تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها.

قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:

فكل ما وافق وجه نحوي * وكان للرسم احتمالا حوي

وصح إسناد هو القرآن * فهذه الثلاثة الأركان

وحيثما يختل ركن أثبت* شذوذه لو أنه في السبعة

القراءات العشر المتواترة:

القراءات المتواترة هي عشر قراءات، تنسب كل قراءة إلى إمام من أئمة القراءة، وهذه النسبة ليست نسبة اختراع وإيجاد ولكنها نسبة ملازمة وإتقان، ولكل قارئ راويان:

قراءة الإمام نافع المدني. رواها عنه عيسى بن مينا: (قالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).

قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي: رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).

قراءة الإمام أبي عمر بن العلاء البصري: رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).

قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي: رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.

قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي: رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.

قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي: رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.

قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري راوي أبي عمر البصري.

قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني: رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.

قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري: رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.

قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي: رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد."ا. هـ

وتحدث د/ عبد العزيز خضير عن نشأة علم القراءات أيضا فقال:

- أيها الأحبة- نتحدث عن نشأة علم القراءات، بينا فيما سبق من دروس علوم

القرآن - بحمد الله سبحانه وتعالى- كيف نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولسنا بحاجة إلى إعادة هذا الأمر, ثم بينا بعد ذلك أيضاً كيف تم جمعه في عهد الصديق أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- وكيف تم جمعه في عهد عثمان -رضي الله تعالى عنه- إن عثمان -رضي الله تعالى عنه- لما كتب المصاحف ووحدهم على حرف قريش وما يوافقه من حروف أخرى التي ثبتت في العرضة الأخيرة كتب سبعة مصاحف وأرسلها إلى الأمصار وأرسل مع كل مصحف قارئاً يعلم الناس فأخذ الناس القراءة من هؤلاء القراء ثم تتابع الناس يقرؤون القرآن ويروونه ويتلقاه جيل بعد الجيل واستمر الناس على ذلك.

لما كثر القراء وكثر الرواة وأصبحت أعدادهم في المصر الواحد لا تكاد تحصر خشي المسلمون أن يأتي إنسان فيُدخل في هذه القراءات شيئاً ليس منها ويختلط الأمر على من يأتي بعد ذلك من هذه الأمة, فتداعى المسلمون إلى ضبط القراء المأمونين المعروفين بطول أعمارهم في أخذ القرآن واجتهادهم وتوثقهم وكونهم أخذوه من عدد من المصادر وتلقوه تلقياً متقناً مضبوطاً، فضبطوا قراءاتهم حتى يقولوا للناس:

هذه هي القراءات الثابتة الواردة التي لا يصح للإنسان أن يتجاوزها أو يزيد عليها لأنه يأتي إنسان مثلاً ويقرأ مثلاً على الشامية ثم يذهب إلى الكوفيين فيقرأ عليهم ثم يذهب إلى المكيين فيقرأ عليهم ثم يقول مثلا أنا: قرأت على المكيين والكوفيين والشاميين ثم يختار من بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم وتكون له طريقة مستقلة وقد يختلط عليه الأمر أو يزيد أو ينقص ولا يعرف الناس شيئاً من ذلك.

فجاء العلماء فأخذوا يضبطون القراءات من خلال معرفة الإمام المضبوط المتقن للقراءة ويدونون قراءته تدويناً تاماً ويقولون للناس: هذه هي الروايات المجمع عليها المضبوطة المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول وكتبوا ذلك ودونوه لئلا يستطيع أحد بعد ذلك أن يزيد شيئاً أو ينقص شيئاً ثابتاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير