تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 04 - 02, 12:42 م]ـ

ثالثاً: أن مسائل إسحاق بن منصور تعتبر في الغالب عمدة في المذهب الحنبلي حيث بنى عليها الراجح من الأقوال.وقد أحال الباحث إلى قريب من تسعين مسألة في القسم المحقق توافق ما عليه المذهب.

رابعاً: أن مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثالهما، ممن ذكروا في صلب الرسالة كسفيان الثوري وغيره تعتبر من أقدم مسائل الخلاف في الفقه بين علماء القرون المفضلة الذين اجتمعت لهم الإمامة في الحديث والفقه، وتمتاز هذه المسائل بأنها دونت عنهم مباشرة وأن كل واحد منهم حينما يقول رأيه في حكم مسألة ما، فإنما يعتمد على دليل بلغه، وترجح عنده العمل به، ولم يكن خلافهم في بعض المسائل لمجرد الرغبة المخالفة، كما لم تكن أقوالهم وفتاواهم مبنية على الرأي، بل إن كل واحد منهم كان ينهى عن ذلك، ويدعوا إلى موافقة الدليل الصحيح، وقد شدد إسحاق بن راهويه نقده لأصحاب الرأي حيث انفرد بمناقشة أقوالهم والرد عليهم في آخر المسائل الواردة في نهاية كتاب البيوع.

التقويم: هذا النوع من التصنيف يعد من أوثق وأهم المصادر التي يعتمد عليها في نقل أقوال الأئمة المعتبرين، وقد اشتهر الحنابلة المتقدمون به وعنوا بذلك عناية فائقة، وذلك لامتناع إمام المذهب عن التصنيف في المسائل، فأرادوا حفظ فقهه وفتاواه.قال العلامة ابن الجوزي - رحمه الله - في ذلك " وكان ينهى الناس عن كتابة كلامه فنظر الله إلى حسن قصده، فنقلت ألفاظه وحفظت، فقل أن تقع مسألة إلا وله فيها نص من الفروع والأصول، وربما عدمت في تلك المسألة نصوص الفقهاء الذين صنفوا وجمعوا " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - " كلام أحمد كثير منتشر جدا، وقل من يضبط جميع نصوصه في كثير من المسائل، لكثرة كلامه وانتشاره وكثرة من كان يأخذ العلم عنه " واجتهد أولئك المصنفون في ذلك اجتهادا كبيرا- حتى صنف بعضهم في المسائل التي حلف عليها أحمد - وكثروا حتى عد المرداوي منهم - في خاتمة الإنصاف - مائة وواحدا وثلاثين ناقلاً للمسائل.ثم جاء أبو بكر الخلال (ت 311هـ) فأربى على الغاية بتصنيفه الجامع لعلوم الإمام أحمد (وقد طبع منه السنة و الوقوف و الترجل وأحكام النساء وأحكام أهل الملل و الزنادقة وتارك الصلاة والفرائض)،ومع ذلك بين شيخ الإسلام ابن تيمية أنه بالرغم من أن الخلال " قد طاف البلاد وجمع من نصوصه (أي أحمد) في مسائل الفقه نحو أربعين مجلداً " إلا أنه " فاته أمور كثيرة ليست في كتبه " وبين الشيخ أن جمعه جاء شاملا لعلوم كثيرة في أصول الدين وأصول الفقه والحديث وأعمال القلوب والكلام في الرجال ومع ذلك " فهو مع كثرته لم يستوعب ما نقله الناس عنه ".

وهذه الكتب ليست على درجة واحدة،بل تتفاوت تبعاً لمنزلة جامعها وتحريره للمسائل وضبطها وعنايته بمراجعة الإمام فيها.

وتمتاز مسائل الكوسج بميزتين:

أولاهما: جمعها مع مسائل أحمد مسائل أئمة لم تدون مذاهبهم كابن راهويه والأوزاعي والثوري.قال شيخ الإسلام " كان يسأله إسحاق بن منصور وغيره عن مسائل سفيان الثوري وغيره ".

والثانية: أنه دونها عن الإمام ثم لما بلغه إنكار أحمد لها رحل إليه وعرضها عليه فأقرها، قال أبو عبد الله ابن حامد - إمام المذهب - " رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يلين القول في كتاب إسحاق بن منصور، ويقول: إنه يقال إن أبا عبد الله رجع عنه، وهذا قول من لاثقة له بالمذهب، إذ لا أعلم أن أحدا من أصحابنا قال بما ذكره ولا أشار إليه، وكتاب ابن منصور أصل بداية حاله تطابق نهاية شأنه، إذ هو في بدايته سؤالات محفوظة ونهايته أنه عرض على أبي عبد الله فاضطرب لأنه لم يكن يقدر أنه لما يسأله عنه مدون، فما أنكر عليه من ذلك حرفا ولا رد عليه من جواباته جوابا، بل أقره على ما نقله أو وصف مارسمه، واشتهر في حياة أبي عبد الله ذلك بين أصحابه فاتخذه الناس أصلا إلى آخر أوانه ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير