وأما قوله ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين المدثر وقال في آية أخرى فويل للمصلين الماعون فقالوا إن الله قد ذم قوما كانوا يصلون فقال ويل للمصلين وقد قال في قوم إنهم إنما دخلوا النار لأنهم لم يكونوا يصلون فشكوا في القرآن من أجل ذلك وزعموا أنه متناقض قال وأما قوله فويل للمصلين عنى بها المنافقين الذين هم عن صلاتهم ساهون حتى يذهب الوقت الذين هم يراؤون الماعون يقول إذا رأوهم صلوا وإذا لم يروهم لم يصلوا وأما قوله ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين المدثر يعنى الموحدين المؤمنين فهذا ما شكت فيه الزنادقة المسألة الرابعة
وأما قوله عز وجل خلقكم من تراب فاطر ثم قال من طين لازب الصافات ثم قال من سلالة المؤمنون ثم قال من حمإ مسنون الحجر ثم قال من صلصال كالفخار الرحمن فشكوا في القرآن وقالوا هذا ملابسة ينقض بعضه بعضا نقول هذا بدء خلق آدم خلقه الله أول بدء من تراب ثم من طينة حمراء وسوداء وبيضاء من طينة طيبة وسبخة فكذلك ذريته طيب وخبيث أسود وأحمر وأبيض ثم بل ذلك التراب فصار طينا فذلك قوله من طين فلما لصق الطين بعضه ببعض فصار طينا لازبا بمعنى لاصقا ثم قال من سلالة من طين المؤمنون يقول مثل الطين إذا عصر انسل من بين الأصابع ثم نتن فصار حمأ مسنونا فخلق من الحمأ فلما جف صلصالا كالفخار يقول صار له صلصلة كصلصلة الفخار له دوى كدوى الفخار فهذا بيان خلق آدم وأما قوله من سلالة من ماء مهين السجدة فهذا بدء خلق ذريته من سلالة يعنى النطفة إذا انسلت من الرجل فذلك قوله من ماء يعنى النطفة مهين يعني ضعيف فهذا ما شكت فيه الزنادقة
المسألة الخامسة
وأما قوله رب المشرق والمغرب الشعراء رب المشرقين ورب المغربين الرحمن ورب المشارق والمغارب المعارج فشكوا في القرآن وقالوا كيف يكون هذا من الكلام المحكم أما قوله رب المشرق والمغرب فهذا اليوم الذي يستوي فيه الليل والنهار أقسم الله بمشرقه ومغربه وأما قوله رب المشرقين ورب المغربين فهذا أطول يوم في السنة وأقصر يوم في السنة وأقسم الله بمشرقهما ومغربهما وأما قوله رب المشارق ورب المغارب فهو مشارق السنة ومغاربها فهذا ما شكت فيه الزنادقة
المسألة السادسة
وأما قوله وإن يوما ثم ربك كألف سنة مما تعدون الحج وقال في آية أخرى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فييوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون السجدة وقال في آية أخرى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا المعارج فقالوا فكيف يكون هذا الكلام المحكم وهو ينقض بعضه بعضا قال أما قوله وإن يوما ثم ربك كألف سنة مما تعدون فهذا من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض كل يوم كألف سنة وأما قوله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة وذلك أن جبرائيل كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ويصعد إلى السماء في يوم كان مقداره ألف سنة وذلك أنه من السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام فهبوط خمسمائة وصعود خمسمائة عام فذلك ألف سنة وأما قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة يقول لو ولى نجاسة الله ما فرغ منه في يوم مقداره خمسون ألف سنة ويفرغ الله منه مقدار نصف يوم من أيام الدنيا إذا أخذ في نجاسة الخلائق فذلك قوله وكفى بنا حاسبين الأنبياء يعني سرعة الحساب ..... ******
قال أبو عبد المعز: وتستمر الردود على هذه الوتيرة .. فلا نجد ذكرا او نقلا من عالم من السلف قبل الامام احمد ولا لابن عباس حبر الامة نفسه .. بل ولا نجد لفظة" والله اعلم" فهل هذا الذى عناه الحافظ الذهبي –رحمه الله- عندما اشار الى أن فى الكتاب-الرد على الزنادقة والجهمية- أشياء لا يمكن أن تكون من كلام الامام احمد نظرا لما عرف عنه رحمه الله من التقوى والورع ...
أرجو من المهتمين من الاخوة المساهمة فى البحث ..
ـ[مؤمن 33]ــــــــ[17 - 06 - 02, 05:07 ص]ـ
الأخ أبو عبد المعز وفقه الله
هذا نص الإمام الذهبي في السير 11/ 287: لا كرسالة الإصطخري ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فإن الرجل كان تقيا ورعا لا يتفوه بمثل ذلك ولعله قاله.
وأظنك أشرت إليه في مقالك المتين السابق.
والله الموفق
ـ[زين العابدين]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام أبو عبد المعز و مؤمن , وفقهم الله تعالى إلى كل خير في الدنيا والآخرة: حقيقة أنصحكم وأنصح جميع الأخوة ممن أهتم بهذا الموضوع أن يطالعوا مقدمة تحقيق كتاب " الرد على الزنادقة والجهمية " للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) بتحقيق الشيخ دغش بن شبيب العجمي , من صفحة 85 إلى صفحة 116 , من نشر دار غراس بالكويت.
فستجدون إن شاء الله تعالى كلام وافي وشافي عن صحة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام أحمد رحمهُ الله تعالى, وتوثيق النسبة إليه , وكذلك الرد على من شكَّ في صحة نسبة الكتاب له.
والله المستعان , والسلام عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته.
¥