نسأل الله عدله، فذلك وعد حتمي كتبه ربنا على نفسه برحمته؛ فهو القادر المتصرف في ملكه لا غالب لأمره، ومن عامله ربه بعدله هلك، وإنما نسأله رحمة ربنا ولطفه وهدايته التوفيقية بعد هدايته الإيضاحية البيانية في الشرع والكون؛ لأن ذلك هو طلب الإذن من ربنا بالإيمان والصلاح، فالله سبحانه قال: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} (سورة يونس-100)، وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة غافر-60)؛ فالدعاء من الأسباب إلى الآخرة كما نبذل الأسباب لدنيانا بطلب الحرث والنسل والصحة والغنى.))
أما ما يؤخذ علي الشيخ قوله: ((وأمثل القراء المصريين المشهورين تجويداً المنشاوي، ومحمد محمود الطبلاوي، ومحمود خليل الحصري، ومحمد رفعت، وأبوالعينين شعيشع .. ذكرتهم على الترتيب في الإجادة، والطبلاوي طويل النفس، متقن للتجويد بلا تكلف، موفق في نطق الحروف من مخارجها))
هذا الكلام قاله الشيخ وهو لا يدري أن المصحف المرتل للشيخ الطبلاوي رُفض من قبل لجنة تصحيح المصاحف في مصر، وقد كنتُ وقتها سألت الشيخ عبد الله الجوهري ـ وكان وقتها عضوا في اللجنة ـ لماذا رفضتم تسجيل الطبلاوي؟؟ فقال: حروفه مهزوزة.
هكذا قال بالنص لي،، وترتيب الشيخ للقراء من حيث الإجادة لم يقل به قارئ.
ويؤخذ علي الشيخ أيضا" - أنه ينبغي التثبت من القراءات التي يقرأ بها؛ فإنه قرأ في سورة الغاشية (بمضيطر) بضاد معجمة بعد الميم، ولا تعرف هذه القراءة عن أحد، وإنما ورد في قراءة لا يعتد بها نقلا إشمام الصاد زاياً، وهذا الإشمام (2) (مع عدم إمكانه) لا يقتضي النطق بالضاد.))
السبب في ذهاب الشيخ أن الإشمام في قراءة عبد الباسط ضاد،، أن الشيخ من أهل نجد وأهل نجد يقولون بالضاد الظائية القديمة، فتشابه عنده الصوتان فظن الإشمام ضادا.
ولذلك فلا يعول علي تعقيبه علي خلف، لأن هذا الإشمام مذكور لكثير من القراء وإن كانت في كلمات مخصوصة، مثل حمزة براوييه، والكسائي براوييه، وخلف العاشر براوييه ورويس في نحو: " أصدق " بإشمام الصاد الزاي.
وأيضا في نحو: " المصيطرون " قرأ حمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد زايا، ..... والإشمام لخلاد أصح وجهيه ...... .
" بمصيطر " قرأ حمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة وهو الوجه الثاني لخلاد.
وهذا هو سبب إنكار الشيخ لوجه الإشمام وتأويلاته لباب الإشمام. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:49 ص]ـ
يُرفع للتأمل والاستفادة.
جزى الله كاتبه وناقله خيرا.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:17 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الرحمن
افدتمونا الكثير والكثير من روائع الأدب وبحور القراءات
مقال رائع وتعليق أروع ..
والشيخ عبد الباسط غفر الله لنا وله من أجمل من قرأ القرآن ومن سمع تجويد الإذاعة الخالص من التكبير والصراخ عرف قوة الرجل وحسن مأخذه للقرآن وحسبك من سورة يوسف جمالا وخشوعا بإذاعة القرآن السعودية والمصرية,.
وهي موجودة على الشبكة ..
جزيتم خيرا ونرجوا المزيد حتى نستفيد ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:32 ص]ـ
ماشاء الله وتبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري رعاه الله، الشيخ أبو عبدالرحمن حفظه الله ليس نجديا بل حجازي كما صرح هو في هذا المقال. أليس كذلك؟ أين تقع شقراء بالضبط؟
شقراء تعتبر من ديار نجد، وهي قريبةٌ من الرياض. ويمكن التأمل في موقعها على هذه الخريطة التي تظهر فيها مدن نجد، ولعل أخي الدكتور عبدالله المنصور يفيدنا أكثر فهو من أهل أشيقر القريبة جداً من شقراء ..
http://bnyzid.com/uploads/c55877bb04.gif
ـ[السراج]ــــــــ[13 Jul 2010, 08:39 ص]ـ
وكذلك روى لنا شيخنا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمود الطحان حفظه الله ورعاه أنه لما أتى مدينة الرياض منذ قرابة أربعين سنة تعجب من تلاوة الأئمة في المساجد والجوامع وأحزنه قرائتهم وقال إنها عامية محضة يشوبها تحريف ولحن جلي، وقلَّد لنا أحد الأئمة وهو يقرأ لسورة القدر وكأنها ليست من القرآن، وإن كلَّمهم وأمرهم بقرائتها على المقرئين المجودين لئلا يخلطوا الحروف ويقعوا في التحريف أجابوه بأن التجويد بدعة لا أصل له، ويحتجون بقراءة علماء نجد أنها ليست مجودة، فيشتاط الشيخ غضباً، ويقول كونوا مثل علمائكم ولا تقعوا في التحريف، والحمد لله تحسنت قراءة الأئمة تحسناً ملموساً بمرور الزمن.