2 - تعليقي على الحكاية: أقول: لم أجد لهذه القصة ذكراً في ترجمات الشاطبي التي طالعتها،
وقد علق الدكتور محمد سيدي الأمين في كتابه بغية الطالبي في ترجمة أبي القاسم الشاطبي قال: وبالجملة فقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وذكروا من مناقبه اغرب الغرائب وعظموه تعظيما بالغا .. /31،حتى قال بعضهم وكلهم يعظمه ويثني كتعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ محمد سيدي: لايخفى مافي هذا من المبالغة في التشبيه .. كتاب بغية الطالبي في ترجمة أبي القاسم الشاطبي/.32.
وأما بالنسبة لضمان الجنة لدعاء الشاطبي لحافظها: ففيه تفصيل: جاء في كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكرأبوزيد: (كما أنه لا يجوز ولا يشهد لأحد بعينه لا بالجنة ولا بالنار إلا من ثبت الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ ).
وقال أيضاً حفظه الله: عن بركات الصالحين: ((فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة، ويدفع من العذاب بسببهم: حقٌ موجود، فمن أراد بالبركة هذا، وكان صادقاً فقوله حق. وأما ((المعنى الباطل)) فمثل أن يريد الإشراك بالخلق: مثل أن يكون رجل مقبوراً بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله، فهذا جهل. فقد كان الرسول ? سيد ولد آدم مدفوناً بالمدينة عام الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله؛ وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم؛ لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدعونهم إلى ذلك، وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين، وبركة عمل الخلفاء معهم، ينصرهم الله ويؤيدهم. وكذلك الخليل صلى الله عليه وسلم مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مائة سنة، وكان أهلها في شر. فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي مع كون الحي عاملاً بمعصية الله؛ فهو غالط ...... (من كتاب المناهي المناهي اللفظية).
قلت: وعلى هذا فضمان الشاطبي لأهل عصره ودعائه لهم إن حفظوا الشاطبية بالجنة (فهو منه في حياته ممكن إن شاء الله)، ولاإشكال فيه، وأما الإشكال فهو بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها. والله أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Mar 2007, 12:47 ص]ـ
قلت: وعلى هذا فضمان الشاطبي لأهل عصره ودعائه لهم إن حفظوا الشاطبية بالجنة (فهو منه في حياته ممكن إن شاء الله)، ولاإشكال فيه، وأما الإشكال فهو بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها. والله أعلم.
عجيب هذا التقسيم يا دكتور أمين
لم يظهر لي كيف تنقطع بركة الدعاء بعد الوفاة؟ وتأمل:
أنا دعوة أبي إبراهيم
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم
وكان أبوهما صالحا.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Mar 2007, 06:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
صديقي د: أنمار سلمك الله هذا التقسيم واضح بين،وهو تقسيم علمي يوضحه النص الذي اورده الشيخ أبوبكر ابوزيد حفظه الله وكما فهمته منه والله اعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Mar 2007, 01:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن ليس في النص أن بركة الدعاء تنقطع بعد الموت. بل الأدلة متظاهرة على خلاف ما فهمتم من النص.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Mar 2007, 05:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن ليس في النص أن بركة الدعاء تنقطع بعد الموت. بل الأدلة متظاهرة على خلاف ما فهمتم من النص.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ومن هذه الأدلة أن الله حفظ مريم وابنها عيسى عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه بدعوة امرأت عمران يوم قالت (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فحفظها الله وحفظ عيسى من تسلط الشيطان عليهما كما قاله القرطبي رحمنا الله وإياه ...
ومنها ما أورده الإمام الطبري رحمه الله عن دعوة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) حيث قال رحمه الله:حدثني المثنى قال قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} قال: فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده قال: فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد دعوته ..
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Mar 2007, 09:56 م]ـ
(مراجعة واستفسار في مسألة (أنه بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها).
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: صديقي د: أنمار سلمك الله:
بعد التأمل والبحث لم يتبين لي ما نفيت به كلامي في المسألة،
ولكن ياصديقي أوضح لك ماقصدته في تعليقي: فقد أوردت هذه المسألة وهي (ضمان الشاطبي الجنة لمن حفظها)،وعقبت بأن هذا لايمكن إلا بخبر من الرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم أوردت معها قضية (استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها)،لأنه قال للسخاوي: لايقرأ قصيدتي هذه إلا وينفعه الله بها لأني نظمتها لله سبحانه .... )،
وقد علّقت على عجل بأن استمراره بعد مماته إشكال عندي،
ولكن يظهر لي ياصديقي: أن الأمر يحتاج إلى مدارسة الفضلاء في الملتقى وغيره، وإني لطالب ومصغ لمن جاء بفائدة في هذا الأمر،، على أساس كيفية طلب بركة هذا الدعاء بعد موت الشاطبي وكيفية الانتفاع بقراءة الشاطبية بعد موته:
فهل يمكن أن نقول مثلا: اللهم إني أسألك بماسألك به الشاطبي أن تنفعني بهذه القصيدة،
أو اللهم إني أسألك بحفظي لما حفظته من الشاطبية أن تنفعني بمادعاك به عبدك الشاطبي.
وهل يمكن أن نسأل أنفسنا اليوم عن علامات هذا الانتفاع الذي ذكره الشاطبي. جزاكم الله خيرا.