تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الروايات المتواترة، أي نسب مثلاً لعبد الوارث عن أبي عمرو وهو غير معروف عنه،وروايته موافقة للروايتين المعروفتين عن أبي عمرو،فهذا الراوي وغيره من الرواة غير المعروفين، قد عزلهم ابن الجزري،واقتصر على اثنين فقط عن كلّ إمام من العشرة، يقول ابن الجزري مبيناً سبب ذلك: ((الذى وصل إلينا متواتراً،أوصحيحاً مقطوعاًبه قراءات الأئمة العشرة،ورواتهم المشهورين، هذا الذى تحرّر من أقوال العلماء، وعليه النّاس اليوم بالشام،والعراق،ومصر،والحجاز،وذلك لمجيئ السند المتواتر من جهة الراويين عن القارئ، وذلك لأنّ الأئمّة الذين تصدّوا لضبط الحروف،وحفظوا شيوخهم فيها جاء السندمن جهتهم))،ومن هذا المنطلق اقتصر العلماء قديما وحديثا على راويين لكلّ إمام،وهو الذي عرفه الناس في التيسير لأبى عمرو الدانى، وفي النشر لابن الجزري. وأمّا ما تحتويه كتب القراءات العشر من كمّ هائل من هذه الروايات التي تفرد بهاراو وكانت هذه الروايات متفقة مع أحدروايتي القارئ المتواترة، أو مع قراءة آخرين من العشرة، فإن سبب وصفها بالانفرادات هو أنّها، منفردة من قبل، ووصلت إلىكتب القراءات القديمة كذلك، أو لأن ابن الجزري وصفها بذلك، ثم عزل كثيرا منها عن كتابه النشرفي القراءات العشر ولم يعتبرها من ضمن روايات الرواة المجمع عليهم، و كان ذكره لها أحياناً في النشر، من باب الاستدلال للرواية المتواترة، بالرواية الشاذة، ولوكان صاحبها غيرمختار، أو غير معروف. وهذا كثير في النشر. مثال هذا المنسوب لرواة غير معروفين في المتواتر: كلمة: (تفعلون) الشورى/ 25 بالتاء، عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وعن الوليد عن ابن عامر، هذه الرواية غير معروفة عن أبي عمرو، ولاعن ابن عامر، بل هي متواترة عن حمزة والكسائي وخلف وحفص فقراءتهم بالخطاب، بخلف عن رويس، والباقون بالغيب، (المستنير / 779)، (المصباح 263/ ب)، (البستان / 475 (، (النشر 2/ 367)، (الإتحاف /383). *الثاني: (الانفرادات الشاذة)،-وإن كنت لم أقف على تعريف لها – لكن في نظري أنها تعني: (كلّ ماروي عن أحد من القراء العشرة ورواتهم أيا كانوا سواء كان بسند ضعيف انفرد به واحد لم يتابعه غيره؛ مع قرائن -هذه القرائن تنبه العارف بهذا الشأن ... بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه. (التقييد والإيضاح/115) -تنضم إلى ذلك، أم كان بسند صحيح، قد يخالف الرسم أو العربية أوأحدهما، أويخالف مافي الكتب المعتمدة - وهي التيسير للداني ونظمه المعروف الشاطبية، ونظم الدرة لابن الجزري ومضمنه تحبير التيسير لابن الجزري أيضاً، وهي (العشر الصغرى)،وكتاب النشر في القراءات العشر ونظمه المعروف بالطيبة كلاهما لابن الجزري (العشر الكبرى)) -. *بعض جوانب التعريف: هذا التعريف يُميّز (الانفرادات الشاذة)،أي أنّه يُفردها بتعريف، دون الآحاد، والشاذ، والانفرادات المتواترة، وهو كذلك يجعل معها، أي مع الآحاد والشاذ، على نهج كتاب (التقريب والبيان) للإمام الصّفراوي حيث جمع فيه مؤلفه (الشواذ، والانفرادات الشاذة، والآحاد، وبعض الروايات المتواترة) علما بأنه سمى كتابه (التقريب والبيان في شواذ القرآن)،واعتبر جميع مافيه من الشاذ ولوكان عن رواة القراء العشرة المعروفين، وقد أدرج فيه كثيراً مما روي عن القرءالعشرة وكان شاذا معتمدا على نقله عن سوق العروس لأبي معشر الطبري، فقال في مقدمة الكتاب مبينا تعدد أنواع مانقله: (وشّواذه التي انفرد بنقلها الآحاد من الثّقات المميزين بين الصحّيح والسقيم) (التقريب والبيان للصفراوي / 1). يدل عليها كذلك أنّ ابن الجزري عزل من كتابه النشر، كلّ ماهو شاذ أو منفرد، أو نحوه، ومما قاله عن رواة العشرة المنفردين بشيء شاذ الجمهور بخلافه،: "وانفرد فلان… والجمهور بخلافه" أو "وانفرد فلان … فخالف سائر الناس" أو "وانفرد فلان … فخالف سائر الرواة والطرق" أو "وانفرد فلان … ولا أعلم أحداً روى ذلك غيره". (النشر 1/ 304،310،334،335،3368)) وأساس عزله لذلك كله أنّها ليست من طرق كتاب النشر، أو ليست على شرطه في النشر. *مثال المنفرد الشاذ المنسوب للمعروفين: في السبعة ((انفرد ابن ذكوان بإسكان التاء الثانية وفتح الباء وتشديد النون من (ولاتتبعان) يونس:89)) وهذه رواية شاذة، قال الداني فيه إنه غلط ممن رواه عن ابن ذكوان فلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير