تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(الرحمن الرحيم) استعملتا للمبالغة من رَحُم َ وهما اسمان كريمان من أسمائه جل وعلا دالان على اتصافة بصفة الرحمة وهى صفة حقيقة ثابتة له جل وعلا على ما يليق به ولا يجوز القول بأن المراد بها لازم معناها يعنى لازم الرحمة وإرادة الإحسان والإنعام إن كان هو من مدلول اللفظ الرحمن له دلالات دلالة على الذات ودلالة على الصفة ودلالة على الذات والصفة معاً، دلالتان أوليان من باب التضمن الدلالة الثانية على الذات والصفة من باب المطابقة ولها لازم يعنى دلالة لزوم وهذا يدل على أن حى كريم جواد إلخ ...... وكذلك يدل على الإحسان والإنعام حينئذ اثبات الرحمة لا يلزم منه نفى الإحسان لكن الذى يكون من باب التحريم عند أرباب التعطيل أن يجعل الرحمن مدلوله المطابق هو إرادة الإحسان والإنعام هذا الذى ينكر فإذا قيل الرحمن الأصل إنما هو الرحمة ولا يعقل منها إلا رحمة المخلوق إذن هو مجاز من باب اطلاق المجاز وإرادة اللازم، إذن فسروا المعنى بماذا بالازم وهذا باطل وإنما نثبت الرحمن وهو دال على صفة حقيقية ثابتة لله عز وجل تليق بجلالة لا تماثل رحمة المخلوقين ومن لازمها الإحسان والإنعام هذا لا تنافى فيه لابد منه لكن أن يكون مدلول اللفظ هو اللازم هذا الذى يكون ممتنعاً واختلف فى الجمع بينهما فقيل المراد بالرحمن الذى وسعت رحمته كل شئ فى الدنيا لأن صيغة فعلان تدل على الإمتلاء والكثرة وهذا الذى أشار إليه الشارح الرحمن أبلغ من الرحيم لأنه جاء على وزن فعلان وفعلان فيه زيادة على الرحيم من حيث استعمال العرب لمادة فعلان بما يدل على الإمتلاء والكثرة والرحيم أقل عدداً من حيث الحروف من الرحمن لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى إذن الرحمن أوسع حينئذ تعم رحمته كل شئ فى الدنيا والرحيم يختص بالمؤمنين فى الآخر وقيل العكس وابن القيم رحمه الله تعالى ير أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات فهى صفة ذاتية والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فهى صفة فعلية وذلك إذا اجتمعا

الحمد: اشتهر الحمد فى اللغة أنه الثناء الجميل على الجميل الإختيارى على جهة التعظيم خرج به ما كان على جهة الخوف مثلاً أو على جهة ليس هى جهة التعظيم فلا يسمى حينئذ حمداً وإن سمى مدحاً، وعرفاً فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره وهذا فيه خلل بقوله إنه منعم على الحامد حينئذ إذا تعلق الحمد بالخالق جل وعلا فإنه يحمد من حيث إنه منعم يعنى يحمد على الصفات المتعدية دون الصفات اللازمة كالكبرياء والتعالى ونحو ذلك وهذا غلط إنما يحمد الله سبحانه على صفاته مطلقاً سواء كانت الصفات لازمة لاتتعدى إلى المخلوق أو كانت الصفات متعدية ولها أثر على المخلوق، والشارح فسره بتفسير موجود فى كتب أهل العلم والوصف بجميل الصفات إذن الصفات الجميلة من باب إضافة الصفة إلى الموصوف على الجميل الإختيارى لا الجميل القهرى كالجمال ونحوه فإن الوصف به والثناء عليه لا يسمى حمداً إنما يسمى مدحاً على جهة التعظيم إن كان الوصف بجميل الصفات على الجميل الإختيارى لا على جهة التعظيم حينئذ لا يكون حمداً إنما يكون مدحاً، وشيخ الإسلام بن تيمية يرى أن المدح هو ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله وهذا معنى جيد.

(ثابت) أراد الشارح أن يبين لك متعلق الجار والمجرور يعنى خبر المحذوف والحمد مبتدأ خبره لله، هل لله بعينه هو الخبر؟ لا وإنما هو الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر تقديره ثابت، إذن هذا تصريح وهذا من فوائد المتن أنه يذكر لك أثناء الشرح المتعلقات أو المحذوفات.

(لله) اللام للإختصاص أو للإستحقاق وضابط التى تكون للإختصاص أن تقع بين ذاتين وتدخل على من لا يملك أو ما لا يملك الحصير للمسجد الباب للدار دخلت اللام هنا بين ذاتين حصير والمسجد ودخلت على مالا يملك المسجد لا يصح منه الملك والملِك إنما هو من شأن العقلاء،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير