تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[19 Dec 2006, 04:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من حسنات هذا الملتقى ما يفتح الله به على أخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري – حفظه الله – من موضوعات رائدة، ومنها مقترحه تدريس رسم المصحف في الدراسات العليا، فعلى الرغم من أن موضوع رسم المصحف وكتبه في متناول يد المتخصصين بالدراسات القرآنية، إلا أن دراسة الموضوع دراسة تطبيقية تعنى بالمصاحف القديمة والتدريب على قراءة خطوطها وتحليل ظواهرها الكتابية والفنية يعد أمراً جديداً بقدر ما أعرف.

إنني إذ أشارك بهذه العجالة استجابة لرغبة أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن فإنني أقتفي أثره وأتكأ على ما كتبه، وقد لا آتي بجديد لكني أردت أن أعرب عن سروري بما عرضه، وتأييدي لما ورد في مقترحه، وإن قصرت عبارتي عن اللحاق بجمال عبارته ونصاعة أفكاره، فلست بالمكانة التي وضعني فيها، جزاه الله تعالى خيراً، فلم يكن ما كتبته في رسم المصحف إلا محاولة لم تسعفني الظروف الخاصة والعامة من تطويرها والبناء عليها.

إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم، بل تفيد دارس اللغة العربية، وأهل التاريخ والآثار، والمهتم بالخط العربي وتجويده، ولعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن دراسة الموضوع سوف تكون نتائجها مفيدة وممتعة للذين يحملون في قلوبهم حب القرآن ويحرصون على تلاوته وتفهم معانيه،لأن نتائج هذه الدراسة سوف تكشف لهم عن التواصل بينهم وبين أصول هذا الكتاب الكريم، فالمصاحف المخطوطة تشكل سلسلة متصلة الحلقات بدايتها المصاحف العثمانية، و نمسك اليوم بطرفها الممتد عبر السنين من خلال هذه المصاحف، المعززة بالرواية الشفهية للقراءة القرآنية.

ولعل بعض الإخوة الذين نظروا في المقترح لم يدركوا جميع أبعاده أو يتصوروا كل أهدافه وفوائده، وقد يكون من المفيد أن أذكر بإيجاز تجربتي المتواضعة في دراسة رسم المصحف في رسالتي للماجستير، التي كشفت لي عن أهمية دراسة المصاحف المخطوطة والعناية بها، فقد بدأت أعمل في البحث من غير أساس علمي سابق أستند إليه، ولم أجد ما يمهد لي الطريق، وقد مَنَّ الله عليَّ بإنجاز البحث بعد القراءة في عدد محدود من المصاحف، ومن دراسة كتب رسم المصحف والدراسات التاريخية الحديثة عن الخط العربي، ولمست حينذاك الحاجة إلى دراسات تعنى بالمصاحف القديمة، وإلى مراكز علمية تسهل على الباحثين الاطلاع عليها وتيسير دراستها.

وآمل أن يجد هذا المقترح طريقه إلى التطبيق، وأن يحظى قسم من الأقسام العلمية المتخصصة بالدراسات القرآنية بشرف الريادة في هذا المشروع العلمي وتوفير مستلزماته، وفي مقدمتها مكتبة متخصصة تضم ثلاثة أنواع من المصادر:

(1) المصاحف القديمة، أصلية أومصورة، من مختلف العصور، مع ما يلزم من وسائل القراءة فيها ودراستها.

(2) كتب رسم المصحف.

(3) الدراسات الحديثة المتعلقة بالخط العربي وتاريخ الكتابة العربية.

وليس من الصعب بعد ذلك وضع الإطار التنفيذي للمقترح، وتحديد مفردات الدراسة، والوقت الذي تستغرقه، ومن يتولى التدريس والتدريب فيه، مع تحياتي للدكتور عبد الرحمن ورواد الملتقى، والله ولي التوفيق.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 02:30 م]ـ

شكر الله لأستاذنا الكريم الدكتور غانم الحمد هذا التعقيب المسدد، والرأي الموفق، وقد أَبنتَ عما في نفسي أحسنَ البيان جزاك الله خيراً، فإن العناية بدراسة رسم المصحف متعددة الجوانب، ومع كثرة البحوث النظرية والتاريخية واللغوية التي كُتبت فيه ولله الحمد، ومنها كتابكم القيم (رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية)، إلا أنها لم تأخذ طريقها إلى قاعات الدرس لتدرس دراسةً تطبيقيةً يُمسكُ الطالب بيده المصاحفَ القديمةَ، أو صورها الملونة الدقيقة إن تعذر الأصلُ، ويقرأُها في رسمها الأول، ويتتبعها حتى العصر الحديث، وكيف تطورت هذه الصناعة وهي صناعة كتابة المصاحف ورسمه عبر التاريخ، وما تعلق بكتابة المصاحف من فنون عبر التاريخ، وفوائد تنفيذ هذه الفكرة للمتخصص في الدراسات القرآنية كثيرة، منها ما قد يظهر قبل البدء، ومنها ما لا يظهر إلا بعد الشروع فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير