تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ وَهِيَ قَوْله: (وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا) مِمَّا اِخْتَلَفَ الْحُفَّاظُ فِي صِحَّتِهِ، فَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الْكَبِير " عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِين، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالدَّارَقُطْنِيِّ وَالْحَافِظِ أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ شَيْخِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْد اللَّه، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ غَيْر مَحْفُوظَةٍ، قَدْ خَالَفَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فِيهَا جَمِيعَ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، وَاجْتِمَاعُ هَؤُلاءِ الْحُفَّاظِ عَلَى تَضْعِيفهَا مُقَدَّمٌ عَلَى تَصْحِيحِ مُسْلِمٍ، لا سِيَّمَا وَلَمْ يَرْوِهَا مُسْنَدَةً فِي صَحِيحه. وَاَللَّه أَعْلَم ".

قلتُ: بل هي مُسْندةٌ، وقد ساقَ إسنادها إلى قتادةَ، وسندُ قتادةَ ذكرَهُ في الحديثِ الَّذي قبله، وانظرِ الكلامَ على هذه الزِّيادةِ بتوسُّعٍ: كتاب " عللِ الأحاديثِ في كتاب الصَّحيحِ " للحافظِ أبي الفضلِ بنِ عمَّار الشَّهيد (ص: 73 _ 77)، وكتاب " الإلزامات والتَّتبع " للإمامِ الدَّارقطنيِّ (ص: 239 _ 241)، وكتاب " بين الإمامين مسلمٍ والدَّارقطنيِّ " للدكتور ربيع بن هادي (ص: 123 _ 132).

(75) " صحيح مسلم " (10/ 77 _ النَّووي)، (2/ 1102 _ فؤاد عبد الباقي).

قَالَ النَّوَويُّ: " مَعْنَاهُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُفْيَانَ _ صَاحِبَ مُسْلِم _سَاوَى مُسْلِمًا فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، فَرَوَاهُ عَنْ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، فَعَلاَ بِرَجُلٍ، وَاَللَّه أَعْلَم ".

وقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " تهذيبِ التهذيبِ " (2/ 224): " وقدْ وقعَ في " الأَطرافِ " لأَبي مسعودٍ في حديثِ أبي أسامةَ، عنْ هشامِ بنِ عروةَ، عنْ أبيه، عنْ عائشةَ كان رسولُ اللهِ e يُعْجِبُهُ الحلواءَ والعسلَ، أنَّ مُسْلِماً رواه عن أبى كريبٍ، وهارون بن عبد الله، والحسن بن بِشْرٍ ثلاثتهم عن أبي أسامةَ،كذا قال، والذي في الأُصولِ من الصَّحيحِ: حدَّثنا أبو كريبٍ، وهارون بن عبد الله قالا: حدَّثنا أبو أسامة، ليس فيه الحسن بن بِشْرٍ، لكن قال فيه إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سفيان _ الرَّاوي عن مُسْلمٍ عَقِبَ هذا الحديثِ _: حدَّثنا الحسنُ بنُ بِشْرٍ، حدَّثنا أبو أسامةَ، مثله سواء، فهذا من زياداتِ إبراهيم، وهي قليلةٌ جدّاً ".

وقد أشارَ الحافظُ المِزِّيُّ _ أيضاً _ في " تحفةِ الأشرافِ " (12/ 129 _ رقم: 16796) إلى أنَّ هذا الحديثَ من الزِّياداتِ.

قلتُ: والحسنُ بنُ بِشْرٍ هو السُّلَميُّ، قاضي نَيْسابُور، قال عنه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريبِ " (ص:159): " صدوقٌ، لمْ يصحَّ أنَّ مُسْلِماً روى عنه، وإنَّما روى عنه أبو إسحاقَ بنُ سفيانَ الرَّاوي عن مُسْلمٍ مواضع عَلاَ فيها إسنادُهُ، في الوصايا والإمارةِ، وغيرِها ".

وقالَ الإمامُ المِزِّيُّ في: تحفةِ الأشرافِ " (12/ 130): " والحسنُ بنُ بِشْرٍ هذا شيخٌ بِنَيْسابُور، ليس من رجالِ مُسْلمٍ الَّذين روى عنهم في الصَّحيحِ، ولا ذكره أحدٌ منهم في جملتهم، واللَّهُ أعلمُ ".

(76) " صحيح مسلم " (10/ 218 _ النَّووي)، (3/ 1191 _ فؤاد عبد الباقي).

قالَ النَّوويُّ: " قَوْله: (قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا) أَبُو إِسْحَاقَ هَذَا هُوَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، رَوَى هَذَا الْكِتَابَ عَنْ مُسْلِمٍ، وَمُرَادُهُ أَنَّهُ عَلاَ بِرَجُلٍ فَصَارَ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ كَشَيْخِهِ مُسْلِمٍ بَيْنه وَبَيْن سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَاحِدٌ فَقَطْ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".

قلت: وعبدُ الرَّحمنِ بنُ بِشْرٍ هو: ابنُ الحَكَمِ، العَبديُّ، أبو محمَّدٍ، النَّيْسابوريُّ، وهو ثقةٌ.

(77) " صحيح مسلمٍ " (11/ 94 _ النَّووي)، (3/ 1258 _ فؤاد عبد الباقي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير