تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

انبهم في هذه الكلمة، في هذه المفردة عشرين، فهي تمييز مفرد؛ لأن عندنا

كلمة مفردة واحدة مبهمة فميزها التمييز ووضحها فسميناه تمييزاً مفردًا،

ومثله: (ملكت تسعين نعجة)، فإنك إذا قلت: (ملكت تسعين) وسكت، السامع لا

يعلم، تسعين ماذا؟

فإذن هذه المفردة هذه الكلمة مبهمة تحتاج إلى إيضاح وإزالة الإبهام

فتأتي بكلمة نعجمة هذه لإزالة هذا الإبهام فيها، فكان هذا التمييز

مفرد، أي لكلمة واحدة.

حتى يا دكتور إذا كانت تسعين هذه يعني ليست بمعنى التسعة. تسعين تدخل

ضمن المفرد؟.

نعم, ليس المقصود هنا بالمفرد ما كان قسيمًا للمثنى والجمع، المقصود

بالمفرد يعني الكلمة الواحدة، ما كان كلمة واحدة، أما قسيمه هو ما

سيأتي من قولنا: تمييز نسبة، والنسبة هي نسبة الفاعل إلى الفعل أو نسبة

المبتدأ إلى الخبر .. إلى آخره، يعني انتساب الشيء المسند إلى المسند

إليه، فهنا هو المقصود بتمييز النسبة، لا تتضح، وسيتبين هذا الآن.

ما تحدثت عنه منذ قليل أو ما ذكرته هل هذا يختص بالعدد؟ هو موضوع

كلامنا الآن فقلنا إن التمييز يكون للمفرد وذكرنا أمثلة للعدد أننا

نذكر عدداً مبهماً كلمة واحد ثم يأتي التمييز موضحاً له، قد يكون

التمييز كما قلنا للمقدار، وهذا المقدار أنواع عندما قد يكون مساحة

تقول: اشتريت مثلاً مترين قماشاً، هذا مقدار، المتران ما يعلم ما هي،

متران من ماذا؟ هل هي من الأرض؟ أو من القماش؟ أو من الحبال؟ أو من

غيرها؟ فتحتاج أن تبين ذلك، "اشتريت مترين قماشاً"، فتقول: "قماشاً"

هذا مقدار، مقدار مساحة، أو تقول مثلاً في ما يكال أو يوزن أو يوزن

تقول: مثلاً بعت صاعين براً، هذا مما يكال كيلاً فيقول: بعت صاعين

برًا، لا يعلم الصاعان ما هما، هو المقدار معروف الآن، هما صاعان، لكن

ما محتوى هذين الصاعين، فلا يتضح إلا بتمييز، فتقول: براً، فالبر هنا

ميز المفرد الذي هو الكيل هنا، وقد يكون مثلاً وزناً، كقولك مثلاً:

"اجتنيت كيلين عسلاً"، فهذه توزن، أنت ذكرتها بالوزن، فبينت الكيلين ما

هما، فهذه مما يكون التفسير فيها أو التمييز فيها تميزاً لمفرد.

قد يكون هذا المميز ليس بمقدار من المقادير المعروفة سواءً كانت مساحة

أو كيلا أو وزناً، ولكنها يعني تقوم مقامه، أو بمثابته، يعني عندما

يقول الله -سبحانه وتعالى-: ? فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

خَيْرًا يَرَهُ ? 7 ? ? [الزلزلة: 7]، الآن ? خَيْرًا ? تمييز، ميزت

ماذا؟ ? مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ? فمثال الذرة ليس من الموازين المعروفة عند

الناس لكنه مقدار من المقادير فهو في منزلة هذه الأمور، أقصد الكيل

والوزن والمساحة؛ لأنه يبين مقداراً وإن لم يكن معتادا أن يكال به أو

يوزن به عند الناس لكنه مقدار معلوم، أو على الأقل معلوم في الذهن وله

فهمه في الذهن.

ممكن أن يكون التمييز ليس بمقدار وليس لعدد يعني عندما تقول: "اشتريت

خاتماً فضة"، قولك: "فضة" هذا ميز الخاتم، ميز نوع الخاتم، هو تمييز

لهذا المفرد، لهذا اللفظ المفرد، لكنه ليس بمقدار ولا (كلمة غير

مفهومة) لعدد، بل هو الخاتم أصله فضه، فهو من تمييز أضيف الفرع إلى

أصله، يعني صار التمييز أصلاً لميز، صار التمييز فيه أصلاً للمييز.

هذه الأمور كلها من تمييز المفردات، أو ما يسمونه تمييز الذات؛ لأنه

عبارة إلى كلمة واحدة تحتاج إلى إيضاح مبهمة تميزت بهذه الطريقة، إذا

كان الأمر كذلك فما المقصود بقولك: تمييز النسبة؟ أحيانًا مضمون الجملة

يكون غير واضح، مفردات الجملة واضحة، لكن مضمونها هو الذي غير واضح،

يعني عندما ننظر مثال للمصنف في قوله: (تصبب زيد عرق)، قبله أو أولى

منه قول الله -سبحانه وتعالى-: ? وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ?

[مريم: 4]، لأن يكون الكلام في هذه وإن كان التمثيل فيهما متساوي،

كلاهما فيه فعل وفاعل وتمييز.

في قول الله -سبحانه وتعالى-: ? وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ? هو

يتكلم عن زكريا، ? وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ? طبعاً: ? شَيْبًا ?

تمييز، الآن الاشتعال واضح، سرعة حصول الشيء معناه اشتعال، طبعاً هو

تشبيه باشتعال النار؛ لأنه أول ما يبدأ الشيب يكون خفيفاً، ثم يصل إلى

مرحلة يسري بسرعة، فشبه زكريا نفسه لوصوله مرحلة من الكِبَر أنه وصل

إلى مرحلة أن يسرع الشيب إليه فشبهه باشتعال النار في الهشيم، فقال: ?

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير