تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دالة على الثبات والدوام، قام زيد هذا لا يدل على أن زيد قائم مطلقاً وإنما فى وقت دون وقت إذن هناك فرق بين الجملة الإسمية والجملة الفعلية هنا قال الحمد لله أى الحمد الدائم الثابت لله تعالى، وقدم لفظ الحمد على لفظ الجلالة لرعاية المقام للأصل، لأنه مبتدأ ولله هذا خبر والأصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر ولرعاية المقام وإن كان لفظ الجلالة أهم بالتقديم لذاته لفظ الجلالة الله أهم بلا شك لأنه هو المحمود فالأصل قل لله الحمد، لكن نقول هنا قدم أولاً لأن الأصل فى المبتدأ أن يتقدم ثم رعاية للمقام لأن المقام هنا أنه أراد أن يحمد الله تبارك وتعالى إذن الحمد مقدم فرعاية المقام أنسب للبلاغة إذ هى مطابقة الكلام لمقتضى المقام وهذا يأتى بحثه فى موضعه (الذى) نعت (أخرجا) الألف هذه للإطلاق أى أظهر وأوجد والإظهار والإيجاد متقاربان.

(نتائج) مفعول لقوله أخرجا، والموصول مع صلته فى قوة المشتق يعنى الحمد لله المخرج، جمع نتيجة وهى قضية لازمة لمقدمتين فأكثر كقولنا العالم حادث هذه قضية لازمة لقولنا العالم متغير وكل متغير حادث هذا سيأتى فى باب القياس

إن القياس من قضايا صورا،،، مستلزم بالذات قولاً آخرا

المراد هنا أنه جاء بلفظ النتائج وهو جمع نتيجة وهى من اصطلاح المناطقة حينئذ يكون فى نظمه براعة استهلال، الحمد لله الذى قد أخرجا نتائج الفكر، نتائج والفكر هذه ألفاظ يستعملها المناطقة حينئذ صار فى الكلام براعة استهلال وأما النتيجة وضبطها سيأتى فى محله.

(نتائج الفكر) مضاف ومضاف إليه والفِكْر بكسر الفاء وإسكان الكاف يطلق على المفكر فيه مجازاً وعلى حركة النفس فى المعقولات، النفس المراد بها الذهن والمعقولات جمع معقول وهو الشئ المدرك قلنا العقل الذى يكون به الإدراك أى ألة الإدراك، يدرك الشئ المدرك حينئذ المُدرِك يسمى عقلاً والمُدرَك يسمى معقولاً، حركة النفس أى الذهن والعقل فى المعقولات أى انتقالها من المباده إلى المطالب هذا تفسير للحركة وهذا سيأتى بحثة فى باب النظر من جهة التوسم، وعلى النظر أن يطلق الفكر على النظر الإصطلاحى اصطلاحاً فيعرف الفكر على الأخير بأنه ترتيب أمور معلومة للتوصل بها إلى أمر مجهول سواء كان تصورياً أو تصديقياً فالأمور المعلومة المقدمتان الصغرى والكبرى والأمر المجهول هو النتيجة كما تقدم تمثيلة على متغير وكل متغير حادث إذن العالم حادث هذا سيأتى بحثه فى محلة.

(لأرباب) متعلق بقوله أخرجا.

(من سماء العقل) يعنى من العقل الذى هو كالسماء.

يذكر بعض النحاة أن البدل قد يكون فى الجار والمجرور أى أزال الله عن عقلهم الذى هو كالسماء فألف العقل بدل عن الضمير على مذهب الكوفيين من جواز ذلك ويمنعة البصرييون، وشبه العقل بالسماء لأنه محل لطلوع شموس المعارف المعنوية كما أن السماء محل لظهور شموس الإشراق الحسية السماء هى محل لطلوع الشمس والشمس فائدتها الإشراق الحسى يعنى يدرك بالشمس الأشياء الحسية تكون الأشياء فى ظلمة ثم تطلع الشمس فتدرك بها الأشياء المحسوسة، كذلك العقل يدرك به الأشياء المعنوية وهذا تشبيه حسن فهو شبه العقل بالسماء لأنه محل لطلوع شموس المعارف المعنوية من جهة العقل تصدر المعارف المعنوية كما أن السماء محل لظهور شموس الإشراق الحسية حينئذ يكون من باب إضافة المشبه به إلى المشبه.

الناظم رحمه الله تعالى لما جمع بين اللفظين الشرعيين الإسلام والإيمان حينئذ خص الإيمان بأعمال القلوب وخص الإسلام بأعمال الجوارح وهو كذلك مسلم له هذا إذا اجتمعا، وأما إذا اطلق كل واحد منهما دخل الآخر فيه فإذا اطلق الإيمان دخل فيه أعمال الجوارح وإذا اطلق الإسلام دخل فيه أعمال القلوب، إذا اجتمعا افترقا وإذا فترقا اجتمعا، فالإيمان تصديق القلب هذا هو الركن الأول.

من بدع الصوفية القول بأن رسالة النبى صلى الله عليه وسلم عامة لسائر الأمم والرسل نواب عنه أى أن نوح عليه السلام نائب عن النبى صلى الله عليه وسلم وعيسى نائب عنه صلى الله عليه وسلم هذا من غلو الصوفية فى النبى صلى الله عليه وسلم.

قاعدة عند النحاة والبيانيين وهى أن ربط الكلام بعضة ببعض وجعله مترابطاً فى سياق واحد أولى من فصل الجمل لأنك إذا قلت بخير محمدٍ جعلته كأنه جملة واحدة جعلت الكلام سياقاً واحدة إذن أوله وأوسطه وآخره فى سياق واحد وأما إذا قلت هو محمدٌ قطعت الكلام إذن نقول تعداد الجمل ليس أولى من وصل الجمل بعضعها ببعض عندها يكون محمدٍ أرجح من محمدٌ، وأما المعنى هنا هو معلوم من كونه نبيناً رسولاً.

(وبعد) الواو هذه نائبة عن أما النائبة عن مهما، مهما أسم شرط على الصحيح، حذفت هى وفعلها وأقيم الحرف أما مقامها فضمن معنى الشرط، ثم حذفت أما وأقيمت الواو مقامها وهذا فيه بعد.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير