قال ابن عدي: وهذا حديث منكر موضوع، وقد اتفق في هذا الحديث ثلاثة من الضعفاء: فرووه عبيد بن إسحاق الكوفي العطار يلقب عطار المطلقات ضعيف ....
وقال أبو نعيم: أخاف على عبيد بن إسحاق العطار من معاوية الحلبي؛ فإنه كان يضع الحديث. " الكشف الحثيث " لإبراهيم ابن العجمي (ص 258).
وقال الذهبي في " التنقيح " (5/ 49): لين.
وعبيد العطار هذا يُعرف بعطار المطلَّقات:
قال ابن الجارود: يعرف بعطار المطلَّقات، والأحاديث التي يحدِّث بها باطلة.
وقال ابن معين في " تاريخه " رواية الدوري (3/ 372): عبيد بن إسحاق العطار يقال له عطار المطلقات.
وأحسن من عدّله أبي حاتم:
قال الذهبي في " تلخيص المستدرك " (2/ 605): ضعفه غير واحد، ومشاه أبو حاتم.
ولفظ أبي حاتم كما في " الجرح والتعديل " (5/ 401): ما رأينا إلا خيراً، وما كان بذاك الثَّبت، في حديثه بعضُ الإنكار " وانظر " للسان " لابن حجر (5/ 349).
فلعل أبا حاتم مشاه من جهة الصلاح والفضل، والعبادة، لكنه من جهة الضبط والحفظ فلم يرتضه، ولهذا قال: وما كان بذاك الثَّبت، في حديثه بعضُ الإنكار.
قال ابن حجر عن هذه الأثر: غريب موقوف، رواته موثقون إلا عبيد بن إسحاق، فضعفه الجمهور، ومشاه أبو حاتم. انظر " الفتوحات الربانية " (5/ 114).
هذا ما يتعلق بنقد هذه القصة سنداً، فتكون قصة لم يتحقق فيها شروط القبول التسليم، وإنه لمن المعلوم غالباً أن الحديث أو الأثر إذا لم يصح سنده تجد أن في متنه ما يدل على ضعفه من ركاكة في الألفاظ أو ما يخالف سنة الله في خلقه، أو ……
فهذه القصة فيها نكارة في المتن فدون على سبيل الاختصار:
1ـ أن هذه القصة حادثة في البقيع، فنار تخرج كل ليلة من أحد القبور، فلم تشتهر بين الناس، فهذه هذه القصة لم تروى إلا من طريق واحد، وهو طريق عبيد العطار، فانظر إلى قول صاحب القصة: " وليس يسترنا من البقيع شي، فارتفعت لي نار بين القبور فقلت: لبني عمي ما هذه النار، فتفرقوا عني، فأتيت أقربهم مني، فسألته فقال: نرى على قبر فلانة كل ليلة ناراً " فهذه الحادثة على هذه الصورة أين أمير المؤمنين عن هذه الحادثة، فكم من حادثة أقل وقع على النفس! تشتهر، وتحتاج إلى سرعة التصرف تجاهها، فهناك صور دون ذلك تقلقل أمير المؤمنين فيجمع لها خيرة الناس لاتخاذ حيالها ما يناسبها من قرار!.
2ـ من سنة الله أن هذا الطفل لو ولد في القبر لما جلس ساعة من نهار فهو بحاجة إلى شراب، وتنفس … فكيف يعيش هذا المولود هذه المودة؟!
فلا يأتي أحد الأخوة يقول: إن الله قادر على مثل ذلك؟ نقول إن قدرة الله أعظم ولا أحد يشك فذلك ألبتة فما ثبت في القرآن الكريم، وصحة السنة النبوية يغني عن غيره في اثبات قدرة الله سبحانه.
فلو ثبتت هذه القصة بطريق صحيح عن العدول لكان لنا التسليم؛ لكنها لم تثبت بطريق صحيح، فكيف يؤتى بها لأخذ العظة والعبر، والاستدلال بها على قدرة الله سبحانه.
فهل تصورنا حال من اتعظ بعدما سمعها، ثم وقف بعد مدة على أن هذه القصة لا زمام لها من الصحة، مع أن هناك من قصص القرآن، وصحيحح السنة ما يؤدي نفس الغرض الذي من أجله ذكرت هذه القصة ويغني عنها.
وهذا ما أحبت كتابته حول هذه القصة على سبيل الاختصار، والعجالة.
ففي البال عودة آخر لذكر المزيد عن هذه القصة، فإلى لقاء آخر إن شاء الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:15 م]ـ
جزاك الله خيرا.
جعل الله هذا في ميزان الحسنات يوم الدين.
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ..
فهذه القصة مما كثر فيها الكلام بين الناس ..
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 12:02 ص]ـ
أشكر الأخوة على مرورهم، وعلى هذا التعليقات النافعة التي تشجع على مثل هذه المذاكرة والمدارسة، مما يزيد هذا الموقع المبارك بإذن الله حلاوة وطلاوة.
أما مسألة الكلام حول رواية القصص، من أجل الاستئناس بها وأخذ العبر منها.
فقد تلكم في هذا المسألة العلماء قديماً وحديثاً.
¥