1 ـ ما رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك. يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة ـ إلى ملأ منهم جلوس ـ فسلِّم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم)).
وهذه التحية بقية من بقايا آدم عليه السلام في ذريته، فمن كان منهم منزلاً عليه كتاب فإنك تجد هذه تحيته، وهي التحية التي يحيي بها المسلمون بعضهم بعضًا.
واليهود يحيون بهذه التحية إلى اليوم، مع اختلاف عندهم في النطق، إذ يقلبون السين شينًا، فتراهم يقولون في تحيتهم ((شالوم))؛ أي: سلام.
وقد ورد في دائرة المعارف الكتابية ما نصه: ((سليمان: هو الملك الثالث لإسرائيل، واسم سليمان مشتق من ((شالوم)) العبرية، ومعناها ((سلام أو مسالم)) ... )).
وقد نبَّهوا في مادة ((سلام، سلامة)) على أنَّ كلمة ((شالوم)) تعني: سلام، وهي تُستخدم في التحية المألوفة بين الأصدقاء، والسؤال عن صحتهم، كما تستخدم عند الوداع.
فالتحية عندنا أكمل كما هي عند أبينا آدم، بخلاف التحية عندهم.
وإذا كان آدم نطق بهذه التحية على هذه الصورة التي حكاها الرسول صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بلغته، ماذا ستكون؟
2 ـ اسم أبينا آدم عليه السلام اسم عربي مشتق من (الأدمة)، وهي السمرة؛ لأنه خُلق من أديم الأرض، فاختلط أصفرها بأحمرها بأبيضها حتى كان منه لون آدم عليه السلام.
وقد ذهب إلى هذا بعض مفسري السلف، وعلق الطبري على تفسيرهم، فقال: ((فعلى التأويل الذي تأول آدم من تأوله بمعنى أنه خلق من أديم الأرض يجب أن يكون أصل آدم فعلاً سمي به أبو البشر، كما سمي أحمد بالفعل من الإحماد وأسعد من الإسعاد فلذلك لم يجرَّ، ويكون تأويله حينئذ: آدمَ الملكُ الأرضَ، يعني به بلغ أدمتها، وأدمتها: وجهها الظاهر لرأي العين، كما أن جلدة كل ذي جلدة له أدمة، ومن ذلك سمي الإدام إداماً؛ لأنه صار كالجلدة العليا مما هي منه، ثم نقل من الفعل فجعل اسما للشخص بعينه)).
3 ـ مالك خازن النار، وقد ورد اسمه في القرآن، وَنَادَوْا يَا مَالِكُ [الزخرف: 77]، وهو اسم ظاهرٌ في العربية، واسمه لم يتغيَّر منذ خلقه الله وسمَّاه.
4 ـ رضوان خازن الجنة، وهو من أصل عربي واضح، وهو: (رضي).
وأما أسماء الملائكة المختومة بلفظ (إيل) فلها تحليل يطول، لكني أختار منها أشهرها، وأذكر تحليله، فأقول:
اسم أشرف الملائكة (جبريل)، وله عدة طرائق في نطقه (جِبْريل، جَبْرائيل، جَبْرَئِل)، وهو يتكون من مقطعين: (جبر)، (إيل)، وهذان المقطعان عربيان، أما الأول، فلا إشكال فيه، وهو من مادة (جبر)، وهي تؤول إلى معنى القوة والشدة، وذلك ما أشارت إليه الآيات الدالة على وصفه كقوله تعالى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [النجم:5، 6]، وقوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [التكوير: 19، 20].
وأما المقطع الثاني (إيل) أو (إلّ)، فهو عربي أيضًا، لكنه مما قلَّ استعماله عند عرب الحجاز، وإن كان باقيًا عند غيرهم لم يندثر، لذا نسبوا إلى هذين اللفظين، قال ابن دريد: ((قال ابن الكلبي: كل اسم في العرب آخره إل أو إيل، فهو مضاف إلى الله عز وجل نحو: شرحبيل، وعبد ياليل، وشراحيل، وشِهْمِيل، وما أشبه هذا ... وقد كانت العرب ربما تجيء بالإلِّ في معنى اسم الله جلَّ وعزَّ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ لما تُلِيَ عليه سجعُ مسيلمة ـ: إن هذا شيء ما خرج من إلٍّ ولا برٍّ، فأين ذهب بكم؟!)).
وقد ورد عن بعض السلف تفسير قوله تعالى: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة: 10] أن الإل: الله، ورد ذلك عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وأبي مجلز، وعكرمة.
¥