[نقد طبعة (فتح الباري برواية ابي ذر) لشيبة الحمد]
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 02, 02:35 ص]ـ
هذا النقد من ثمرات المطابع:
القسم الأول: الملاحظات الشكلية:
1 - جاء على غلاف العنوان لكتاب هدي الساري قول الناشر " تحقيق وتعليق عبدالقادر شيبة الحمد " فأين التحقيق؟! وأين التعليق؟! وأين النسخ التي اعتمد عليها المحقق في ذلك؟! وكيف يكون ذلك وعمل المحقق متوجه أصلاً إلى متن الصحيح ولا علاقة له بهدي الساري؟!.
2 - جاء على غلاف العنوان لكل جزء من أجزاء فتح الباري قول الناشر " تحقيق وتعليق عبدالقادر شيبة الحمد " الأمر الذي يوهم بأن التحقيق والتعليق متوجه إلى كتاب فتح الباري لا إلى متن الصحيح.
3 - عندما جمع المحقق حفظه الله بين رواية أبي ذر الهروي للصحيح وبين فتح الباري في هذه الطبعة لم يشر بارك الله فيه إلى أن غاية ما قام به هو إخراج رواية أبي ذر الهروي وضمها إلى كتاب فتح الباري والذي اقتصر فيه المحقق على طبعة مصورة عن طبعة المكتبة السلفية الثانية الصادرة بعناية قصي محب الدين الخطيب رحمه الله ولم يكن هناك أدنى إشارة إلى أن فتح الباري مأخوذ بالتصوير.
4 - حذف تعليقات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على فتح الباري مع الحاجة إليها وقد اعتذر المحقق في مقابلة له عن عدم نشر تعليقات الشيخ.
القسم الثاني من الملاحظات: ملاحظات على عمل المحقق والنسخ التي اعتمد عليها في التحقيق.
1 - أن النسخة التي اعتمد عليها المحقق وهي نسخة المسجد النبوي ليست هي نسخة أبي على الصدفي التي بخطه وإنما هي نسخة ابن سعادة التي قرأها على ابن علي الصدفي وهذا الذي يظهر للمتأمل والمقارن بين نسخة المسجد النبوي ونسخة الصدفي التي وصفها الرحالة ونقل عنهم ذلك الكتاني في فهرس الفهارس، وهنا أذكر وصفاً دقيقاً لنسخة الصدفي التي كتبها بخطه لتحصل المقارنة بين النسختين وليحرص على البحث والتنقيب عنها. ووصف النسخة كما يلي:
- النسخة في جلد (سفر واحد مدموج (في نحو من ست عشرة كراسة).
- الكتابة غير منقوطة على عادة الصدفي في كتبه (إلا ما قل).
- في الهامش منها كثرة اختلاف الروايات والرمز عليها.
- في آخره سماع عياض وغيره من الشيخ بخطه.
- في أوله كتابة بخط ابن جماعة والحافظ الدمياطي وابن العطار والسخاوي قائلاً: " هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبني عليه شرحه الفتح واعتمد عليه لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها الحرمين ومصر والشام والعراق والمغرب فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة ولقد بذلت لمن اشتراه في عدة كتب من أهل طرابلس المغرب باصطنبول بثمن تافه صرة ذهب فأبى من بيعه وبقي ضائعاً في ذلك القطر، وكان من مدح ابن العطار له بخطه ما نصه:
" قد دام بالصدفي العلم منتشراً وجل قدر عياض الطاهر السلفي
و لا عجب إذا أبدى لنا درا مالدرر مظهرة إلا من الصدفي.
قال ابن العطار: وقلت أيضا في سيدنا ومولانا قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة وقد حملت هذه النسخة لمجلسه بالصالحية في العشر الأول من رجب سنة 802 فنظر فيها وقال: لو كتبت نسخة واضحة بخط حسن وقوبلت على هذه لكان أحسن لأن كاتبها رجل جليل القدر.
رأى البخاري بخط الحافظ الصدفي قاضي إمام النبل والسلف
مجال واسطة العقد الثمين له ولا عجيب بميل الدر للصدف
-في كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة.
- كلها مكتوبة بالسواد لا حمرة بها أصلاً.
- بداية النسخة ما نصه: " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله علي سيدنا محمد نبيه كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عند تمام كل حديث صورة {أ هـ}.
- بآخرها عند التمام: آخر الجامع الصحيح الذي صنفه أبو عبدالله البخاري رحمه الله والحمد لله على ما منّ به وأياه أسأل أن ينفع به وكتبه حسين بن محمد الصدفي من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة والحمد لله كثيراً كما هو أهل وصلواته على محمد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم كثيرا أثيراً.
- على ظهرها: كتاب الجامع الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه تصنيف أبي عبدالله محمد بن يوسف الفربري عنه رحمه الله لحسين بن محمد الصدفي.
- وأيصاً على ظهرها: هذه النسخة جميعها بخط الإمام أبي علي الحسين بن محمد شيخ القاضي عياض.
ويمكن البحث عن هذه النسخة:
1 - في بعض مكتبات أوروبا.
2 - في خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس.
3 - في مكتبة الشيخ سيدي أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي يجغبوب.
2 - لما كانت نسخة المسجد النبوي (التي هي نسخة ابن سعادة) ناقصة وكذلك النسخة الأزهرية إضافة إلى أنها غير معروفة النسب كان لزاماً على المحقق للقيام بهذا المشروع العظيم أن يبحث عن نسخ أخرى يستعين بها على التوثيق والتدقيق في تراجم الكتب والأبواب والأحاديث والروايات علماً بأنه يمكن البحث عن نسخة ابن سعادة في:
أ / مكتبة القرويين في فاس.
ب / مكتبة المدرسة العليا بالرباط.
2 - لم يقارن المحقق بين نسخة أبي ذر الهروي وغيرها من النسخ المشهورة كاليونينية والتركية (دار الطباعة العامرة) فضلاً عن مقابلة عمله مع عمل القسطلاني الدقيق الذي قام به في إرشاد الساري، أو عمل الحافظ من خلال الألفاظ المشروحة التي يثبتها ممزوجة بشرحه أو ما يشير إليه من اختلاف الروايات أثناء الشرح.
3 - إن كتابا بهذا الحجم وله من الشهرة والأهمية ماله وكله أحاديث وروايات لا نجد فروقاً بين نسخة الخطية أمر مستحيل وقوعه لمن له أدنى معرفة بالمخطوطات وتحقيقها. والغريب أنك لا تجد في الكتاب أي ذكر لهذه الفروق. وانظر في ذلك الملاحظات في صلب التحقيق.
¥