تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكتب على ظهر التأليف في الصفحة الأولى عنوان الكتاب بحروف مغلظة وهي هذه: "هذا الوقف للإمام سيدي علي الزواوي نفعنا الله به آمين".

كما يوجد بقرب هذا العنوان ما يلي: "في نوبة الفقير إلى رحمة ربه المنان عبده محمد بن عبد الرحمن وفقه الله سنة 1232، وفوق الكتابة خاتمه ثم بقربه خاتم آخر واسم أحد مالكيه وهو غير واضح لوجود بياض فوقه [ومالك الكتاب محمد بن عبد الرحمن هذا كان من كبار علماء الجزائر، وكانت له خزانة معظم كتبها عليها خطه]

وفي انتظار اهتمام أولي الأمر بنشر ما تبقى من كتب التراث المعرضة للتلف نغتنم هذه الفرصة للتعريف بهذه المؤلفات ونقل ولو بعض فقرات منها.

قال المؤلف بعد الحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ((…والتابعين لهم بإحسان، من حراس مصاحف التنزيل على مراتب الترتيل، وسواس مدارج الوقف ومخارج الحروف عن التحريف بالتعليم والتصنيف، فمن اشتهر منهم في البراعة والصناعة، الإمام المقدم على أقرانه، السابق العنان، التحرير الفائق في البيان والتحرير، الساعي في تصنيفه سعي مجد مجيد الراعي ما يبغيه رعي مبدئ ومعيد، غير أنه كان مولعا بالإطناب طلب التبصير، ومبدعا في كل واد بالذهاب عدد التقصير فتجاوز بطول الإمكان، حد رغبة أهل الزمان قد عانى صدق همته، من هو واحد في الثقة أمتعني الله به إلى إملاء هذا الكتاب على قلة الرغائب وكثرة المصائب، من تتابع الحساد وعود سوق الفضل إلى الكساد وحكم الجهل على ظلم الأمر بالفساد، فعملت إذ شرعت فيه عمل من طب لمن حب، وسعى من رب عالته الرب، في حريم شرطه ما دب من فصول ما انصب عن سعة الخاطر حتى استتب ضامناً لتهذيب، فرأيت الوقوف عن سمات متداخلة المعاني في التحقيق، متباينة المباني في التلفيق مقصورة على خمس مراتب، اللازم، ومطلق وجائز ومجوز لوجه، ومرخص لضرورة الخ …)).

نكتفي بهذه الفقرات من مقدمة المؤلف نثبتها كنموذج إذ كانت الأرضة خرمت بعض الأوراق فصعب نقلها ولضيق مجال هذه المحاضرة والوقت اكتفيت بهذا القدر أملا أن يقدم التأليف للنشر إن شاء الله فيشتغل به متخصصون في الفن.

ولننتقل إلى التأليف الثاني الذي هو في حكم المفقود أيضا، وهو عبارة عن منظومة في القراءات لمحمد بن أحمد الوهراني نظمها سنة 899هـ،، وقد سمى منظومته "التقريب" وهي تحتوي على اثنين وثلاثمائة (302) بيت، افتتحها بقوله:

بدأت بحمد الله معتصما به ... نظاما بديعا مكملا ومسهلا

وثنيت بعد الصلاة على الرضا ... محمد والآل والصحب أشملا

وبعد فلما كان مقرأ نافع ... أجل مقارئ القرءان أفضلا

لما قيل فيه أنه بدار هجرة ... سنة خير المرسلين وكيف لا

أتيت بنظم في روايته التي ... بعشر سميت كيما يكون محصلا

رواية ورش ثم قالون مثله ... الأنصاري إسماعيل إسحاقهم ولا

والاثنان منهم الأولان ثلاثة ... لكل وباقيهم له اثنان فاعقلا

ونجل لإسحاق لقاضيهم سما ... والأنصاري إسماعيل عنه تقبلا

أبو عمرو الدوري روايته التي ... كساها أبو الزهرا ابن عبدوس ذا العلا

وأحمدهم يسمى المفسر مثله ... وأنصافهم عنه ابنه قد تنحلا

كذاك ابن سعدان وللنحو ينتمي ... فرتب أبا جاد على الكل بالولا

ألف لورش ثم باء لأزرق ... وعبد الصمد جيم له قد تمثلا

ودال أصبهاني وقالون هاؤه ... وزاى أبي نشيطهم قد تأملا

وحاء للحلواني وضاء لقاضي ... وباء للأنصاري بها قد تهلالا

وكاف ابن عبدوس ولام مفسر ... وميم لإسحاق ونون ابنه انجلا

وصاد ابن سعدان أخي الفضل والتقى ... فتمت رموز الكل دونك مسهلا

إلى أن قال:

وجئت بها وفي الأداء بغربنا ... ليجري عليها الحكم أول أولا

فأطلق أن كل البدور توافقت ... وباللفظ استغنى عن الرمز أن جلا

وقد صنف الأشياخ نثرا ونظمه ... كذا فيهم و التنملي فأكملا

وكالعامري الندب لكنه أتى ... بالأعمال في بعض الأصول فأشكلا

ولم يبق ماض للذي قد تلا سوى ... اقتفاء لأثار وبالسبق فضلا

ثم يتعرض لعلماء الفن معتذرا لعدم تضلعه في القراءات ولصغر سنه فقال:

أقول لأستاذ يرى لي زلة ... فيصلحها بالصفح جوزيت أفضلا

وقل لعذول أن راءه بلفظه ... ألا لبني العشرين عذر تقبلا

فما مثلنا يعنى بهذا وإنما ... كفى المرء نبلا عد عيب له اقبلا

ولكنني إن شاء الله ربي مكمل ... بتشهير أو توجيه ما كان مشكلا

وأسأل ربي العون و الصدق والرضا ... وتسهيل ما رمنا لكل فيسهلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير