تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن مهران وكذلك قرأنا على المشايخ في جميع القراءات أعنى بالإدغام إلا على أبي بكر النقاش فإنه كان يأخذ لنافع وعاصم بالإظهار "2/ 77.

مما سبق يتضح أن وجه الإظهار غير معمول به ويبقي الخلاف محصورا في الإدغام الناقص والكامل وهي المرحلة الثانية.

قال السمنودي:"

وَقَافُ نَخْلُقكُّمْ بِكَافِهِ ادُّغِمْ ** مَعْ وَصْفِ عُلْوٍ وَالأصَحُّ أَنْ يَتِمّ

وقال صاحب الروضة الندية " ثم إن أهل الأداء اختلفوا في إدغام القاف الساكنة في الكاف من قوله: ?أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ? هل يلفظ بها كاملاً من غير إبقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصًا تَبْقِيَةً للصفة لأجل قوة القاف بذلك؟ فذهب الداني وجماعة إلى الأول وهو الأصح. وذهب مكي إلى الثاني، وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر، وهذا معنى قوله: (والخلف بنخلقكم وقع) أي كان ووجد وجرى. اهـ. صـ63

وهنا نقول: هل الوجهان لكل القراء؟؟

قال في النشر: " (الثالث) أجمع رواة الإدغام عن أبي عمرو على إدغام القاف في الكاف إدغاماً كاملاً تذهب معه صفة الاستعلاء ولفظها ليس بين أئمتنا في ذلك خلاف وبه ورد الأداء وصح النقل وبه قرأنا وبه نأخذ ولم نعلم أحداً خالف في ذلك وإنما خالف من خالف في (ألم نخلقكم) ممن لم يروا إدغام أبي عمرو والله أعلم. " ا. هـ 1/ 344

إذن لا خلاف لحفص أنه يقرأ بالإدغام والخلاف عند القراء في بقاء الصفة وعدمها بما فيهم حفص وغيره إلا عند أبي عمرو.

قال في النشر:" في قوله تعالى: ألم نخلقكم. فلا خلاف في إدغامها. وإنما الخلاف في إبقاء صفة الاستعلاء مع ذلك فذهب مكي وغيره إلى أنها باقية منه الإدغام كهي في: أحطت، وبسطت. وذهب الداني وغيره إلى إدغامه محضاً. والوجهان صحيحان إلا أن هذا الوجه أصح قياساً على ما أجمعوا في باب المحرك للمدغم من: خلقكم، ورزقكم، وخلق كل شيء. والفرق بينه وبين أحطت وبابه أن الطاء زادت بالإطباق. وسيأتي الكلام فيها أيضاً آخر باب حروف قربت مخارجها."ا. هـ 1/ 249

ونخلص مما سبق أن ابن الجزري أخذ بالوجهين في المسألة، فإن قلت: وما أدراك؟؟

قلنا قول ابنه _أى ابن الناظم _ في شرح الطيبة فهو أدري بكلام أبيه وباختيارات أبيه ..

قال الإمام أحمد بن محمد بن الجزري في شرحه لمتن الطيبة:" وقوله (ألم نخلقكم) هل يلفظ بها كاملا من غير ابقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصا تبقية للصفة لأجل قوة القاف بذلك وذهب الداني وجماعة إلى الأول وذهب مكي إلى الثاني .. وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر ... " 33

وهذا ما عليه شراح الجزرية، وارجع لهم عند قول ابن الجزري " والخلف بنخلقكم وقع "

الرد علي بعض الشبهات بالنسبة للوجهين لحفص.

قالوا: قال الإمام أحمد الطيبي:

نَخْلُقكُّمُ أدْغِمْ بِلا خِلافِ وَلا تُبَقِّ صِفَةً لِلْقافِ

الجواب:

فالكلام علي ظاهره، فقد خالف فيه الطيبي صريح النشر " والوجهان صحيحان " كما سبق.

ولكن قد يقال: إن الطيبي وضع في منظومته الوجه المفضل عند القراء، وليس معني اختيار الوجه المفضل إلغاء الوجه الآخر وقد نقلت أعلاه إجماع القراء علي الوجهين، ولو فرضنا أن هذا اختيار الطيبي فهناك من القدامي من قال بوجه واحد ولم يذكر الإمام عبد الوهاب القرطبي (461ت) في كتابه "الموضح " سوي وجه واحد قال صـ79 " وفي " نخلقكم " كلام أختاره فيما يأتي "

ثم ذكر صـ 113 " ... فإن الإدغام يجب لقرب المخرج، إلا أنك تبقي شائبة من جهر القاف وقوتها واستعلائها وقلقلتها كما تمنع بالغنة والإطباق مع الإدغام في " من يؤمن " و" أحطت" لأن الغنة لا تدخل بكليتها في الياء ولا الطاء في التاء من أجل إطباقها واستعلائها كذلك القاف لا تدخل في الكاف بقوتها وضعف الكاف عنها، وحال تشديد ذلك التوسط بين المبالغة والتخفيف علي نحو ماتقدم "ا. هـ

وانظر لقول القرطبي " وفي " نخلقكم " كلام أختاره .. " يدل علي أنه اختيار له ولم يذكر نفيا للوجه الآخر، وبهذا نجمع بين قول القرطبي والطيبي وبين صحة الوجهين عند جمهور القراء كما سبق.

واستدلوا أيضا بما قاله الشيخ علي الضباع:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير