الاشتمال ليس جزءاً من المبدل منه ولكن المبدل منه يشتمل عليه يعني بينهما علاقة,
بينهما ملابسة غير جزئية هذا بأسلوب المناطقة إن أردتم أسلوب المناطقة فهو بهذه
الطريقة.
بين البدل والمبدل منه ملابسة غير جزئية أو بعضية بل هي نوع آخر من أنواع الملابسة
أو من أنواع الشبه وهو ما لا يكون الثاني منهما بعضاً من الأول, فعندما تقول:
أعجبني زيد علمه أو تعجبت من فلان حلمه, فالحلم والعلم والحسن والطول هذه الأشياء
ليست أجزاء ولكنها أوصاف فلا توصف بالبعضية ولكنها أوصاف هذه الأوصاف يصح أن يقال:
ليس الثاني منها بعض من الأول وعلى ذلك فلا إشكال.
إذن اتضح الآن الفرق بين بدل البعض من الكل وبدل الاشتمال.
النوع الأخير: وهو ما يسمونه بدل الغلط وهو قليل الاستعمال والمقصود به الإضراب عن
الأول تماماً, والحق أن بعض النحويين يخرجه أصلاً من البدل لأن البدل الأصل فيه أن
يقصد الأول منهما أي المبدل منه, وأن يكون هناك صلة بينه وبين المبدل, وبدل الغلط
لا صلة بين المبدل والمبدل منه, يمثلون له كما مثل له المصنف بقوله: (رأيت زيداً
الفرسَ) اشرح ذلك بقوله: (أردت أن تقول الفرس فغلطت فأبدلت زيداً منه) يعني تريد أن
تقول: الفرس ثم قلت: رأيت زيدا غلط منك ثم قلت: الفرس.
الحقيقة أنه ليس هناك ارتباط أو صلة بين زيد وبين الفرس إلا غلط اللسان فيه،
فتسميته بدلاً فيها نظر في حين أن بقية أنواع البدل المبدل منه معني فلا إشكال في
ذلك.
هو فقط إن أردتم أن نختم بمسألة في هذا: مسألة التوافق في التنكير والتعريف, بعض
الناس يلزم في البدل أن يكون موافقاً للمبدل منه في التنكير والتعريف, والحق أنه لا
يلزم في البدل والمبدل منه أن يكون أحدهما تابعاً للآخر في تعريفه وتنكيره قد يكون
البدل معرفة والمبدل منه نكرة والعكس كذلك وأنا أذكر لكم آيتين: ? وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?52? صِرَاطِ اللهِ ? [الشورى: 52] صراط الله
كما ترون معرفة مضاف إلى معرفة بينما الصراط المستقيم نكرة فأبدلت المعرفة من
النكرة.
الآية الأخرى ? كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ?15?? هذه
معرفة ? نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ?16?? [العلق: 15: 16] فجاء بالنكرة بدلاً من
المعرفة فإذن لا إشكال في أن تأتي المعرفة بدلاً المعرفة, والنكرة بدلاً من النكرة,
والمعرفة بدلاً من النكرة, والنكرة بدلاً من المعرفة كل هذا جائز ولا إشكال فيه.
المصدر:
شرح الدكتور/السبيهين (لمتن الآجرومية) (في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة) على قناة المجد العلمية.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 11:48 م]ـ
تعريف البدل
موضوعنا في ضوء ما ذكره العلامة الرضي:
جعلنا عنوان المحاضرة الأولى "البدل تعريفه والعامل فيه" أيها الدارسون، يقول ابن مالك في الألفية:
التابع بالمقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلا وابن الحاجب يقول في الكافية: البدلُ تابعٌ مقصودٌ بما نُسِبَ إلى المتبوع دونه. ولنا أن نقرأ كلام الرّضيّ في هذا التعريف حيث يقول: المقصود بما نُسِبَ إلى المتبوع يُخْرِجُ التوكيد والوصف وعطف البيان. يعني: البدل تابعٌ مقصودٌ بما نُسِبَ إلى المتبوع دونه -أي دون المتبوع.
الرضي يعلِّق على هذا التّعريف في شرحِ الكافية، والكافية كتاب ابن الحاجب الذي يدلّ اسمُه على معناه، أي الكتاب الذي يكفي قارئه عن غيره في النحو، والشافية أي: الكتاب الذي يشفي غليل قارئه عن غيره في الصرف.
التوكيد ليس مقصودًا دون متبوعه، وبمثال يتّضح الحال، حين تؤكِّد المؤكَّد إنما تعني المؤكَّد، ومن أجله أكدت، بالعين، بالنفس، بالتَّكرار، بالتوكيد اللفظي، أنت تقول في قول الشاعر:
لا لا أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقًا وعهودا
¥