أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب، ولا تحل محل المفرد.
2 ـ الإنشاء:
قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك.
والشاهد على ذلك قول جميل:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد
الشاهد قوله: يا جميل، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة "
وكذلك قول ابن هرمة:
إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها
فالشاهد قوله: والله يكلؤها، وهي جملة دعاء إنشائية، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها.
3 ـ الاستقبال:
قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف، والسين.
نحو قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} 1.
ونحو قول زهير:
وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ؟
ويمتنع ذلك في الجملة الحالية، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال.
سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم:
أدوات الشرط غير الجازمة: إذا، لو، لولا، لوما، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط، كيف.
كقول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 241 البقرة.
103 ـ ومنه قول امرئ القيس:
إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل
ومنه قول جرير:
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ومنه قوله تعالى: {ولو نزلنا هذا القرآن، على جبل لرأيته خاشعا} 1.
228 ـ وقوله تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} 2.
ونحو قوله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} 3.
ونحو: لوما تأخرت لخرجنا في رحلة.
ونحو قوله تعالى: {فلما أتاهم من فضله بخلوا به} 4.
ونحو: كيف تقفُ أقفُ.
في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب: ملكته، وتمايلت، لهاجني استعبار، ولرأيته، ولجعل، ولمسكم، ولخرجنا، وبخلوا، وأقف. كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة، وهي: إذا، ولو، ولولا، ولوما، ولمَّا، وكيف، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب.
ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء، أو إذا: أن تدرس تنجح.
ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء، أو إذا الفجائية.
وأدوات الشرط الجازمة هي: إن، إذما، من، ما، مهما، كيفما، حيثما، أينما، متى، أيّان، أنّى، أىّ.
نحو قوله تعالى: {وإن تعودوا نعد} 5.
وقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} 6.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 31 الحشر. 2 ـ 118 يوسف.
3 ـ 68 الأنفال. 4 ـ 76 التوبة.
5 ـ 17 الأنفال. 6 ـ 7 محمد.
ومنه قول المتنبي:
" وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "
الشاهد: " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة، غير مقترن بالفاء، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب.
وقول الشاعر:
وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا
104 ـ ومنه قول زهير:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم
الشاهد: يكن حمده ... إلخ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة، غير مقتر بالفاء، أو إذا الفجائية، لذلك لا محل له من الإعراب.
ومنه قول الحطيئة:
ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
فجملة: لا يعدم جوازيه. جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة، غير مقترن بالفاء، أو إذا الفجائية، لا محل له من الإعراب.
وقول جميل:
وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ
ومنه قول زهير:
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم
وقول الأخر:
يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا
وقوله تعالى: {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا} 1.
ومنه قول عمر بن كلثوم:
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
ـــــــــــــ
1 ـ 148 البقرة.
ونحو: أيّان تحضر نكن في استقبالك.
وقول لبيد:
فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
ونحو: أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك.
¥