تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأخت الكريمة نورة،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فسؤالك وجيه، ومتخصص جداً، وهو يوحي برغبتك في ثقافة جيدة في علمي القراءات والتفسير، وأحسب أنك قد تستخرجين منه –بعد جمع كثير من الأمثلة- بحثا جيدا في (تحقيق القول في تفسير الصحابي الذي يشتبه بالقراءة الشاذة وليس منها)،وهنا أشكرصديقنا المحقق الدكتور أنمار على إفادته التي قدمها من مراجعه الكثيرة دائما.

وإني مذ قرأت سؤالك وتفهمته رحت أبحث عن المطلوب في كتب القراءات سواء كانت مسندة كانت أم غير مسندة للوصول إلى حقيقة ما؟ فتحصلت عندي (وقفة تصحيحية) أثارها سؤالك وفقك الله فلزم توضيحها لوجود المناسبة:

أختي الكريمة إن قولك (سؤال عن قراءة شاذة)، لايتفق من الناحية العلمية مع المثال الذي أوردتيه وهو زيادة كلمة (وله أخ او أخت [من أم])،وكان العنوان المناسب: هو (سؤال عن تفسير لآية من القرآن بعدة اختلافات وارد عن بعض الصحابة)؟ ولماذا هذا التصحيح؟

لقد تجمعت الأدلة بعد البحث وكانت كالتالي:

أولاً: بحسب أنواع القراءات، فهذه الزيادة معروفة أنها ممانسب لهذه الأنواع، لكنه ممّازيد على وجه التفسير، ولايعد (قراءة)،وإن احتمل ذلك عند البعض كما سيأتي.

ثانيا: هذه الزيادة لم ترد في (معجمي القراءات نقلا عن كتب القراءات، وإنما هي من كتب التفسير).

ثالثا: هذه الزيادة لم ترد في كتب القراءات الشاذة المعتبرة (التي طالعتها) كالتقريب والبيان للصفراوي الذي يستند لمراجع هامة من كتب القراءات والشواذ-وسيأتي في آخر المداخلة ذكرها-،

لكن إن قلتِ جاءت في كتاب (شواذ القراءة للكرماني)؟

فأقول: إنما جاء ذلك نقلا عن الكتب التي استند إليها مؤلف الكتاب، وقد كان من بين مراجعه كتب (حروف المصاحف المخالفة للمصاحف العثمانية)، ولم ينقلها عن كتب القراءات، فنسبتها فيه ادت إلى اشتباه كبير،

رابعاً: ليست زيادات المصاحف التفسيرية من القراءات، ففي كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد هي من (باب الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن) وقد أوردهامنسوبة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وحده، وعبارته كالتالي (أبوعبيد قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال سمعت سعد بن أبي وقاص (يقرأ) - وهي ليست في ج،وظ، وإن كان ....... وله أخ أو أخت من أمه)، هكذا في تحقيق وهبي سليمان عاوجي162،169،2/ 115 للكتاب،وزاد المحقق الثاني للكتاب وهو أحمد الخياطي معلقاًفي الحاشية: و (القراءة تفسيرية) كماذكر المؤلف عند إعادتها أي عند قول أبي عبيد: (هذه الحروف التي ذكرناها في هذين البابين من الزوائد، لم يروها العلماء، ويحملوها على أنها مثل الذي بين اللوحيين من القرآن، ولا لأنهم –في بعض النسخ لأنهم- كانوا يقرأون بها في الصلاة ولم يجعلوا من جحدها كافرا .... ) 2/ 152، ثم ذكر المحقق مصادر هذه القراءة وهي الطبري 4/ 194، ونكت الانتصار 101، والنشر 1/ 28، والبحر3/ 190وفيه من أم، وقراءة أبي من الأم،/3/ 190.

أخيرا: أقول يا أختي الكريمة هذا التعليق المختصر قد نخرج منه بالنتيجة التالية وهي أن هذه الكلمة الزائدة باختلافاتها الثلاث، راجعة لمصاحف الصحابة رضوان الله عليهم، ووجودها في بعض كتب الشواذ جاء نتيجة لأخذ بعض تلك الكتب من كتب اختلاف المصاحف، ووجودها في كتب التفسير كالطبري، وأبي حيان كان منطقيا جدا لاشتمالها على تفسير الصحابي المسند الصحيح المخرج في كتب السنة الصحيحة، كما تقدم في مداخلة د: أنمار وفقه الله، وبهذه المناسبة أكاد أجزم بأن كتب القراءات أعرضت عن ذكرها ولم تتبنّاها للأسباب الذي ذكرتها، وأما إن قلت ماسبب وجودها في النشر؟ فأقول جاءت منه عرضاً، وصاحب النشر ذكرها عندما كان يتحدث عن الإجابة عن سؤال، وهو: على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة .. ؟ فأجاب بأنه يتجه على أنحاء .. ، منها: مايكون لبيان حكم مجمع عليه كقراءة سعد بن ابي وقاص وغيره (وله أخ أو أخت من أم)، فقوله: (كقراءة) وقوله فإن هذه (القراءة) وهما مربط الفرس، لاتعنيان قراءة تلاوة، بل محتمل جدا أنه يقصد بهما قراءة تفسير، أوزيادة تفسير لوجودها في بعض كتب اختلاف مصاحف الصحابة وكتب التفسير، وإن اعتبرها قراءة فأين سندها عنده، أو عند القراء أوحتى مرجعها عندهم،

وعلى هذا فالزيادة التفسيرية: ليست من المتواتر ولا من الآحاد، ولا من الشاذ المسند ولاغير المسند، ولعلي هنا أتفق مع رؤية شيخ التفسير المدقّق الدكتور مساعد الطيار -وفقه الله- التي عنوانها في هذا الملتقى (هل يوجد قراءة تفسيرية؟) وماتوصلت إليه رؤيته الثاقبة في المسألة والله أعلم.

ملاحظة: 1 - مصادر شواذ القراءة للكرماني التي قدمتها سابقا هي:اللوامح وسوق العروس، والكامل، والإقناع، و (المشي غير واضح ولعله المجتبى) والمبهج والغاية، وكتاب في الشواذ لأبي على الحسن البخاري، وكتاب في اختلاف مصاحف الصحابة صنفه أبوبكر عبد الله بن سليمان السجستاني، ومفردات لابن أبي عبلة، وكرداب ورش طريق المصريين، وكتاب معاني القراءات للزجاج، ومن كتاب الغرائب لأبي حفص عمر بن محمد بن أحمد بن الأشعث الخبازي وسماه كتاب الغرائب في شواذ القرآن. شواذ القراءة مخطوط/4.

2 - مصادر التقريب والبيان للصفراوي وهو الكتاب الذي يهتم بذكر الشواذ التي انفرد بنقلها الآحاد من الثقات المميزين بين الصحيح والسقيم ... هي الجامع لأبي عمرو الداني، سوق العروس لأبي معشر، الإقناع لأبي علي الأهوازي، وكتاب الروضة للمالكي، والروضة للمعدل، والجامع للطرسوسي، والتذكرة لابن غلبون، ورواية يعقوب لابن الفحام، ورواية يعقوب للداني، ورواية أبي جعفر وابن محيصن ويعقوب تصنيفي – أي الصفراوي-.التقريب والبيان 5 - 6.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير