تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

علم على الذات بمعنى ما قام بنفسه يعنى يقابل الصفة ويرادف النفس، وهى مولده ليست عربية لأن فى لسان العرب إنما تستعمل فى مقابلة ذو التى بمعنى صاحب ورأيت ذا علم وذات علم يعنى صاحب أو صاحبة علم هذا هو الأصل تستعمل فى لغة طى بمعنى التى، هذان استعمالان مشهوران فى لسان العرب، وأما اطلاق الذات بمعنى النفس كما يقال جاء زيد نفسُه، جاء زيد ذاته هذا اصطلاح مولد وهو من بدع أهل الكلام،حينئذ استعمله بعض من هو على جادة عقيدة السلف فيحمل على معنى الإخبار لا أنه صفة لله عز وجل، إذا قيل الله ذات أو الله علم على الذات يكون من باب الإخبار لا من باب الصفات لأن باب الصفات توقيفى بمعنى لابد له من دليل يثبت به اللفظ، وهذا اللفظ من حيث المعنى وهو ما يقابل الصفة نقول المعنى صحيح ثم ذات موصوفة بصفات إذ العقل يستلزم أن يكون ثم صفة وموصوف، إذ ما هو الموصوف لا بد أن يكون مغاير للجملة للصفة حينئذ نقول أن اطلاقة فى الأصل إطلاق بدعى ولكن استعمله أهل العلم كشيخ الإسلام رحمه الله تعالى وابن القيم وغيرهما والمراد به ما يقابل الصفة حينئذ يكون المراد يخليه للنفس ويكون من باب الإخبار.

(علم على الذات الواجب الوجود) كذلك واجب الوجود لم ينطق به السلف وإن كان المعنى صحيح ويُختلف مع أهل الكلام من طريقة الإثبات.

الوجود قد يكون واجباً وقد يكون ممتنعاً وقد يكون جائزاً، وأما لفظ الوجود نقول هل اللفظ من حيث الوصف إنما يكون مشتركاً بين الحادث وبين القديم الأزلى يشترك فيه كل ٌ من الممكن والواجب والقديم والأزلى فالله تعالى يوصف بأنه موجود والحادث كالمخولقات كذلك توصف بأنها موجود ولكن للممكن وجود يخصة وللخالق جل وعلا وجود يخصة، حينئذ يكون الإشتراك فى مطلق المعنى واطلاق اللفظ فحسب ثم إذا اضيف إلى الخالق جل وعلا تميز وإذا اضيف إلى المخلوق كذلك تميز فمطلق السمع والبصر ونحو ذلك من الألفاظ المشتركة من حيث هى يعنى من حيث المعنى كله وأما إذا اضيفت حينئذ تمايز، وهنا واجب الوجود خاص بالله عز وجل، وواجب الوجود هو الذى لا يتصور فى العقل عدمه يعنى يمنع العقل ألا يوجد وهذا خاص بالله عز وجل، وأما جائز الوجود فهو ما يتصورالعقل وجوده وعدمه كسائر المخلوقات، وأما الممتنع فهو ما لا يتصور فى العقل وجوده كخالق ثان مع الله عز وجل هذا يمتنع عقلاً

ومن هنا صارت الأحكام العقلية ثلاثة جائز وممتنع وواجب، واجب الوجود هذا خاص بالله عز وجل إذن الوصف بالوجود نقول من حيث المعنى أو المعنى الكلى أو مطلق المعني هذا مشترك بين الخالق والمخلوق واللفظ كذلك زيد موجود والله تعالي موجود لكن زيد وجوده سبق بعدم ويلحقه فناء وأما وجود الله تعالى فلم يسبق بعدم ولم يلحقة فناء إذن افترقا من حيث الوصف ومن حيث اطلاق اللفظ بأن الله تعالى موجود نقول هذا كالقول فى لفظ الذات يعني لم يأتي لفظ الوجود فى الكتاب ولا في السنه حينئذ يكون من باب الإخبار.

(الرحمن الرحيم) صفتان مشبهتان يعني الرحمن علي وزن فعلان صفة مشبهة والرحيم فعيل صفة مشبهة استعملتا يعنى هاتان الصفتان للمبالغة من الأصل رَحِمَ وليس عندنا رَحُمَ ولكن لا يمكن أن يشتق علي جهة الصفة المشبهة إلا من الفعل اللازم

وصوغها بالازم لحاضر ** كطاهر القلب جميل الظاهر

وصوغها أى الصفة المشبهة من لازم فهى تختص بالفعل اللازم ورحم الله زيد هذا متعد وإذا كان رحم متعدى امتنع اشتقاق الصفة المشبهة منه لأنها خاصة بالازم قال جمهرة من النحاة والصرفيين إذا جاء الإشتقاق والصفة المشبهة من فعل والأصل فيه أنه متعدى قالوا ينقل إلى باب فَعُل. ولذلك نقول أن الرحمن الرحيم صفتان مشبهتان من رَحُمَ يعنى الأصل فيه رَحِمَ متعدٍ ثم ننقله إلي باب فَعُلَ ومر معنا هذا الباب كله لازم إذا كان كذلك حينئذ إذا جاء متعدياً ننقله أولاً إلى باب فَعُل ثم بعد ذلك نشتق منه الصفة المشبهة من باب طرد القواعد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير