كما هاويا واللام والباء ونحوهما ولامات تعريف لمن قد تأملا
*وأمّا المنفصل رسما ً: فيكون السّاكن ما قبله صحيحاً أو حرف علة ...
أ- السّاكن الصّحيح , كقوله تعالى: {بَشّرِ المُنَافِقينَ بِأنّ لَهُمْ عَذابَاً أليمَاً، وَقَدْ أَفلَحَ} [النساء: 138، طه:64].
"اختلف أهل الأداء في تسهيل هذا النوع وتحقيقه، فروى كثير منهم عن حمزة تسهيله بالنقل وألحقوه بما هو من كلمةٍ، وروى الآخرون تحقيقه". () وقد اخذ الإمام ابن الجزري رحمه الله بالوجهين فقال:" والوجهان من النقل والتحقيق صحيحان معمول بهما، وبهما قرأتُ وبهما آخذ ". ()
ب- السّاكن (حرف عّلة): فلا يخلو من أن يكون حرف لين أو حرف مدّ , فان كان حرف لين كقوله تعالى: {وَإذَا خلوْ إلَى} [البقرة:14] .. فإنه يلحق بالنوع قبله -وهو السّاكن الصّحيح- وحكي وجهان في هذا النوع: احدهما: النقل كما ذكر. وثانيهما: أن يقلب حرف لين من جنس ما قبلها ويدغم الأوّل في الثاني فيصير حرف لين مشدّداً. ()
وقد رجَح ابن الجزري القول الأول إذ قال:" والصّحيح الثابت رواية في هذا النوع هو النقل ليس إلا، وهو الذي لم اقرأ بغيره على أحد من شيوخي ولا آخذ بسواه ". ()
وان كان حرف مدّ فلا يخلوا من أن يكون ألفاً أو غيرها ... فإن كان ألفاً , كقوله تعالى: {وَالذينَ يُؤمِنُونَ بمَآ أُنزلَ} [البقرة:4] .. فقد سهّلَ الهمزة في هذا النوع بَيْنَ بَيْنَ من سهّلَ الهمزة بعد السّاكن الصّحيح بالنقل، وأمّا الجمهور فقد مالوا إلى التحقيق في هذا النوع , وفي كلّ ما وقع الهمزة فيه محرّكاً منفصلاً سواء كان قبله ساكن أو محرّك، وهو الذي لم يذكر أكثر المؤلفين سواه، وهو الأصح رواية. ()
إذاً الرّاجح ممّا تقدّم التحقيق دون التسهيل مادام قبلها مدّ.
وإن كان غير ألف فإمّا أن يكون واواً أو ياء. . .فإن من سهّلَ القسم قبلها مع الألف أجرى التسهيل معهما بالنقل والإدغام مطلقاً، سواء كانت الياء والواو في ذلك من نفس الكلمة , كقوله تعالى: {وَفِي أنفُسِكُم} [الذاريات:21] ضميراً أو زائداً كقوله تعالى: {إنّ الذينَ تَوَفّاهُمُ المَلآئِكَةُ ظالِمِي أنفُسِهِم، وَيَقُولُونَ أَئِنّا لتَارِكُوآ ءَالِهَتِنا} [النساء:97،الصافات:36] , وبمقتضى إطلاقهم يجري الوجهان في الزائد للصّلة كقوله تعالى: {فَنَجّيْنَاهُ وَأهْلَهُ أجْمَعِينَ} [الشعراء:170]
وأخذ ابن الجزري من ذلك ما ذكره:" لكني آخذ في الواو والياء بالنقل – إلا فيما كان زائداً صريحاً لمجرّد المدّ والصّلة – فبالإدغام ". ()
* والهمز المتوسط المتحرّك الذي قبله متحرّك .. هذا ما سنكمله لاحقاً إن شاء الله تعالى.
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[15 Jul 2007, 05:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: وبعد:
يُسعدني ويشرفني أن أتمم موضوعنا السابق (الوقف على الهمزة لهشام وحمزة)؛ خدمة لكتاب الله تعالى ولطلبته الأكارم , ومن خلال هذا الملتقى (الميدان العلمي الرائد) , جزا الله القائمين عليه ألف ألف خير ..
* فالهمز المتوسط المتحرّك الذي قبله متحرّك: يأتي على قسمّين:
الأوّل: متوسط بنفسه: ولا تخلوا همزته من أن تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة , كما لا تخلوا الحركة قبلها من أن تكون فتحاً أو ضمّاً أو كسراً. ()
ومن الشواهد على ذلك ...
أ- الهمزة المتوسطة المفتوحة: وتجيء:
- بعد فتح , كقوله تعالى: {رَأَيت، شنَئَانُ، سَأَلهم} [النساء:61،المائدة:2, 8،الملك:8].
- بعد ضمّ , كقوله تعالى: {كِتابَاً مُؤَجّلاً، لَقَدْ ظلَمَكَ بِسُؤَالِ، وَلَنْ يُؤَخّرَ} [آل عمران:145، ص:24،المنافقون:11].
- بعد كسر , كقوله تعالى: {فَاجْلِدُوا كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِاْئَة، عَلى أنْ نُبَدّلَ أمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ، إنَّ ناشِئَة} [النور:2،الواقعة:61،المزمل: 6].
ب- الهمزة المتوسطة المضمومة: وتأتي. . .
- بعد فتح , كقوله تعالى: {وَاللهُ رَءُوفٌ , وَيَدْرَءُونَ، قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} [آل عمران:30, الرعد: 22،الأنبياء:42].
- بعد ضمّ , كقوله تعالى: {وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ، طَلْعُهَا كأَنهُ رُءُوسُ} [المائدة:6،الصافات:65]
- بعد كسر , كقوله تعالى: {إنّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِِءُونَ، يُريدُونَ لِيُطْفِئُواْ} [البقرة:14،الصف:8].
¥