه) مضاف و (الحرف) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
كأرض وسما: جار ومجرو متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف , والتقدير [وذلك كائن كأرض) , وسما: الواو حرف عطف , سما: معطوف على أرض مجرورة بكسرة مقدره على آخره منع من ظهورها التعذر.
*********************************
فائدة لغوية:
جاء في باب " فضل التَّوحيد وما يُكفِّر من الذُّنوب " مِن " كتاب التَّوحيد " لشيخ الإسلام محمَّد بن عبد الوهَّاب -رحمه الله- قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَن شَهِدَ أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، والجنَّةَ حقٌّ، والنَّارَ حقٌّ؛ أدخَلَه الله الجنَّةَ على ما كانَ مِن العَمَل)). أخرجاه.
قال العلاَّمة ابن عُثيمين -رحمه الله- في " القول المفيد على كتاب التَّوحيد ":
" قوله: (أنْ) مخفَّفة من الثقيلة، والنُّطقُ بـ " أنْ " مشدَّدةً خطأٌ؛ لأنَّ المشدَّدة لا يُمكِنُ حَذفُ اسمِها، والمخفَّفة يُمكنُ حذفه " اهـ.
قوله -رحمه الله-:
" (أنْ) مخفَّفة من الثقيلة ".يَقْصد بالثّقيلة: " أنَّ " المشدَّدة.
وحينَ تُخفّفُ " أنَّ " المشدَّدة؛ تُصبح " أنْ " بنونٍ ساكنةٍ غيرِ مُشدَّدة.
وقوله:
" والنُّطقُ بـ " أنْ " مشدَّدةً خطأٌ ".يعني -رحمه الله- أنَّ قولَ بعضِ النَّاس: " أنَّ لا إله إلا الله " -بتشديد النّون- خَطَأٌ.
ثمّ بيَّن -رحمه الله- السَّببَ في ذلك؛ يقول:
" لأنَّ المشدَّدة لا يُمكِنُ حَذفُ اسمِها، والمخفَّفة يُمكنُ حذفه " اهـ.
مِنَ المعلومِ أنَّ " أنَّ " تدخل على المبتدإ والخَبَر؛ فتنصب المبتدأ، ويُسمَّى اسمَها، وترفع الخَبَر، ويُسمَّى خَبَرَها.
وإنَّه لا يُمكِن أنْ يُحذَفَ اسمُ " أنَّ "، بل لا بُدَّ أنْ يكونَ ظاهرًا في الكلام.
أمَّا إذا خُفِّفَتْ؛ فإنَّ اسمَها يكونُ مُضمرًا محذوفًا، ولا يكونُ ظاهرًا إلاّ في القليل الشَّاذّ.
قال ابن هشامٍ -رحمه الله- في " أوضح المسالك ":
" وتُخفَّف " أنَّ " المفتوحة، فيبقى العَمَل، ولكنْ يَجِبُ في اسمِها كونُه مُضْمرًا محذوفًا، فأما قوله:
بأنْكَ ربيعٌ وغَيثٌ مَرِيعٌ * وأنْكَ هناكَ تكونُ الثِّمالا
فضرورة " اهـ.
ففي قوله -عليه الصَّلاة والسَّلام-:
" مَن شَهِدَ أنْ لا إله إلاَّ الله "
نَقِفُ على الخبر مُباشَرَةً بعد " أنْ "، وهو قوله: " لا إله إلاَّ الله "، ولا يُقابِلنا الاسم، مِن هُنا: لَمْ يَصِحَّ النّطقُ بـ " أنْ " مشدَّدةً؛ لأنَّ المشدَّدة تحتاج إلى اسمٍ ظاهرٍ لا محذوف، والاسمُ هنا غير ظاهرٍ في الكلام.
أمَّا " أنْ " المخفَّفة؛ فيكون اسمُها مضمرًا محذوفًا -كما تقدَّم-، والتَّقدير -ههنا-: " أنه لا إله إلا الله ".والله أعلم.
أرجو أنْ يكونَ فيما ذَكَرْتُ توضيحٌ للمرادِ.
وما توفيقي إلاَّ بالله، عليه توكَّلْتُ وإليه أُنيبُ.
المصدر:
http://www.salafiyat.com/showthread.php?p=22964
¥