(12) الإمام أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي (303هـ) , من أواحد الأئمة في العلل, وليس من ذُكر آنفاً مثل الإمام النسائي, فترى الترمذي ينقل تعليلاتٍ لأبي زرعة وأحمد بن حنبل, قال الذهبي عند ترجمة النسائي: هو جارٍ في مضمار البخاري وأحمد وفوقَ مسلم وأبي داود. وكانت له مكانة كبيرة في زمنه, وإذا اجتمع معه الأقران أوكلوا إليهِ الكلام. وقال الذهبي: ليسَ على رأس الثلاثمائة أعلمُ من النسائيِّ.
ولما سئل الدار قطني عن النسائي وابن خزيمة قال: لا أقدّمُ على النسائي مِن أهل عصره أحداً وإن كان ابن خزيمة إماماً. وهو أحد من قيل فيه: كأنّه خُلق لهذا الشأن.
وتظهر جهوده في التعليل في كتابه "السنن الكبرى" فإنه قد يعقد باباً كاملاً لذكر مسائل التعليل فيقول: باب الاختلاف عن نافع وأبي إسحاق وهكذا .. ثم كتابه "المجتبى" المسمى بـ "السنن الصغرى" له شأو جيّد فيه وإن كان دون الأول.
(13) الإمام محمد بن عمرو أبو جعفر العقيلي (322هـ) , وله كتاب "الضعفاء" الملقب "الضعفاء الكبير" وقد ملأَ كتابه بالكلام على الأحاديث وببيان عللها, وفيه من التعليل ما لا يوجد في غيره. وقد أخذ عن البخاري مباشرة وبواسطة فهو من صغار الآخذين عنه.
(14) الإمام محمد بن عمَّار أبو الفضل الشهيد, وله كتاب "علل الأحاديث في صحيح مسلم" وخصّه بأحاديث انتقدها على صحيح الإمام مسلم.
(15) عبد الرحمن بن محمد أبي حاتم الرازي (327هـ) , له كتاب "العلل" وهو من أجلّ كتب العلل, وله مزايا كبيرة, لأشياء:
1 - أنّ ابن أبي حاتم رتّبه على أبواب الفقه.
2 - أنَّه حوى علمي إماميْ الدنيا, لأنَّ عامة الكتاب أسئلةٌ لأبيه أبو حاتم الرازي وابن خالته أبو زرعة الرازي.
3 - اعتنائُه بذكر العلل المرتبطة بالتفرُّد.
(16) محمد ابن حبّان أبو حاتم البستي (354هـ) , وأكثر كتابٍ تكلّم فيه عن العلل "المَجْروُحِينَ" فقد تعرّض كثيراً لمسائل في العلل, وإن كان قد أكثر من إِملائِه في الكتابِ كلامه عن الرجالِ الضعفاء.
(17) الإمام سليمان بن أحمد أبو القاسم الطبراني (360هـ) , له "المعجم الأوسط" وهو خاص بالأحاديث الغرائب, وهي: الأحاديث الذي تفرد بروايتها شخص, والحكم بالغرابة يقود كثيرا على معرفةِ علّة الحديث, فهو معينٌ ومشيرٌ ليسَ إلاّ.
(18) عبد الله بن عديّ أبو أحمد الجرجاني (365هـ) , له "الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث " وهو مطبوع , ويقتصرُ أهل الحديث بالاقتصار على "الكامل".
(19) علي بن عمر أبو الحسن الدار قطني (385هـ) , يبنغي أن تقف القلوب عند ذكره, ولو فُقد كتاب "علل الدار قطني" لخفيَ علينا كثيراً من معالم منهج المحدّثين في التعليل, فبقاءه حفظ للإسلامِ والسنَّة, وهو دليل على عظم هؤلاء الأئمة وعلى ما حباهم الله من علم جمّ ومعرفةٍ واسعةٍ. وقد ألّفه الدار قطني حفظاً والدليل على ذلك:.
قال أبو بكرٍ الخطيب (463هـ): سألتُ أبا بكرٍ البَرقاني هل صحيح أن الدار قطني أملى عليكم كتاب العلل حفظاً؟ فأجابه البرقاني: أنا الذي كنتُ أسأله ويجيبني. اه وهو مرتّبٌ على المسانيد, ومن غريب الكتاب أنه لم يَحوِ مسنداً لابن عباس, وعامةُ ما يحكي الكتاب إنما هو في اختلافِ الرواة, ولَه مِنْ سعةِ العلم ودقةِ الفهمِ والإِفادةِ بذكرِ وجوهِ الترجيحِ وأسبابِ الوهمِ وقرائنِ الترجيحِ. وهو الوحيد الذي في غايةِ البسط والشرح, فتجد كتاب العلل لابن أبي حاتم يحكم يقول: هو منكر. من عير ذكر السبب وهذا كثيراً. فكتاب الدار قطني سهل التعامل سلس العبارة, لذا قالوا: لم يؤلّف في العلل كتاباً مثل كتاب الدار قطني. وله جهود كبيرة غير علم العلل فله كتاب "الأفراد" الذي رتّبه ابن طاهر, وهو خاصٌ بالغريب. وله كتاب "السنن" ففي العادة كتب السنن يروي أصحابها أقوى ما يجدُ, فلم يكن هذا مقصد الإمام إنما الغرض "بيان غرائب الأحاديث التي يحتج بها في أبواب الفقه وعلل أحاديث الأحكام".
وله كتاب "التتبع" الذي تتبّع فيه أحاديث الإمام البخاري والإمام مسلم وانتقده عليهما, لذا .. فإنه حكم العلماء أن كتاب الإمام البخاري ومسلم لا ينتقدهما إلا من كان برتبةٍ عاليةٍ واجتهادٍ مطلقٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ كالدار قطني فإنه يقبل. وله "أحاديث منتقدة على البخاري" وهو جزءٌ صغير لم يطبع, إنما ذكرها الحافظ ابن حجر في المقدمة وردّ عليها.
¥