الأصل في الوقف أن يوقف بما يوافق الرسم حذفا وإثباتا وموصولا ومقطوعا، قال ابن الجزري: " ..... وقد أجمع أهل الأداء وأئمة الإقراء علي لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا واضطراراً فيوقف على الكلمة الموقوف عليها أو المسؤول عنها على وفق رسمها في الهجاء وذلك باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات؛ وتفكيك الكلمات بعضها من بعض من وصل وقطع، فما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منهما مفصولاً نحو (ران) يوقف على كل واحدة منهما هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمصار في كل الإعصار، وقد ورد ذلك نصاً وأداء عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر وخلف ورواه كذلك نصاً الأهوازي وغيره عن ابن عامر، ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء وهو المختار عندنا وعند من تقدمنا للجميع وهو الذي لا يوجد نص بخلافه وبه نأخذ لجميعهم كما أخذ علينا وإلى ذلك أشار أبو مزاحم الخاقاني بقوله:
وقف عند إتمام الكلام موافقاً لمصحفنا المتلو في البر والبحر"ا. هـ2/ 128، 129
هذا هو الأصل، وليس معني ذلك إطلاق الأمر بل قد ترد الرواية بما يخالف رسم المصحف، قال المالقي في " الدر النثير":" ... أن الأصل أن يثبت لفظه من حروف الكلمة إذا وقف عليها ما يوافق خط المصحف ولا يخالفه إلا إذا وردت رواية عن أحد من الأئمة تخالف ذلك فيتبع الرواية كما يذكر في هذا الباب ... " صـ289
وثبت من ذلك أن الرواية متي خالفت الرسم العمل علي الرواية مثل الثابت من ياءات الزوائد عند القراء رغم حذفها من المصاحف ومثل ألف " قالوا" وياء "بأييد " وأولئك" تقرأ بخلاف الزوائد وهكذا ..
ونذكر هنا منهج الصحابة في كتابة المصحف، قال: عوض احمد الناشري الشهري المعيد بكلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد بأبهافي كتابه " المصحف العثماني توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟ - هل هو موجود الآن؟
* الطريقة والمنهج الذي كتب به:-
وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي:-
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.
2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.
3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.
4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.
5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.
6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.
7 - اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة.
8 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل.
9 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر. مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى). (3) ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=54090#_ftn1)
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري. ولله الحمد والمنة.)) ا. هـ
وبعد ما تقدم من التوضيح نورد الأقوال المتعلقة بـ" يحي الله " فقد ذكر الملا علي القاري في المنح الفكرية ما نصه:" ... ثم أعلم أنه كان مكي يقول في نحو:" يقض الحق " بأنه لا ينبغي للقارئ أن يقف عليه لأنه إن وقف علي الرسم خالف الأصل، وإن وقف علي الأصل خالف الرسم .. قال الحافظ أبو عمرو الداني: وكان أبو حاتم سهل بن محمد وغيره من النحويين لا يجيزون الوقف علي ذلك إلا برد ما حذف وهو القياس في العربية، قال علي أن الأئمة علي خلاف ذلك والقراءة سنة متبعة "ا. هـ وفيه بحث لايخفي إذ لم يثبت القراءة بالوقف عن الصحابة في مثل تلك الكلمة لا مقطوعة ولا موصولة وإنما ثبت علي خلاف القياس ـ رسم الكتابة ـ، فالتحقيق ما قاله المكي حيث لا ضرورة في العدول عن الدراية من غير ثبوت الرواية،قال المصري: فإن قلت كيف يوقف علي نحو:" يحي الأرض" قلت: يوقف علي ذلك برد الياء لأنها
¥