تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما عدم ظهوري إعلاميا في مجال الفتوى فما دام المسلم مكفياً ويقوم غيره بالواجب فهذا من فضل الله عليه وأسلم له في دينه ودنياه، والفتوى المباشرة ذات مسؤولية عظيمة وحملها ليس بهين، وكم من شخص صدرت منه فتوى خاطئة طبقت الآفاق سيحمل وزرها يوم القيامة. فإلى الله المشتكى ممن يتصدرون وهم ليسوا أهلاً لذلك.

الحكم على المصالح والمفاسد

* لوحظ في الفترة الحالية انتشار أنواع كثيرة من أساليب اللعب والترفيه في جميع طبقات المجتمع، مثل اللعب بالسوني (البلاي ستيشن) واللعب بالورق وغيرها، ولوحظ أيضاً إدخال القنوات الإسلامية التي تعرض فيها صور المذيعين والمنشدين بصور براقة على الرجال والنساء في ظل هذا الانفتاح الهائل غير المعهود ولا المسبوق، هل يعد إدخال مثل هذه الأمور من باب المصالح والمفاسد، فالمجتمع لم يعد مغلقاً كما كان، والمغريات تزداد يوماً بعد يوم، وهل ترى شيخنا أن هذه الأمور مما يصح أن يقال فيها (بعض الشر أهون من بعض)؟

ــ المسلم العاقل هو الذي يستطيع أن يحكم على الأمور بحكمة وأناة، والمصالح والمفاسد كثيرة ولكن مقياس الحكم عليها يرجع إلى النظر فيها، فيقدم المصلحة على المفسدة في الوقت المناسب، ويدرأ المفسدة إذا كانت لا تعود بمصلحة. والوسائل الترفيهية الآن أصبحت في متناول الكثير من المسلمين وهذا بسبب الانفتاح العظيم على العالم، فتيسرت أسباب الحصول عليه، وأصبح كل بيت لا يخلو من هذه الوسائل، ولكن من الذي يستطيع أن يستفيد منها وأن يوجهها التوجيه الشرعي الصحيح لكي يحفظ نفسه وأهله وأولاده من أضرارها؟ هذا يحتاج إلى النظر في تلك الأمور بعين البصيرة لكي نستطيع أن نحكم عليها، والواقع أن تلك الألعاب التي تدخل بيوت المسلمين تعود بالضرر العظيم على الناشئة دينياً ونفسيا وصحياً، وهذا هو المشاهد بسبب التأثيرات القوية لهذه الألعاب، ولقد رأينا ما سببته هذه الألعاب لبعض الناشئة من الوقوع في المحرمات، وارتكاب الجرائم، وحب العنف والحرص عليه، بل وتسببت تلك الوسائل في إضعاف البنية الجسمانية لبعض الناشئة، وضعف النظر بسبب الجلوس أمامها بالساعات الطويلة.

فينبغي على أولياء الأمور النظر في ذلك لكي يحفظوا أولادهم من تلك الأضرار الخطيرة، وأهمها حفظهم من سلوك طريق الجريمة والعنف. وأما القنوات الإسلامية فالذي أراه أنه لا حرج على المسلم في إدخالها لبيته ما دام أنها تنشر الخير وليس فيها منكرات، مع الحرص على التوجيه لأفراد الأسرة للاستفادة من تلك القنوات بما يعود عليهم بالخير. وعلى القائمين على تلك القنوات أن يقللوا من المؤثرات في عرض المذيعين والمنشدين وغيرهم بصور جذابة فاتنة لكي يكونوا عامل بناء للشباب والفتيات لا عامل هدم في أخلاقهم.

حاضر التعليم الشرعي

* عبر السنوات الكثيرة التي قضيتموها بين جنبات الجامعة ومع طلاب العلم فكيف تقيمون مستويات التعليم الشرعي في وقتنا الحاضر؟ وهل من كلمة لطلاب العلم حول ذلك؟

ــ التعليم الشرعي له مكانته وشأنه، وهذا يرجع إلى قوة الدراسة على مستوى الجامعات الشرعية، ووجود المتخصصين في العلوم الشرعية، ورغبة الطلاب في التحصيل الجاد، والحمد لله أن الذين يتخرجون من الجامعات الشرعية تستفيد منهم الأمة استفادة كبيرة حيث ينتفع بهم في القضاء، والتعليم، والخطابة، وغير ذلك من المجالات الهامة والضرورية. أما الآن فقد قلت الرغبة في التحصيل العلمي الشرعي بسبب الحرص على الشهادة فقط، وضعف النية عند الطالب في نفع نفسه ومجتمعه وأمته، وأصبح التعليم من أجل تحصيل المؤهلات للحصول على الوظائف فقط إلا من رحم الله منهم، وهذا يحتاج إلى مراجعة النفس وتصحيح النيات، والحرص على نفع الأمة، ويكفي شرفاً وفخراً لطالب العلم قول النبي في الحديث الصحيح من يرد الله به خيرا يفقه في الدين (رواه أحمد)، وقوله ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة (رواه مسلم).

فليحرص الطلاب على التحصيل الجاد، وإخلاص النية والعمل لله، والاجتهاد في بذل الأسباب التي من شأنها رفع مكانة الأمة بين مثيلاتها من الأمم، ومن أجل نشر دعوة الإسلام بين العالمين.

الارتقاء بالفقهاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير