مدير مدرسة رياض العلوم في دهلي، قرأ عليه شيخنا ولازمه حال زياراته للحرمين، وكذا في دار الوجيه محمد نصيف بجدة، فقرأ عليه نحو عشرين جزءاً من صحيح البخاري، وثلاثة أرباع صحيح مسلم، وأطراف السنن الأربعة، وكانت بعض قراءة الصحيحين بحضرة الوالد الشيخ عبد الحق في المسجد الحرام.
ومنحه الشيخ البستوي إجازته العامة المطولة في مكة سنة 1383، بروايته عن مشايخه الخمسة: أحمد الله الدهلوي، وعبد الرحمن المباركفوري، وشرف الدين بن إمام الدين الكجراتي ثم الدهلوي، وعبيد الله الأتاوي ثم الدهلوي، وعبد الرحمن الفنجابي ثم الدهلوي، وخمستهم يروون عن السيد نذير حسين، إلا شرف الدين فإنه أخذ عن عبد الحق الملتاني وعبد الوهاب الضرير ومحمد بشير السهسواني، ثلاثتهم عن نذير.
ثم ذيّل المجيز على الإجازة بعد سنوات بخطه قائلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده ونصلي على رسوله الكريم، أما بعد: فإن المجاز لاقاني مرة أخرى في مكة المكرمة عام ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين في موسم الحج، واستفاد مني في علوم الدينية والفوائد العامة في المسجد الحرام، واختبرته في العلوم، فوجدته فيها متيقظا جيداً حاذقا في ترويج الدين والإشاعة الشرعية [المـ .. ؟] والإرشاد والدعوة إلى التوحيد وإلى اتباع السنة النبوية، نسأل الله تعالى التوفيق له في جميع الأشياء. عبد السلام البستوي السلفي، مدير مدرسة رياض العلوم، دهلي، الهند، المؤرخة 20 ذو الحجة سنة 1389هـ».
قلت: والعلامة عبد السلام من كبار تلاميذ أحمد الله، وقرأ عليه الصحيحين وسنن أبي داود وغيرها، وله حسنة عظيمة، ذلك أنه لما حصل تقسيم الهند، وهاجر كثير من المسلمين إلى أرض باكستان، وأقفرت دهلي من علمائها ومحدّثيها، وتوقفت مدارس أهل الحديث فيها، وعلى رأسها الرحمانية والنذيرية: بقي فيها العلامة عبد السلام، وصبر رغم ذهاب مكتبته وبعض مؤلفاته في الحادثة، وأسس دار الحديث المسماة مدرسة رياض العلوم، وساهمت في إبقاء الحديث والعلم الشرعي في دهلي، وأفرغ فيها جهوده، وبقي مديراً للمدرسة حتى وفاته، وقام بها بعده ابنه شيخنا عبد الرشيد الأزهري (المتوفى يوم الخميس 16/ 11/1427 رحمه الله تعالى)، وواصل جهود أبيه، حتى صارت المدرسة من أهم المدارس الإسلامية هناك، وأضحت جامعة يُعترف بشهادتها في الأزهر وغيره، ويسر الله زيارتها سنة 1426.
وللشيخ عبد السلام شرح على سنن ابن ماجه (بالعربية، وفقد في حادثة دهلي)، وشرح وترجمة المشكاة بالأوردية (أتم أواخره ابنه الشيخ عبد الرشيد)، وشرح وترجمة مقدمة مسلم، ومؤلفات أخرى.
ولد الشيخ عبد السلام سنة 1326، وتوفي أوائل سنة 1394، رحمه الله تعالى.
4 - الشيخ الحافظ أبو الحسن محمد عبد الله بن عبد الكريم بَدْهي مالَوي الفنجابي:
المدرس بدار الحديث وحفظ القرآن بفيصل آباد، لقيه شيخنا بمكة المكرمة سنة 1393، واختبره في العلوم، وقرأ شيخنا عليه طرفا من تفاسير ابن جرير وابن كثير والجلالين، وطرفا من الموطأ والبخاري ومسلم والسنن الأربعة وغيرها، ومن ديوان الحماسة، ثم كتب له إجازتين إحداهما بتاريخ 9/ 5/1396، والأخرى بنفس السنة دون تحديد اليوم، وقال في الأولى: «وإني جربته مراراً فوجدته جيداً».
ويروي الحافظ أبو الحسن عن الحافظ محمد الجوندلوي، ومحمد علي اللكهوي، كلاهما عن عبد المنان الوزير آبادي. والجوندلوي عن عبد الجبار، وعبد الأول، وعبد الغفور الغزنويين.
ويروي الحافظ أبو الحسن أيضا عن عبد الجبار الكهنديلوي، عن عبد الرحمن المباركفوري.
ويروي أيضا عن عطاء الله اللكهوي وتلميذه مولانا محمد سليم، كلاهما عن عبد القادر اللكهوي، عن عبد الجبار الغزنوي.
ويروي أيضا عن والده عبد الكريم، عن عبد الرحمن البدهي مالوي، عن عبد الوهاب الملتاني ثم الدهلوي، ستتهم (عبد المنان، والغزنويون، والمباركفوري، والملتاني) عن نذير حسين، ولبعضهم شيوخ غيره.
5 - الشيخ المحدّث المعمر شمس الحق بن عبد الحق المُلْتاني:
¥