تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - قلب الراوي, فيقرأ أو يكتب فينزل في الإسناد, ويجعل متن إسنادٍ لإسناد. * وغيرها من أنواع الضعيف مما لا يوجد في عصر الصحابة كـ (الانقطاع, الإعضال, الإرسال, الفسق والكذب, وأنواع الضعيف).

(تكميل) أمَّا العلل بالمنهج المعروف كان نشأته في البصرة, وأوّل من شرع في العلل شيخ التابعين (محمد بن سيرين) ثم تلقّاه منه (أيوب السختياني) و (عبد الله بن عون) ثم أخذ عنهما هذا المنهج (شعبة بن الحجاج) فوسّعه وعمّقه وأكثر من الكلام فيه حتى عُرف به, فمنهج التعليل تكاد تكون ملامحه أصبحت واضحة في زمن أتباع التابعين وبالذات على إمام العلل ورأس مدارس العلل (شعبةُ بن الحجّاج) , ثم أخذه منه (يحيى بن سعيد القطّان) –وهو أوّل عالمٍ دُوّن كلامُه في علل الحديث والرجال ومن دوّن عنه ثلاثةٌ: "عليّ بن المديني" و" الفلاس" و"محمد بن المثنّى"- والإمام (عبد الرحمن بن مهدي) ثم أخذ عنهما (يحيى بن معين) و (أحمد بن حنبل) ثم البخاري إلى آخره ممن صنّفوا في العلل أو كُتب عنهم فنقتصر عليهم.

وأعلى رجالُ هذه الطبقة الثانية: البخاريّ (256هـ) , مسلمٌ (261هـ) , أبو حاتمٍ الرازي (277هـ) , أبو زرعةَ الرازي (280هـ) , الدارميُّ (280هـ) , وحكى الترمذيّ أن أولى من يُسألون عن العلل ثلاثةٌ: محمد بن إسماعيل البخاريُّ, أبو زرعةَ, الإمام عثمان بن سعيد الدارميّ.

ثم الطبقة لثالثة: أبو داود (275هـ) , الترمذي (279هـ) , البزّار (292هـ) , يعقوب بن شيبة (262هـ).

ثم الطبقة الرابعة: النسائي (303هـ) , الفضل بن عمار الشهيد صاحب "علل مسلم", ابن خزيمة (311هـ) فقد حكى في صحيحه عللاً كثيرا على أحاديث, العقيلي (320هـ) صاحب "الضعفاء" , ابن أبي حاتم (327هـ).

ثم الطبقة الخامسة: ابن حبّان (354هـ) , ابن عديّ (365هـ) , الدار قطني (385هـ) –وكتابه في العلل من أجل الكتب في العلل وقال الذهبي (748هـ): وبه خُتم معرفة علم العلل.

ثم الطبقة السادسة: الحاكم (405هـ) , ومن ثمّ استفاد العلماء من بعدهم من كلام الأئمة النقّاد فاهتموا بها كثيراً وأتقنوها حتى يحكموا على صحة الحديث وضعفه.

قال الإمام جهبذ السلف ابن رجب في "شرح علل الترمذي": وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. وفي رواية عنه أنه قال: إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه.

قال يعقوب بن شيبة: قلت ليحيى بن معين: تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم؟ فقال برأسه، أي: لا.

قال يعقوب: وسمعت علي بن المديني يقول: كان ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد لا نعلم أحداً أول منه،محمد بن سيرين، ثم كان أيوب، وابن عون، ثم كان شعبة، ثم كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن. قلت لعلي: فمالك بن أنس؟ فقال أخبرني سفيان بن عيينة قال: (ما كان أشدَّ انتقاء مالك الرجال) انتهى.

* والانتقاء ليس له علاقةٌ في العلل, إنما هو من باب "الجرح والتعديل", فلم يجعل مالكاًَ يداهنهم لا في العلل ولا في الجرح والتعديل. وممّا جاءَ في فضل شعبةَ: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيه للرجال. قال صالح جزرة: أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه القطان ثم أحمد ويحيى. قال ابن حبًّان: وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به ثم تبعه عليه بعده أهل العراق. قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لابن المبارك: أهل الكوفة ليس يبصرون الحديث. فقال: كيف! ثم لقيته بعد ذلك. فقال لي: وجدت الأمر على ما قلت. قال الخطيب: ولأهل البصرة من السنن الثابتة بالأسانيد الواضحة ما ليس لغيرهم مع إكثارهم والكوفيون مثلهم في الكثرة غير أن رواياتهم كثيرة الدغل قليلة السلامة من العلل. اه فما سبقَ واضحٌ الثناء الكبير لأهل البصرة, خلافا لأهل الكوفة لأن الفرقَ فيهم كثر وتسبّبَ في ذلك كثرة التدليس والأوهام حتى قال ابن مهدي: حديث أهل الكوفةِ مدخول. وقال الزهري: ما رجت إلى الشامِ إلا لأستغنيَ من حديثِ أهل الكوفة. مع أنَّ في حديثِ أهل الشَّام قليلة الاتصال واهتِمامُهم على أحاديث الترغيب. وأمًّا رويَ عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير