تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 ـ ترك المعاصي، قال محمد بن النضر: سمعت يحيى بن يحيى يقول: سأل رجل مالك بن أنس: ياأبا عبد الله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي.

وقال بشر بن الحارث: إذا أردت أن تلقن العلم فلا تعص.

وقال علي بن خشرم: سألت وكيعاً، قلت: ياأبا سفيان تعلم شيئاً للحفظ؟ قال: أراك وافداً، ثم قال: ترك المعاصي عون على الحفظ.

وقال بعضهم ـ وينسب للشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصِ

3 ـ الصدق في اللجأ إلى الله سبحانه ومراعاة حدوده.

قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} (محمد ـ7) وقال تعالى: {فاذكروني أذكركم} (البقرة ـ 152) وقال تعالى: {وأوفوا بعهدي أُوف بعهدكم} (البقرة ـ 40).

4 ـ تطييب الكسب وإصلاح الغذاء وإقلال الطعام.

5 ـ الجد والمواظبة. قال بعضهم.

ومن طلب العلا سهر الليالييغوص البحر من طلب اللآليلأجل رضاك يامولى المواليوبلغني إلى أقصى المعالي (1) بقدر الكد تكتسب المعاليتروم العز ثم تنام ليلاًتركت النوم ربي في اللياليفوفقني إلى تحصيل علم

الحث على الحفظ:

قال ابن عبد البر ـ رحمه الله تعالى ـ في جامع بيان العلم وفضله:

من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين، أحدهما: أن لا يتخذ مع القرآن كتاب يضاهي به، ولئلا يتكل الكاتب على ماكتب فلا يحفظ فيقلّ الحفظ، كما قال الخليل ـ رحمه الله ـ:

ما العلم إلا ماحواه الصدر ليس بعلم ماحوى القمطر

وذكر بإسناده إلى أبي معشر أنه قال في الحفظ:

ماقد روى تضارع المصاحفا ياأيها المضمن الصحائفا

احفظ وإلا كنت ريحاً عاصفا

وقال أعرابي: حرف في تامورك، خير من عشرة في كتبك. قال أبو عمر: التامور: علقة القلب، وذكر بإسناده إلى يونس بن حبيب أنه سمع رجلاً ينشد:

وبئس مستودع العلم القراطيس استودع العلم قرطاساً فضيعه

فقال يونس: قاتله الله، ماأشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ.

إن علمك من روحك، وإن مالك من بدنك، فصن علمك صيانتك روحك، وصن مالك صيانتك بدنك.

ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله:

علمي معي حيثما يممت أحمله

بطني وعاء له لابطن صندوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي

أو كنت في السوق كان العلم في السوق (1)

وقال عبد الرزاق: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علماً.

وقال عبيد الله بن أحمد الصيرفي:

ماالعلم إلا ماحواه الصدروزينة جليلة وقدر ليس بعلم ماحوى القمطرفذاك فيه شرف وفخر

وقال بعض البصريين:

كتب العلم وهو بعد يخطقال علمي ياخليلي في السفطوبخط أي خط أي خطحك لحييه جميعاً وامتخط رب إنسان ملا أسفاطهفإذا فتشته عن علمهبكراريس جياد أحرزتفإذا قلت له: هات، أرنا

وقال محمد بن بشير ـ في أبيات له:

فجمعك للعلم لاينفعوعلمي في البيت مستودعيكن دهره القهقري يرجع إذا لم تكن واعياً حافظاًأشاهد بالعي في مجلسومن يك في علمه هكذا

فوائد الحفظ:

للحفظ فوائد كثيرة منها:ـ

1 ـ بقاء المعلومات في الذهن.

2 ـ الاستفادة من الأوقات في تحصيل العلم زيادة على المحفوظ.

3 ـ استحضار المعلومات بكل يسر وسهولة.

4 ـ تظهر فائدة الحفظ ومنفعته في حالات منها: فقد الكتاب، فقد الإضاءة ليلاً، فقد البصر.

إن الحافظ يقدم على غيره، وتظهر ميزته بين أهل العلم أنفسهم،ولهذا قال صاحب الرحبية ـ لما ذكر الفروض المقدرة في كتاب الله ـ قال:

والثلثان وهما التمام فاحفظ فكل حافظ إمام

قال البقري ـ على قوله " فكل حافظ إمام " ـ: أي مقدم على غيره ممن لم يكن مثله، بأن كان أدون حفظاً، أو لم يحفظ شيئاً.أ. هـ (1).

وقال ابن غليون ـ في شرح البيت السابق ـ: اي مقتدى به مقدم على غيره، فمن جدّ وجد، ومن فرش رقد،ومن زرع حصد،ومن كسل نال الهم، والندم، والنكد. (1).

وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة بلوغ المرام:" أما بعد فهذا مختصر يشمل على أصول الأدلة الحديثية للأحكام الشرعية، حررته تحريراً بالغاً، ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً. (1).

طرق إحكام المحفوظ:

الطريق في إحكامه كثرة الإعادة،والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولاسيما في حفظ القرآن الكريم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير