شيب الرأس.
? وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا ? [القمر: 12]، هذا محول من مفعول،
والتقدير:
فجرنا عيون الأرض.
لكن غير المحول لا أتذكر له مثالاً، هو نادر مجيؤه، ولعل هذا هو الذي
دعا العلماء إلى ألا ينسبوه كما قال الأخ الكريم إلى أنه محول من
مجرور، لندرة وجوده أصلاً في الكلام؛ لأن معظم تمييز النسبة الذي يرد
عن العرب إنه يكون محولا من أحد هذه الأمور الثلاثة، ومجيؤه من غير هذه
الثلاثة نادر، ولذلك لا يكاد يخرج عن هذه، وبعضهم يقول: ما جاء بعد
الامتلاء؛ لأنه لم يرَ له مثالاً إلا: امتلأ كذا، مع أنك تستطيع أن
تمثل له بقولك مثلاً: استشاط فلانا غضبا، فإن غضبا هذا أيضاً من
التمييز النسبة غير المحول، لكن أمثلته على كل حال نادرة، وفيما أعلم
لم أجد له مثالاً من القرآن الكريم لندرة أمثلته في اللغة.
الأخ الكريم شارك معنا بعدة أمثلة ربما يريد أن يتأكد من صحتها، يقول:
تمييز الجملة فاعل، "حسن أحمد خلقا".
هذا صحيح، التقدير: حسن خلق أحمد، محول عن فاعل.
يقول: مفعول به: "زرعت الحديقة وردا".
أصله: زرعت ورد الحديقة، صحيح.
محول من المفعول به.
نعم.
محول عن مبتدأ يقول: ? أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ
نَفَرًا ? [الكهف: 34].
صحيح، وهذا ذكرته منذ قليل، لأن التقدير: مالي أكثر من مالك، ونفري أعز
من نفرك.
وفي آخر أمثلته يقول: "اشتريت أوقية عسلاً".
نعم، هذا من تمييز المقادير، الذي المفرد فيه هو المبهم واحتاج إلى
تمييز للمقدار.
أنا أريد أن أسأل الإخوة الحقيقة بعض الأسئلة، هل الأولى أن أسأل ويرفع
يده من عنده الجواب فطيب حتى لا أفاجئ.
إذا أذنت لي يا شيخ، نحن انتهينا من المتن أم هناك بقية؟.
لا .. بقي.
سنعود إليه -إن شاء الله-.
لا .. ما وصلنا إلى الآن إلى تنكيره، أنا سأسأل فقط عن مسألة تمييز
المحول حتى أتأكد من رسوخه في ذهن الإخوة؛ لأن بعض القضايا التي فيها
تفصيل لا أحب الانتقال منها وأنا لا أعلم الرؤوس تهز والوجوه مسفرة،
ولكني أخشى أنه .. والذين ولا أراهم أيضاً في بيوتهم أيضاً قد يكونون
كثير منهم ما اتضح الأمر لهم تماماً حتى أطمئن من المتابعة والإخوة هم
نموذج من المتابعين فأسأل بعض الأسئلة، أنا الآن سأعطي الإخوة مثالين،
لكل واحد مثالين لتمييز المحول إما من فاعل أو مفعول أو مبتدأ، أنا
أريد الآن أن تبين ما نوع هذا وما التقدير.
سأبدأ بإعطاء المثالين, اكتبوا عندكم ومن يستطيع الجواب يرفع يده حتى
لا أفاجئ الإنسان, دائماً المفاجئة تجعل الجواب أحيانًا فيه نوع من
الارتباك.
الأول: يقول الله -سبحانه وتعالى-: ? وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ
عِلْمًا ? [الأنعام: 80]، هذا واحد.
الثاني: ? وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله صِبْغَةً ? [البقرة: 138]، طبعاً
هو محول من واحد من الثلاثة تبين من أي الأنواع هو وتذكر كيف كان
تقديره.
الذي يعرف الجواب يرفع يده حتى يجب ولا مانع أن يكرر الإنسان ترى أن
يجيب الإنسان أكثر من مرة، تداركا للوقت.
? وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ? يعني في غير القرآن وسع علم
ربي، إذن هو محول من فاعل، تمييز نسبة محول عن فاعل.
أحسنت، نعم، وفي قوله تعالى: ? وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله صِبْغَةً ?؟
محولة من مبتدأ.
والتقدير:
صبغة مَنْ أحسن مِن الله.
أحسنت، فهو محول من مبتدأ.
في المثال الأول: قد يكون محولاً من مفعول به.
تقديره؟
وسع ربي علمَ كل شيء.
علم الله -سبحانه وتعالى- وسع كل شيء، هذا تقدير؛ لأنك إذا قلبتها
انتقل المعنى إلى معنى آخر، والمعنى الأوجه والأمثل والأليق في الآية
هو سعة علم الله -سبحانه وتعالى-.
فالعلم منسوب إلى الله.
أي نعم، سعة علم الله -سبحانه وتعالى-، هي الآية إثبات لسعة علم الله
-سبحانه وتعالى-.
أعطي مثالين آخرين:
المثال الأول: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله ? [البقرة:
165].
المثال الثاني: ? وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ? [الإسراء: 37].
أنا عندي أمثلة كثيرة ولكن يبدو أن الوقت يحتاج إلى تأمل فأكتفي بهذين
السؤالين وأنتقل بعد ذلك حتى الوقت الحقيقة عزيز، تفضل يا شيخ.
? أَشَدُّ حُبًّا لله ? محول عن مبتد.
والتقدير:
والذين آمنوا أشد حباً لله.
كيف صار حباً محولاً من مبتدأ، كيف كان يعني؟
حب المؤمنين لله أشد.
¥