تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إما أن نعرب كان ونفسي اسمها، وجملة تطيب خبرها في محل نصب، فإن سأل سائلٌ وقال: كيف نقول: وما كان نفسي على أن نفسي اسم لكان ولم نقل: وما كانت نفسي؟ كان الجواب سهلًا بأن نفسي مؤنثٌ، وتأنيثه مجازي فيجوز أن نقول: وما كان نفسي وما كانت نفسي، وإما أن نعتبر أن اسم كان الشأن، ويكون نفسي مبتدأً، وتكون جملة تطيب في محل رفع خبر المبتدأ، ويكون المبتدأ وخبره معًا جملة اسمية في محل نصب خبرًا لكان الشامية هذا يجوز، فأين التمييز هنا.

من التمييز ما يكون مجرورًا، ووجه الجر والنصب مع مائة ومع عشرين

ثم ينتقل بنا المبرد رحمة الله إلى فكرة أخرى نستطيع أن نسميها من التمييز ما يكون مجرورًا، يقول: واعلم أن من التمييز ما يكون خفضًا، هذه عبارة الخفض يعني الجر، ويعبر بالمصدر، وهو يريد واعلم أن من التمييز ما يكون مجرورًا، وذلك الذي ذكره من جريه أي المبرد -رحمه الله- أنه مثّل له بمائة درهمٍ، وبألف درهمٍ، ونبهنا إلى أن معناه معنى عشرين درهمًا، أي أن درهمًا في قولنا: عشرون درهمًا، أو عندي عشرون درهمًا تساوى الأمر من حيث المعنى مائة درهم، عشرون درهمًا المعنى واحد، وهو التمييز سواء ورد مجرورًا أو ورد منصوبًا كما في عشرين درهمًا.

يريد المبرد أن يقول هنا: إن تمييز المائة وتمييز الألف يكون مفردًا مجرورًا، هو لا يتعرض للإفراد والجمع، وإنما يتعرض لوجه الإعراب وهو الخفض، وقال: يأتي ذلك على وجهٍ أبينه لك، معنى ذلك أن هذا الوجه وجه إضافة، حين تقول: مائة درهمٍ تكفيني، أو حين تقول: حسبي ألف درهمٍ، جاء التمييز هنا مجرورًا، وهذا على معنى الإضافة، وتستطيع أن تقول ذلك في باب العدد، فتقول: تمييز المائة والألف إنما هو تمييزٌ مجرورٌ، وتمييز العقود -عشرون، ثلاثون، أربعون، خمسون، ستون- يكون كذلك مفردًا منصوبًا؛ ولذلك جمع المبرد بين المثالين، فقال: مائة درهمٍ، وألف درهمٍ، ثم ذكر أن معنى ذلك عشرين درهمًا يعني أن معناه معنى عشرين درهمًا فكذلك النصب، إنما هو على التمييز، والجر إنما هو على التمييز، قال: ولكنك أضفت إلى المميز، يعني الذي أردت أن تميزه أضفته، وأنت هنا ما الذي أردت أن تميز؟ المائة، أردت أن تميزها فهي مميزة، مميزة يعني: جيء بالتمييز من أجلها -من أجل تمييزها ومن أجل تبيينها- تقول: مائة درهمٍ، وألف درهمٍ بالإضافة أضفت التمييز إلى المميز، فقال: ولكنك أضفت إلى المميز.

ثم أتى بعبارة أنصح لك بأن تحفظها، وهي قوله: لأن التنوين غير لازم، كأنه يعود بك أو يعود بنا إلى ما قاله في نحو قولنا: عندي عشرون درهمًا، لماذا لا يصح عندي عشرو درهمٍ؟ فقال هنالك: لأن النون حاجزٌ يمنع الإضافة؛ إذن النون لازمة والإضافة ممتنعة، وكذلك هنا هو يقول: لأن التنوين غير لازم، ولكي تتضح هذه العبارة لنا يعود فيقول: والنون في عشرين لازمة؛ إذن هنا من حقنا أن نقول: ما الفرق بين تنوين مائة وبين نون عشرين؟ ويكون الجواب: التنوين في مائة غير لازم، والنون في عشرين لازمة؛ إذن من حقِّن أن نقول: وما الذي يترتب على ذلك؟ والجواب: أن الذي يترتب على عدم لزوم التنوين في مائة جر ما بعدها، والذي يترتب على لزوم النون في عشرين نصب ما بعدها.

بهذا البيان الجميل الشافي يبين لنا المبرد الفرق بين جر درهمٍ في نحو قولك: عندي مائة درهمٍ، وبين نصب درهمًا في نحو قولك: عندي عشرون درهمًا، النصب في درهمًا من لزوم النون في عشرين، بينما الجر في نحو قولنا: عندي مائة درهمٍ التمييز درهمٍ مجرور، وسبب الجر أن تنوين مائة غير لازم، يعني تستطيع أن تنون مائة؛ ولذلك نقول: مائة من الإبل، وألفًا من الدنانير، وألف دينار، ونقول على نحوها: فدان قمح، وفدان من قمح، وهكذا نقول هنا في مائة: مائة درهم، ونقول في العشرين: عشرون درهمًا.

فما الفرق بين الجر في درهم، والنصب في درهمًا على المثالين بهذا الترتيب عندي مائة درهم، وعندي عشرون درهمًا؟ الجر بالإضافة، والنصب على التشبيه بالمفعول به-لو أردت أن أذكرك- لأنه قال: إن ثبوت النون يدل على العمل، كأنك قلت: الضاربون زيدًا، فكذلك عندي عشرون درهمًا، انتصب التمييز، وذلك على التشبيه كما شُبِهَتْ ما بليس، وقد سبق بيان ذلك.

معنى الإضافة في التمييز

ـ[عمرمبروك]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 02:25 م]ـ

تتمه

معنى الإضافة في التمييز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير