تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الذهبي: فهذه حكاية قوية، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك، فكأنه اختلف اجتهاده، وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث من كنت مولاه وهو أصح، وأصح منها ما أخرجه مسلم عن علي قال: إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم [225] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn225) .

قال ابن الجوزي: أنبأنا محمد بن ناصر قال: أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي قال: كل طرقه باطلة معلولة، وصنف الحاكم أبو عبد الله في طرقه جزء ضخما، وكان قد أدخله في المستدرك على الصحيحين فبلغ الدارقطني فقال: يستدرك عليها حديث الطائر، فبلغ الحاكم فأخرجه من الكتاب، وكان يتهم بالتعصب بالرافضة، وكان يقول: هو حديث صحيح ولم يخرج في الصحيح، وقال ابن طاهر: حديث الطائر موضوع إنما يجيء من سقاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنس وغيره قال: ولا يخلوا أمر الحاكم من أمرين: إما الجهل بالصحيح فلا يعتمد على قوله، وإما العلم به ويقول به فيكون معاندا كذابا دساسا [226] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn226) .

و قال الذهبي عن حكاية ابن طاهر: هذه حكاية منقطعة؛ بل لم تقع، فإن الحاكم إنما ألف المستدرك في أواخر عمره بعد موت الدارقطني بمدة، وحديث الطير ففي الكتاب لم يحول منه؛ بل هو أيضا في جامع الترمذي. قال ابن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم فكتبته للتعجب [227] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn227) .

قال ابن طاهر في تذكرة الحفاظ خلال ترجمة "الحافظ ابن السقاء الواسطي": واتفق أنه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم، فوثبوا به، وأقاموه وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدث أحدا من الواسطيين، فلهذا قل حديثه عندهم، وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة حدثني ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي [228] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn228) .

و عده ابن القيم من الأحاديث الموضوعة في المستدرك [229] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn229) .

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن حديث الطير لم يروه أحد من أصحاب الصحيح، و لا صححه أئمة الحديث، و لكن هو مما رواه بعض الناس كما رووا أمثاله في فضل غير علي؛ بل قد روي في فضائل معاوية أحاديث كثيرة، و صنف في ذلك مصنفات، و أهل العلم بالحديث لا يصححون لا هذا و لا هذا. الثاني أن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل، قال أبو موسى المديني: قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار و المعرفة كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه، و سئل الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح هذا مع أن الحاكم منسوب إلى التشيع … الثالث: إن أكل الطير ليس فيه أمر عظيم يناسب أن يجيء أحب الخلق إلى الله ليأكل منه، فإن إطعام الطعام مشروع للبر و الفاجر، و ليس في ذلك زيادة وقربة عند الله لهذا الآكل، و لا معونة على مصلحة دين و لا دينا، فأي أمر عظيم هنا يناسب جعل أحب الخلق إلى الله يفعله. الرابع: إن هذا الحديث يناقض مذهب الرافضة فإنهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم أن عليا أحب الخلق إلى الله، و أنه جعله خليفة من بعده، و هذا الحديث يدل على أنه ما كان يعرف أحب الخلق إلى الله. الخامس: أن يقال إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن عليا أحب الخلق إلى الله، أو ما كان يعرف فإن كان يعرف ذلك كان يمكنه أن يرسل من يطلبه، كما كان يطلب الواحد من الصحابة، أو يقول: اللهم ائتني بعلي فإنه أحب الخلق إليك، فأي حاجة إلى الدعاء و الإبهام في ذلك، و لو سمى عليا لاستراح أنس من الرجاء الباطل، و لم يغلق الباب في وجه علي، و إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف ذلك بطل ما يدعونه من كونه كان يعرف ذلك، ثم إن في لفظه: أحب الخلق إليك و إلي، فكيف لا يعرف أحب الخلق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير