تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[24 May 2007, 02:47 م]ـ

أخي الفاضل فضيلة الشيخ امين الشنقيطي وفقه الله:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يبدو للعبد الضعيف أن ابن جرير يطبق قواعد المحدثين في تمييز الصحيح من الضعيف على أسانيد القراء، مع شيء من فلسفته الخاصة في الجرح والتعديل.

وفي هذا المثال الواحد الذي وصلنا من نقد ابن جرير لإسناد من أسانيد القراء يلاحظ فيه نفس المحدثين، كاعتماده تجهيل عراك بن خالد المري الذي تفرد بذكر قراءة ابن عامر على المغيرة، لأنه لم يرو عنه غير واحد.

ولم يقنع بمعرفة القراء له، والحافظ الجزري رد عليه على طريقة المحدثين أيضا:

فقال: وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية أهـ. يعني فارتفعت عنه الجهالة برواية اثنين.

مع أن القارئ لكتاب تهذيب الآثار للطبري يجد فيه نمطا مختلفا من النقد والتعليل، وقد كان بعض مشايخنا يتعجب من طريقة ابن جرير في نقد الآثار.

وهذه مسألة مهمة نبهت عليها وهي المنهج العلمي في دراسة أسانيد القراءات ورجالاتها.

ومن لا يعمل قاعدة: لكن فن رجاله، يقع في إشكالات كثيرة.

وقد حدثني الشيخ عبدالعزيز قارئ وفقه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله قال لهم مرة: أسانيد القراءات ورجالاتها جماعة من الضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون، هكذا قال الشيخ لأنه نظر في تراجمهم عبر كتاب تقريب التهذيب مثلا – وكان الالباني مولعا به – ونحوه من كتب المحدثين.

فأعطاه الشيخ عبدالعزيز نسخة من النشر ونسخة من غاية النهاية، وقال له: في الكتاب الأول أسانيد القراء وفي الثاني جرحهم وتعديلهم.

قال: فعاد الشيخ الألباني رحمه الله بعد فترة وهو يقول: الان علمت ان لهذا الفن رجاله وكتبه وجرحه وتعديله الخاص به، هكذا قال أو نحوه.

والحديث عن هذه المسألة ذو شجون.

والله الموفق.

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[24 May 2007, 03:06 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شيخنا الدكتور احمد فارس السلوم سلمك الله ورعاك وحفظك،

ما سطرته كان رسالة موفقة في حق قراء القراءات القرآنية، في الدور والجامعات،

وحصنا منيعا في وجه الاستشراقيات المعاندة، فماذا يكون لوفقدت الأمة أسانيد وقواعد وتراجم قرائها، هل من المعقول أن تسير القافلة وفق الآراء الفردية دون أن تعامل وفق مناهج علمية مدروسة،وتترك دون منهج؟ وأي منهج خير من منهج علماء الأمة المحدثين المقرئين؟

وهاأنت حفظك الله قد جئت بهذه المعلومة الطيبة من عالم جليل كالطبري شيخ علوم الإسلام، وكنت ولله الحمد من الموفقين، حفظك الله ورعاك وبلغك خير الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[27 May 2007, 11:02 ص]ـ

(قال الطبري في الجامع: ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة، والاقتداء بمن مضى من من علماء الشريعة = راعى في اختياره الرواية أولاً، ثم موافقة المصحف الإمام ثانيًا، ثم العربية ثالثًا، فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره؛ لم يُقبل اختياره، ولم يتداوله أهل السنة والجماعة).

أركان القراءة الصحيحة:

لفت نظري ما نقله فضيلة الأخ الدكتور مساعد الطيار، حفظه الله، من أن الطبري قال في كتابه الجامع في القراءات:" ثم كل من اختار ... إلى آخره"فهذا كلام نفيس، يحسن بالمهتمين بالقراءات القرآنية أن يكتبوه ويتذكروه، لأنه:

أولا: يكشف عن منهج الطبري في الحكم على القراءات، ويبين أسس اختياره ما اختار منها.

وثانياً: يؤكد حقيقة تاريخية مهمة جداً، وهي أن علماء القراءة في القرون الأولى قبل الطبري كانوا يرجعون إلى أسس محددة ويحتكمون إلى مقاييس ثابتة في رواية القراءات ودراستها والحكم عليها، فها هي أركان القراءة الصحيحة واضحة في قول الطبري:

(1) الرواية.

(2) موافقة المصحف.

(3) موافقة العربية.

واعتاد الذين كتبوا عن أركان القراءة الصحيحة من المتأخرين والمعاصرين أن ينقلوا كلام ابن الجزري حولها، وقد يفهم القارئ من ذلك أنه هو الذي وضع هذه الضوابط وأبدعها، لكنها في الواقع أقدم من عصر ابن الجزري بقرون كثيرة، ولم يكن الطبري أول من ذكرها فقد وردت إشارة لدى أبي بكر ابن الأنباري في كتابه إيضاح الوقف والابتداء (1/ 311) تشير إلى أن أبا عبيد القاسم بن سلام (ت224هـ) قد استند إليها في كتابه المفقود في القراءات، لكن ما قاله الطبري أوضح دلالة وأتم عبارة، والله أعلم.

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[03 Jun 2007, 11:08 م]ـ

فضيلة الشيخ غانم وفقه الله:

قد يكون كلا أبي عبيد (القاسم بن سلام رحمه الله) الذي أشرتم إليه هو قوله في كتاب القراءات:

إنما توخينا في جميع ما أخبرنا من القراء ات:

أكثرها من القراءاة أصلا

وأعربها في كلام العرب لغة

وأصحها في التأويل مذهبا

بمبلغ علمنا واجتهاد راينا ... ثم ذكر ما اختار من أول القرآن إلى آخره. (جهود أبي عبيد ص234)

وقال في موضع آخر:

والقراءة التي عليها الناس بالمدينة وبمكة والكوفة والبصرة والشام هي:

القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا

وقام بها في مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته، وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي .. يعني من أن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول (جهود أبي عبيد ص214).

والله الموفق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير