وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون إيضا بعد فتح وضم وكسر، فمثالها بعد الفتح: (البرق) و (خردل)، و (الأرض)، و (العرش) و (المرجان)، فالراء مفخمة فى ذلك كله لجميع القراء لم يأ ت منهم خلاف فى حرف من الحروف سوى الكلمات ثلاث وهى: (قرية) و (مريم) و (المرء)، فأما " قرية،و مريم " فنص على الترقيق فيهما لجميع القراء: أ بو عبد الله بن سفيان، وأبو محمد مكى، وأبو العباس المهدوى وغيرهم، وذلك من أ جل سكونها ووقوع الياء بعدها -. وقد بالغ أبو الحسن الحصرى فى تغليظ من يقول بتفخيم ذلك وإن وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما، وهو الصوا ب وذهب بعضهما إلي الأخذ بالترقيق لورش من طر يق الأزرق، وبالتفخيم لغيره، والصواب المأخوذ به هوالتفخيم للجميع، ولا فرق بين ورش وغيره وأما (المرء) من قوله تعا لي: (بين المرء وزو جه)، و (المرء وقلبه) فذ كر بعضهم ترقيقا لجميع القراء من أجل كسر الهمزة بعدها، وذهب كثير من المغاربة إ لي ترقيقها لورش من طر يق المصريين، وقال أبو الحسن الحصر ي:
ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة ... لدى سورة الأ نفا ل أو قصة السحر
والتفخيم هو الأصح وهو القياس، لورش، وجميع القراء، ومثالها بعد الضم: القرآن، والفرقان،والغرفة، فلا خلا ف في تفخيم الراء في ذ لك كله، ومثالها بعد الكسرة:" فرعو ن، ولشرذمة، وشرعة ومرية، والفردوس"، فأجمعوا علي ترقيق الراء في ذ لك كله، والراء السا كنة المتوسطة ترقق لجميع القراء بشروط لابد من اجتماعها كلها في آن واحد، فإ ن تخلف شرط منها وجب تفخيمها:
فالشرط الأول: أن يكون قبل الراء كسرة.
والشرط الثانى: أن تكون هذه الكسرة أصلية، أما إذا كانت هذه الكسرة غير أصلية، سواء كانت عارضة متصلة ككسرة همزة الوصل نحو: (ارجعوا) و (اركبوا)، فى الابتداء، أو منفصلة عارضة نحو (ارتبتم) و (لمن ارتضى)، أو منفصلة لازمة نحو (الذى ارتضى لهم).
الشرط الثالث: أن تكون الكسرة والراء فى كلمة واحدة.
الشرط الرابع: أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستفال، فإن كان بعد الراء فى كلمتها حرف من حروف الاستعلاء.، فإن الراء حينئذ تفخم لكل القراء، والواقع منه فى القرآن: (قرطاس) بالأنعام، و (فرقة) و (إرصادا) وكلاهما بالتوبة، و (مرصادا) بالنبأ و (لبالمرصاد) بالفجر. ويشترط أن لا يكون حرف الاستعلاء مكسورا كهذه الأمثلة، وأما إ ذا كان مكسورا ففى تفخيم الراء خلف كما قال ابن الجزرى:
والخلف فى فرق لكسر يوجد ...............
قال المرعشى: اختلف أهل الأداء في تفخيم راء (فرق)، فمنهم من فخمها نظرا إلى حرف الاستعلاء بعدها، ومنهم من رققها للكسر الذى فى حرف الاستعلاء، لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته أى قوته المفخمة، لتحركه بالكسر المناسب للترقيق، أو لكسر يوجد فيما قبلها وما بعدها، فيكون وجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين الكسرتين، ولو سكن وقفا لعروض السكون.
قال الدانى: " والوجهان جيدان ": الترقيق وبه قطع الدانى فى التيسير. وقال الداني في غير التيسير: " والمأخوذ به فيه الترقيق " نقله النويرى فى شرح الطيبة، فهو أولى بالعمل إفرادا وبالتقديم جمعا أ. هـ
والتحقيق: أن الفرق يرجع إلى الرواية، فلو قرأنا بقصر المنفصل فليس لنا إلا الترقيق، ولو قرأنا بالتوسط فلنا التفخيم والترقيق، والترقيق مقدم وكما كان للترقيق شروط، فإن للتفخيم شروطا أيضا وذلك للراء الساكنة المتوسطة:
الشرط الأول: أن يكون قبل الراء فتحة أو ضمة نحو: (لا ترفعوا) و (يرضونه)، و (يرزقون) و (نرسل المرسلين). وهذا الشرط مقابل للشرط الأول من شروط الترقيق.
الشرط الثاني: أن يكون قبل الراء كسرة عارضة، سواء كانت معها فى كلمة نحو (ارجعوا)، (اركعوا)، أم كانت منفصلة عنها نحو: (إن ارتبتم) كما سبق وذكرنا. وهذا الشرط مقابل للشرط الثانى من شروط الترقيق
الشرط الثالث: أن يكون قبل الراء كسرة أصلية منفصلة عنها نحو: (الذي ارتضى).
وهذا الشرط مقابل للشرط الثالث من شروط الترقيق.
¥