(2/ 755)
قال أبو زرعة: كان أهل الري قد افتتنوا بأبي حنيفة، وكنا أحداثا نجري معهم، ولقد سألت أبا نعيم عن هذا، وأنا أرى أني في عمل، ولقد كان الحميدي يقرأ كتاب الرد (أظنه كتاب "الرد على محمد بن الحسن" للشافعي)، ويذكر أبا حنيفة، وأنا أهم بالوثوب عليه، حتى من الله علينا، وعرفنا ضلالة القوم.
- - -
[لا يثبت حديث في كراهة الحجامة في يوم بعينه ولا في استحبابها في يوم بعينه]
(2/ 757، 758)
شهدت أبا زرعة لا يثبت في كراهة الحجامة في يوم بعينه، ولا في استحبابها في يوم بعينه حديثا. قلتُ له: حديث أبي بكرة؟ قال: ليس بالقوي. ثم قال: أجود شيء فيه حديث أنس: (كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحتجمون لسبع عشرة، ولتسع عشرة، وإحدى وعشرين)، فهذا يوافق الأيام كلها.
- - -
[دفاع عن أصحاب الحديث]
(2/ 773، 774)
حدثني أبو زرعة، عن عبد الله بن الحسن الهسنجاني قال: كنت بمصر، فرأيت قاضيا لهم في المسجد الجامع، وأنا ممراض فسمعت القاضي يقول: مساكين أصحاب الحديث، لا يحسنون الفقه، فحبوت إليه فقلت: اختلف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في جراحات الرجال والنساء، فأي شيء قال علي بن أبي طالب؟ وأي شيء قال زيد بن ثابت؟ وأي شيء قال عبد الله مسعود؟ فأفحم، فقلت له: زعمت أن أصحاب الحديث لا يحسنون الفقه، وأنا من أخس أصحاب الحديث سألتك عن هذه، فلم تحسنها، فكيف تنكر على قوم أنهم لا يحسنون شيئا، وأنت لا تحسنه؟!
- - -
[حديث أنكره ابن المديني ونبهه أبو زرعة أنه عنده، وأنسيه أيضا محمد بن يحيى الذهلي فاستفاده بعد هذه الحكاية]
(2/ 774، 775)
قال أبو زرعة، عن عبد الله بن الحسن قال: ألقيت على علي بن المديني حديث أبي ذر في الحناء، والكتم، فأنكره علي وقال: ليس هذا من حديث معمر. وقال أبو زرعة: وكان فيه لين، يعني في عبد الله بن الحسن، قال: فقلت لعلي: هذا هو عندك. فقال علي: عندي؟! قلتُ: نعم، أليس قد كتبت عن عبدالرزاق كتاب الجامع؟ قال: بلى، قال قلت له: فأخرجه إلي، قال: فدخل منزله, وأخرج إلي كتاب الجامع, فطلبته, فوجدته, فقلت له: ها هو ذا عندك, وأنت لا تحفظه!
قال أبو زرعة: لقد كان من العلم بمكان، يعني عبد الله بن الحسن.
قال أبو عثمان: فحكيت أنا هذه الحكاية لمحمد بن يحيى النيسابوري، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن الحسن، قال: ترى وقع إلينا هذا الحديث عن عبد الرزاق؟ فقام، فدخل بيته، ثم خرج إلي فأملاه علي من كتابه، قال: نا عبد الرزاق, نا معمر.
آخر الفوائد المنتقاة.
وكتب/ أبو يوسف إبراهيم بن يوسف الأبياري.
5/ 3/ 1431 هـ
19/ 2/ 2010 م
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[19 - 02 - 10, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم ليت الإخوة يجردون فوائد الأجزاء فإن بها دررا لو يعلم القوم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:56 ص]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم.
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[20 - 02 - 10, 01:35 ص]ـ
فوائد ثمينة
فهل من ينسج مثلها
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 02 - 10, 02:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:10 م]ـ
جزاك الله خيرا، وننتظر منكم المزيد.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:17 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الانتقاء ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:43 م]ـ
وهذه إشارات للتفاعل مع الموضوع:
= لم يكن في كتبه من الضعف (لعل الصواب: الضعفاء) إلا رجلين
- لعل الأقرب (من الضَّعَفَة)، والله أعلم.
= فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد خفت (لعل الصواب: قد خافت)
- الصواب (خفّت)، يقال: خف إلى الشيء أي أسرع.
= فقال: حدثنا عمرو، عن جابر بن عبد الله في لخباري (كذا)
- لعله في الخيار.
= خالد بن يزيد المصري، وسعيد بن أبي هلال صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما.
- أي ربما وقع الإنكار في قلبي من غرابة حديثهما.
= فرأيت قاضيا لهم في المسجد الجامع، وأنا ممراض.
- لعل الصواب (مُمرَض).
= ثم قال لي: ترى داود هذا لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم، لظننت أنه يكيد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدى.
- كلام نفيس يوزن بالذهب.
¥