اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ فى المؤنث غير اللفظ فى المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ فى المذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالا بالتبعية كما أملنا الراء قبله فى المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا فى الوضوح والله أعلم " النشر 2/ 91
قلت: وما ذهب إليه ابن الجزرى هو الصواب وحتى يأمن اللبس فى الألفاظ، فعند احتمال اللبس يجب المغايرة حتى لا تختلط الأمور فمثلا كلمة " زوج " الأصل إطلاقها على الذكر والأنثى كل منهما " زوج " ولكن في مسائل الميراث يجب أن تكون المغايرة ب (زوج) (وزوجة) حتى لا تختلط الأمور، فقرب الصوت بين الترقيق والإمالة يفضل فيه المغايرة
أحكام الراء
وأنقل إليك هذا الباب بأكمله من كتاب" الإيضاح في تجويد كلام الفتاح " لشيخي العلامة:عبد الله الجوهرى السيد ثم أذكر تلخيص المالقي ثم أعقب بمسألة: " نذري والمرء وقرية ومريم "
قال العلامة الشيخ عبد الله الجوهري بعدما ذكر الحروف المرققة تارة والمفخمة تارة:
ثانيا الكلام على حكم الراءات تفخيما وترقيقا:
اعلم أن الراء لها حكمان:حكم في الوصل، وحكم فى الوقف. أولا: حكم الراء فى الوصل:
أما حكمها فى الوصول فتنقسم قسمين: متحركة، وساكنة. حكم الراء المتحركة فى الوصل: وهى تنقسم ثلاثة أقسام: مفتوحة، ومضمومة، ومكسورة.
فأما المفتوحة: فانها تفخم للجميع، إلا من أمال منها شيئا فإنه يرققها، إلا ورشا فإنه يرققها بعد الياء الساكنة نحو (طيرا، وخيرا)، وبعد الكسرة اللازمة المتصل فى بعض المواضع، سواء حال بين الكسرة والراء المفتوحة ساكن نحو: (الشعر) أولا، نحو: (سراجا)، وكذا يرقق الأولى من قولة: (بشرر)، من أجل كسرة الراء الثانية بعدها.
وأما المضمومة: فإنها تفخم للجميع أيضا إلا ورشا، فإنه يرققها بعد الكسرة اللازمة المتصلة سواء حال بين الكسرة والراء ساكن نحو: (عشرون)، أو لا، نحو: (يبشرهم)، و (يشعركم) وبعد الياء الساكنة نحو: (قدير)، و (غير يسير).
وأما الراء المكسورة: فلاخلاف فى ترقيقها سواء كانت الكسرة لازمة أوعارضة، تامة أو مبعضة،أو ممالة،أو لا، أو وسطا،أو طرفا، منونة أوغير منونة،سكن ماقبلها أوتحرك بأى حركة، سواء وقع بعدها حرف مستعل أومستفل فى الاسم أو الفعل نحو: (رزقا)،و (الغارمين)، (وفى الرقاب) (والفجر وليال عشر)، (وأرنا مناسكنا)، (وأنذر الناس)، (وانحر إن شانئك) على قراءة ورش (والذكرى)، و (والدار) عند من أمال
قال ابن الجزرى: ورقق الراء إذا ما كسرت .........
حكم الراء الساكنة فى الوصل:
وتكون أولا ووسطا وآخرا وتكون فى ذلك كله بعد فتح وضم وكسر فمثالها بعد فتح: (وارزقنا)
(وارحمنا) بعد ضم (اركض) وبعد كسر: (أ م ارتا بو ا)، (رب ارجعون) و (الذ ى ارتضى)، (من ارتضى). والتى بعد فتح لا بد أن تقع بعد حرف عطف، والتى، بعد الضم تكون بعد همزة الوصل ابتداء، وقد تكون كذلك بعد ضم و صلا،وقد تكون بعد كسر على اختلاف بين القراء كما مثلنا به،فقوله تعالى (وعذاب اركض) يقرأ بضم التنوين على قراءة نافع، وابن كثير، والكسائى، وأبى جعفر، وخلف، وهشام، ويقرا بالكسر على قراءة أبىعمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب وابن ذكوان، فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك: (أ م ارتابوا).
قال ابن الجزرى:
ورقق الراء إذا ما كسرت ...... كذاك بعد الكسر حيث سكنت
فقوله: " ورقق الراء " عام، ولكنه مخصوص بقوله:
إن لم تكن من قبل حرف استعلا ... أو كانت الكسره ليست أصلا
أى: كانت الكسرة عارضة وكذلك تفخم فى نحو: (يا بنى اركب معنا) و (رب ارجعون)، و (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي)، و (ثم ارجع البصر) فلا تقع الكسرة قبل الراء فى ذلك ونحوه إلا في الابتداء، وهى أيضا فى ذلك مفخمة لعروض الكسرة قبلها، وكون الراء فى ذلك أصلها التفخيم.
¥