تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشاهد قوله: " ذو " وهو اسم موصول، والأكثر فيه ألا يؤنث، ولا يثنى، ولا يجمع، ويكون مبنيا على السكون، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم:

فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها.

ومنه قول الأعشى:

يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ

الشاهد قوله: " أيّ " وهي اسم موصول معرب، وقد تؤنث، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم.

نحو قوله تعالى: {ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا} 1.

وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة.

أما الموصول الحرفي: فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي: أنْ، وما، وكي، وأنّما. نحو: سرني أن نجحت.

ــــــــــــ

1 ـ 69 مريم.

ومنه قول معن بن أوس:

يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ

الشاهد قوله: " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة، والفعل " يحل " صلته، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.

ونحو قوله تعالى: {وضاقت عليكم الأرض بما رحبت} 1.

ومنه قول الشاعر:

يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا

الشاهد في الآية قوله تعالى: " بما رحبت " فما مصدرية، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء.

والشاهد في البيت قوله: " ما ذهب " فما مصدرية، وجملة ذهب صلتها، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر.

ومنه قوله تعالى: {لكي لا يكون على المؤمنين حرج} 2.

وقوله تعالى: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم} 3.

ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي:

تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد

ومنه قوله تعالى: {يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد} 4.

فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول، أو بعد الحرف المصدري، الذي يحتاج إلى صلة، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

ـــــــــــــ

1 ـ 25 التوبة. 2 ـ 37 الأحزاب.

‍3 ـ 23 الحديد. 4 ـ 6 فصلت.

سادسا ـ الجملة المعترضة:

هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين، يحتاج كل منهما للآخر، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه، أو توكيده، أو تحسينه.

مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة:

فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ

ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ

الشاهد قوله: قصر العاجز الكمد، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح.

ومثال المعترضة للتوكيد قول: عمرو بن شاس

أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم

الشاهد قوله: لعمري، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد.

ومثال التحسين قول زهير:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

الشاهد قوله: لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه، وبين جوابه، وليس الفرض منه التوكيد، أو التوضيح، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين.

وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية: ـ

1 ـ بين الفعل وفاعله. نحو: وصل ـ أظن ـ أبوك.

2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل. نحو: توفي ـ أعتقد ـ المريض.

3 ـ بين الفعل ومفعوله. نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا.

4 ـ بين المبتدأ وخبره. نحو: أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص.

5 ـ بين اسم كان وخبرها. نحو: كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته.

6 ـ بين اسم إن وخبرها. نحو: إن أخاك ـ والله ـ شهم.

7 ـ بين الشرط وجوابه. نحو: إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير